بوح صريح

أوّل خطأ...!

9 يونيو 2021 10:00 م

عرف الإنسان في أثينا أن له عقلاً وشعوراً وضميراً وحقوقاً، وعليه بذلك واجباً ومسؤولية تجاه نفسه والآخرين من حوله، ثم المجتمع والناس.

وذلك للنهوض بأحوالهم ونيل حقوقهم في الحرية والعيش الكريم.

أن تدرك أن لديك عقلاً معناه أنك مسؤول.

لا فاصل بينهما (العقل والمسؤولية).

فهما مترادفان ومتوازيان وكل منهما يؤدي إلى الآخر.

أفكّر في أول كذبة وأول سرقة.

وأول حادثة غش وأول خيانة.

بعد زمن من السمو والطيبة والخير، من دون مقابل وابتسامات على امتداد الأفق.

وتهذيب وأدب ووفاء وذوق وشهامة.

‏لذا ينبغي إعادة التعريف بالفلسفة، خصوصاً فلسفة الأخلاق ودمجها بالحياة المعاشة والواقع الاستهلاكي اليومي.

مع إيقاظ السؤال والعمل على إنتاج حاسة ِالدهشة، وقدح الفضول وإدراك الصواب عن سواه.

قول الحق هو اليـقين، لكنه أحياناً مؤذٍ ومميت لقائله.

ويقابله تضحيات وفواتير عدة باهظة ثقيلة.

تماماً كما أن الشك بالسائد إيجابي.

لأنه غربلة للمعتاد وإثارة للسؤال والفضول فيه.

والحدس أعلى مرتبة من الإدراك والإحساس.

لأنه يتضمن المخيلة.

يقول المعري: «أما اليقين فلا يقين وإنما/ أقصى اجتهادي أن أظن وأحدسا».

أما البديهيات فهي اليوم أصعب، لتوغلنا في التعقيد والتركيب والتحليل والتزييف... فكل بديهة كانت تدرك ببساطة.

أصبحت اليوم بيننا وبينها عشرات العراقيل والمعوقات.

لأن كل منا يفكر في مصالحه ومكاسبه. مما يبعده أشواطاً عما هو بديهي وبسيط ومألوف.

لذا يقال إن وجدت نفسك بين طرفين، أحدهما ضعيف ومهزوم ومنكسر، كن معه حتى يظهر العدل والحق، فإن كنت معه فقد نصرته وساندته ووقفت معه بضعفه، وإن كان مع غيره فقد ظلت أخلاقك ثابتة وموقفك سليماً بنصرة الضعيف في لحظة عوز.

نقطة: قال شكسبير في إحدى مسرحياته: يعلو البعض بالرذيلة ويهوي البعض بالفضيلة...