بوح صريح

طفل «دون تربية»

6 يونيو 2021 10:00 م

لماذا لا يوجد لدينا أطفال نابغون في العلوم والفنون والآداب. سؤال مهم يتبادر إلى أذهاننا حين نشاهد فيديو لصغار مبدعين بمواهب مدهشة في العزف أو الرسم أو الغناء أوالشعر وغيرها.

لماذا يعيش الطفل العربي إما على منظومة الظلم والقهر أو الفقر والحرمان ثم العنف والضياع وربما التسول والجريمة.

وإما مترف مدلل وطلباته مستجابة. يعاني من تمزق الهوية والفراغ القاتل وغياب الخطة والأهداف.

ليتشرّب فكرة أن أجداده هم النموذج الأفضل والأعلى، ويظل يتوق إليهم، وينشأ وهو يحلم ويتغنى بهم.

أضف إلى ذلك كل الأخطاء المبرمجة الروتينية والمتعمدة، في المناهج التي ترسخ البطولات، بكل ما تحتويه من مغالطات تاريخية وإنسانية... فيظل يشعر أنه قزم أمام هؤلاء ولن يصل إلى قاماتهم أبداً. فيترسّخ لديه الخزي والعار من نفسه وعجزه.

وبذلك تموت وتختفي تدريجياً امكانية تنمية مواهبه ومهاراته واعتزازه بقدراته.

خصوصاً مع إهمال الأهل وانشغالهم أو غيابهم والاعتماد على الخدم وغيرها.

ومن أساليب التربية السيئة المنتشرة، والتي تواجه الطفل العربي، توريثه أفكاراً ومعتقدات خاطئة والعنصرية أو الطائفية، وعدم التسامح أو التشجيع على التنكر أو العنف و«أخذ حقك بيدك»، وزرع الأم في ذهنه أفكاراً مشينة عن الرجل والزواج والحب، لمجرد أنها فشلت فيه أو تعرضت للخيانة.

غير منتبهين أن الطفل اسفنجة قابلة لتشرّب وتقمّص هذه الأفكار والأدوار، والتعامل معها كروبوت. لذا يجب الاهتمام بموضوع الأخلاق عند تربية الصغار.

نقطة:

‏بعد تاريخ طويل من سلسلة الاكتشافات، والتطور التكنولوجي ودخول عالم الاتصال الذكي الروبوت والفضاء... فإن الإنسان كلما ظن أنه قوي ومسيطر.

تضخمت لديه الأنا فزاد عجزه عن التسامح وتقبل الاختلاف، والمحبة والرأفة، واحترام وإنقاذ البيئة. والحفاظ على ثروات الكون، وإيجاد بدائل لها وإنهاء الجوع ونشر المحبة والسلام.