رسالتي

لمُبْلِغك الواشي... أغشّ وأكذب!

15 يونيو 2021 10:00 م

من أكثر الأخطاء التي تقع بين الناس، الحكم على فرد أو مجموعة من خلال وصف الآخرين له، من دون التحقق من حقيقة ذلك الوصف، مما قد يتسبب في إلحاق الضرر به.

يُرْوى أن الشاعر النابغة الذبياني كانت له مكانة عالية عند الملك النعمان بن المنذر، فحسده بعض جلساء الملك، وقاموا بالوشاية به والتحريض عليه، حتى ملؤوا قلب الملك غيظاً عليه.

فجاء أحد حُجّاب الملك إلى النابغة - وكانت بينهم علاقة طيبة - فنصحه بمغادرة القصر حرصاً على سلامته.

فخرج النابغة من المدينة حزيناً، والتحق بخصوم الملك، وبقي عندهم زمناً، فتحسر النعمان على بعد النابغة، وتدخل الوسطاء فعفى عنه ودعا إلى عودته للقصر مرة أخرى.

فرجع النابغة وأنشد عند الملك قصيدة مطلعها:

أتاني أَبَيْت اللعن أنك لُمْتني

وتلك التي أهتم منها و أنصب

وفيها يقول:

لئن كنتَ قد بُلِّغت عنّي خيانة

لَمُبْلِغك الواشي أغش وأكذب

في حياتنا هناك الحاسد والحاقد والمنافس والفاجر في الخصومة، وهناك صاحب المصلحة، وهناك المأجور المدفوع له من أجل تدمير وتشويه سمعة الآخرين، ومن الحصافة ألا نصدق كل ما يُنْقل لنا عن الآخرين دون التحقق، والله تعالى يقول: ( إنْ جاءكم فاسِقٌ بنبإٍ فتَبيّنوا أنْ تُصيبوا قوماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحوا على ما فعلتم نادمين).

يتعرض الدعاة والعلماء والمصلحون وجماعات الدعوة المعتدلة إلى هجمة كبيرة من الأعداء والخصوم والمغرضين، بهدف تشويه السمعة، ليخافهم الناس، وليبتعدوا عنهم، ورُبما لإلحاق الضرر بهم.

ولكن بحمد الله تعالى أن هذا التحريض غالباً ما يفشل ويذهب أدراج الرياح عند التحقّق والتبيّن من كذب تلك الادعاءات الظالمة.

ونقول لخصوم العمل الدعوي والإسلامي: ستبقى هذه المجموعات الدعوية المعتدلة شجرة يانعة، إن رماها الناس بالحجر، رمتهم بالثمر.

وهي ثابتة على الحق ثبات الجبال الراسيات، مَثَلُها كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء تُوتي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذن ربها.

ولا يصح إلا الصحيح.

Twitter:@abdulaziz2002