تشبُّع سوق العمل من بعض التخصصات وقلّة الفرص الوظيفية يدفعان إليها

«الهجرة» للدراسة أو العمل... الأزمة واحدة

7 يونيو 2021 10:00 م

- علي بهبهاني: الدراسة في الخارج تصقل شخصية الشاب بالاعتماد على نفسه
- يوسف كرم: 95 في المئة من أصدقائي ينوون الدراسة بالخارج هرباً من بيروقراطية الكويت

مصطلح «الهجرة» أصبح يتردد كثيراً في السنوات الأخيرة بالكويت، بين أوساط الشباب والباحثين عن العمل، وسط تساؤل من البعض عما إذا كانت فكرة الهجرة قائمة وجدية فعلاً لدى الشباب بسبب الرغبة في الدراسة أو أزمة التوظيف في الكويت!

فبعد أن كانت الخيارات مفتوحة أمام الشاب الكويتي للدراسة ثم التوظيف في مختلف القطاعات، أصبح الشاب الآن «شايل هم» دراسته الجامعية ومصير التخصص الذي غالباً ما يأتي بعيداً عن رغباته وطموحاته في الحياة، لأن الكويت - ورغم ما لديها من إمكانات ووفرة مالية - لا تستطيع توفير فرص عمل مناسبة لطموحات الشباب.

ومابين ضيق الخيارات المتاحة أمام الشاب في التوظيف، وتشبع قطاعات الدولة من بعض التخصصات، تطرح تساؤلات عدة، منها: أين دور الجهات التعليمية المتمثلة في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وتعاونها مع ديوان الخدمة المدنية؟، وهل تم ربط احتياجات سوق العمل مع التخصصات المطروحة في المؤسسات التعليمية وخاصة في الابتعاث؟ وما دور المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية في تحديد مسارات التعليم بما يخدم رؤية الكويت لعام 2035 والأولويات طويلة المدى للتنمية لدولة الكويت؟

تلك التساؤلات وغيرها تدعمها الاعتصامات التي نظمها الطلبة الخريجون - وخصوصا في تخصص الهندسة - خلال الشهر الماضي بسبب عدم قبولهم في بعض الجهات لتشبع سوق العمل من هذه التخصصات، وجاءت رسالة الشاب علي بهبهاني، ملخصة لهذا الواقع، حيث فكر لوهلة وخاطب والده في شأن العمل بالخارج، بعد أن فكر في دراسة الهندسة الميكانيكية حيث تبيّن له أن السوق متشبع من هذا التخصص، وبدأ يعدل عن فكرة دراسته وتغيير التخصص للعمل في الكويت، إلا أنه مازال يطمح للدراسة في الخارج.

«الراي» استفسرت عما حصل مع علي بهبهاني الذي يرغب في استكمال دراسته في الخارج، فكشف عن أن فكرة الدراسة في الخارج أتت كون والده وعماته أكملوا دراستهم في الخارج، وهو ما شجعه على الإقدام على هذه الخطوة، «لكن الدافع الأكبر هو أن التعليم في الجامعات العريقة مختلف تماماً عن الوضع في الكويت، فهناك (ماكو واسطات) تشفع للطالب لأن يجتاز المقررات، إذ إن المهنية والأكاديمية هي المعيار في تقييم الطلبة، كما أن الدراسة في الخارج تصقل من شخصية الشاب في الاعتماد على نفسه في جميع مناحي الحياة».

وأضاف: «كنت قد اخترت تخصص هندسة ميكانيكية، إلا أنني عدلت عن هذا التخصص لتشبع سوق العمل منه، ولأعتمد تخصص علم البيانات الخاص في الكمبيوتر كون المستقبل لهذا النوع من التخصصات، ولحاجة سوق العمل له، حيث بحثت عن التخصص ووجدت أن 300 وظيفة في الكويت تحتاج لهذا التخصص».

وعن توجه أقرانه في الدراسة، بيّن بهبهاني أن «معظم أصدقائي قرروا الدراسة في الخارج، عدا شخص واحد ولذات الأسباب التي دفعتني لهذا الاختيار، إذ إن الشباب الكويتي يطمح دائماً لأن يحصل على أفضل تحصيل علمي».

ويتفق صديق علي، يوسف كرم، مع ما ذهب إليه زميله في الدراسة في شأن الدراسة في الخارج كونها فرصة للشاب في الحياة والتعليم معا.

وقال «أنصح كل طالب يتحصل على نسبة عالية تؤهله للابتعاث في الخارج أن يقدم على هذه الخطوة»، مبيناً أنها فرصة للاعتماد على النفس وتحمل المسؤوليات إلى جانب أن الفرص التعليمية أكبر وثمة تخصصات مهمة ولها مستقبل غير متوافر في الكويت.

وأشار كرم إلى أنه يطمح لدراسة تخصص إدارة الأعمال أو الأمن السيبراني، لافتاً إلى أن التخصص الأخير لا يدرس في الكويت، رغم أنه من التخصصات المهمة عالمياً ويعطى في أرقى الجامعات.

وذكر أنه في حال دراسة تخصص الأمن السيبراني فإنه يأمل في سرعة إنشاء المركز الوطني للأمن السيبراني الذي وافق مجلس الوزراء على إنشائه الأسبوع الماضي، كي تتاح للشباب الراغب في هذا التخصص أن يتحصل على الوظيفة الملائمة مع المهارات التي تعلمها في دراسته.

وعن موقف زملائه من الدراسة في الخارج، قال كرم إن 95 في المئة من أصدقائه ينوون الدراسة والابتعاث في الخارج لأسباب عدة منها سهولة الحياة هناك، بعكس البيروقراطية التي تعاني منها الكويت، إلى جانب تنوع الفرص التعليمية وتوافر كافة التخصصات التي يطمح لها الشاب الكويتي.