أكد بنك الكويت الوطني سعيه إلى بذل الجهود الحثيثة لاستكمال مساره نحو مستقبل من النمو المستدام، حيث عمد إلى الكشف عن الفيلم الوثائقي بعنوان «نحو مستقبل مستدام» الذي يؤرّخ رحلة تشييد مقر البنك الرئيسي الجديد، والذي أثمر عن تقديمه نموذجاً للعمارة الحديثة المستدامة الذي سيصبح مسار إلهام لكل الأعمال الهندسية المتميزة لسنوات طويلة مقبلة.
ولفت البنك إلى أنه وعلى مدار 35 دقيقة، يعرض القائمون على تنفيذ المشروع كل التفاصيل والتحديات واللحظات الفاصلة والأوقات العصيبة التي نجح فريق العمل الذي يضم 2000 عامل ومهندس وإداري في تحويلها لنجاحات تراكمت على مدار 21 مليون ساعة عمل، حيث قدم المقر الرئيسي الجديد للكويت أيقونة معمارية متميزة.
وذكر أن كل تفاصيل الفيلم تعكس الهدف الرئيسي لتشييد المقر الرئيسي الجديد لـ«الوطني» الذي لم ينافس على أن يكون الأكبر والأكثر بريقاً بقدر التركيز على أن يكون للبنك مقر رئيسي مستدام وصديق للبيئة يجمع كل الموظفين تحت سقف واحد يوفر لهم بيئة عمل تحفزهم على الإبداع والتفوق.
وبيّن «الوطني» أنه ومع انتهاء الأعمال، أصبح المقر الرئيسي الجديد للبنك الذي يرتفع بطول 981 قدماً مقسمة إلى 63 طابقاً بمساحة إجمالية تصل إلى 1.36 مليون قدم مربعة، أحد المعالم الرئيسية الجديدة للحي المالي في قلب مدينة الكويت.
وأوضح أن إدارة بنك الكويت الوطني تفخر بإنجاز المقر الرئيسي الجديد ليس لكونه مبنى شاهقاً ومتميزاً ولكن لما يمثله من تجسيد لمسيرة وتاريخ حافل بالتفوق وحاضر يزخر بالتطور والعمل المؤسسي الرائد الذي يقدم نموذجاً يحتذى به للكيانات المصرفية الحديثة إضافة إلى ما يعكسه من رؤية مستقبلية تهدف لترسيخ ريادة البنك واستكمال مساره لتحقيق النمو المستدام.
وأضاف أن ذلك الصرح يُعدّ أحد أبرز إنجازات إدارة «الوطني» التي تؤكد رؤيتها الاستباقية الثاقبة وحصافة سياساتها التي تجعل البنك دائماً على استعداد لتخطي التحديات ومواصلة النمو كما يُعد استكمالاً للجهود المخلصة التي بدأت قبل نحو 7 عقود على يد تجار وطنيين استشرفوا المستقبل وقدموا كياناً مصرفياً وطنياً طالما كان حاضراً بمساهمته في تعزيز نمو وازدهار الكويت.
وأشار إلى أن المقر الجديد يمثل حجر زاوية في إستراتيجية «الوطني» المتكاملة لتحقيق التنمية المستدامة ومنارة سيسترشد بها الجميع في مجال العمارة الحديثة ونموذجاً يحتذى به للمباني الخضراء حيث تم تصميم المبنى وإنهاء كل أعمال البناء بما يتوافق مع معايير «LEED» الذهبية الرائدة في تصميمات الطاقة والبيئة للمباني الحديثة.
وتابع أن كل معدلات استهلاك الطاقة والمياه وانبعاثات الغازات الدفيئة تحسّنت بعد مضي نحو أكثر من عام على انتقال الموظفين للعمل في المقر الجديد للبنك.
وبيّن أنه في ظل إيمان «الوطني» بأن موظفي البنك أكثر العناصر قيمة والركيزة الأساسية لاستمرار مسيرة نجاحه، لذلك كان هناك حرص على أن تتكامل كل تفاصيل المبنى لتمنحهم بيئة عمل تساعدهم على الابتكار وتحقيق الذات وتوافر لهم الخصوصية وكل الأدوات اللازمة للتطوير وزيادة كفاءة العمل.
ولفت «الوطني» أن جهوده الحثيثة في مجال الاستدامة على مدار السنوات الماضية أثمرت عن إدراج مؤسسة فوتسي راسل البنك ضمن قائمة مكونات مؤشر «FTSE4Good» حيث يعد البنك الوحيد بين البنوك الكويتية المدرج ضمن المؤشر الرائد عالمياً في مجال الاستدامة، كما أدرجت مؤسسة «Refinitiv» العالمية الوطني ضمن مكونات مؤشرها الانتقائي للشركات منخفضة انبعاثات الكربون بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي أطلقته المؤسسة بالتعاون مع اتحاد البورصات العربية.
روعة التصميم
تشابهت استعدادات المهندسين المسؤولين عن التصميمات والتنفيذ في كل مراحل تشييد المقر الرئيسي لبنك الكويت الوطني وتأملات الفنانين والمبدعين قبل الشروع في تنفيذ أهم أعمالهم، وهو ما يمكن أن يلمسه الجميع في كافة أركان المبنى الشاهدة على روعة التصميم ودقة التنفيذ.
ويظهر التصميم الخارجي للمبنى الطريقة المبتكرة لكيفية استغلال الهيكل الخارجي للتكيف مع ظروف البيئة، حيث تم استخدام 28 من الأعمدة الخارجية للتظليل وعدم وصول حرارة الشمس بشكل مباشر إلى المكاتب بينما ترتفع شفراتها نحو السماء، ما يعطي شعوراً بالقوة والاستدامة.
ولفت البنك إلى أن كل الأحجار التي تم استخدامها في المبنى جاءت من مدينة «كرارا» التي يستخدمها أشهر المهندسين المعماريين حول العالم، وهي منطقة كانت تستخدم تاريخياً في صناعة الأحجار منذ العصر الروماني، كما استخدم «مايكل أنجلو» موادها في أعماله المعمارية ومنحوتاته.
نموذج للمباني الخضراء المستدامة
يعدّ المقر الرئيسي الجديد لبنك الكويت الوطني إنجازاً لكونه مبنى شاهق الارتفاع يبلغ طوله 300 متر بتصميم مبدع يجعله أحد أبرز المعالم المتميزة بالحي المالي في قلب مدينة الكويت لكن الإنجاز الحقيقي في تزامن ذلك الإبداع مع تقديم نموذج للمباني الخضراء المستدامة وهو ما تعكسه أبرز المؤشرات والحقائق الخاصة بالمبنى:
- خفض 34 في المئة من استهلاك الطاقة و40 في المئة من استهلاك المياه.
- 60 في المئة من المساحة الإجمالية للمبنى عبارة عن مساحات مفتوحة وخضراء.
- تقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء (LED) الموفر للطاقة بنسبة 100 في المئة.
- 20 في المئة من إجمالي المواد المستخدمة عبارة عن مواد معاد تدويرها.
- تخزين الطاقة للتبريد طوال الليل لاستخدامها في تكييف الهواء بالبرج خلال النهار.
- استخدام مكيفات أرضية في جميع الطوابق.
- تطبيق نظام إعادة تدوير المياه الرمادية لاستخدامها في دورات المياه ونظام إدارة الإضاءة الموفر للطاقة.