كانت ولادتي في مدينة يافا
محمد حسن خضر: عملت في دائرة الأشغال سنة 1956 بيومية مقدارها ست روبيات
1 يناير 1970
11:39 م
إعداد :سعود الديحاني
للماضي ذكريات وأحاديث لها شجون يستطيب ذكرها يوم يدق ناقوس أيامها الجميلة، ضيفنا اليوم ادرك جزءاً من حياة الكويت القديمة، دخل من دروازة الجهراء يوم كان السور ضاربا على مدينة الكويت يحدثنا عن تلك الحقبة ثم عن عمله واليومية التي صرفت له، ثم ينقلنا بالحديث عن عمله في دائرة الاشغال وكما يتطرق إلى أزمة قاسم، حيث كان يوزع السلاح على المتطوعين، أحاديث شيقة وممتعة نقضيها مع ضيف حديث الذكريات... فلنترك له ذلك:
نحن من قضاء نابلس من بلد يقال لها خربت قيس لكن لا اذكرها لأن والدي عاش في يافا وعمل في الجيش البريطاني لذلك انا من مواليد يافا ودراستي فيها، اما نحن من خربت قيس بالقرب من نابلس وكل اخواني هم ستة ولدوا في يافا، وأنا درست حتى الخامس الابتدائي في يافا، ومدرستي كان اسمها مدرسة النهضة الاسلامية في منطقة العجمي في يافا وسنة 1948 خرجنا من يافا، وكان عمري عشر سنوات بعد ذلك رجعنا إلى قريتنا وتعطلت المدارس سنتين بعد 1948، بعد ذلك دخلت مدرسة مزارع النوباني وهي بالقرب من بلدنا ودرست الصف السادس وبعد ذلك خرجت من المدرسة وتوجهت للعمل لأني انا اكبرهم سنا الكبير دائما هو الذي يدفع الضريبة، وعملي كان في مزارعنا في ارض الزيتون والارض كانت لنا ونحن في منطقة زراعية جبلية، وزراعتنا على ماء المطر ولا توجد عندنا ابار ارتوازية نعتمد على مياه الامطار واذا لم تسقط تكون سنة قحل اما المحاصيل التي كنا نزرعها فأهمها شجر الزيتون، وكنا نزرع الشعير والفول والعدس، وكنا نحن نقتات من هذه المحاصيل للمؤن السنوية اما مياه الشرب التي كانت تستخدمها القرية فهي نبع من الارض يأتي من الجبل «عين» وهي على مدار العام متوافر فيها الماء واذا خف في الصيف يتوجه اهل القرية إلى مكان اخر تتوافر فيه العيون في الجبال الثانية والماء كان عذبا، وبالطبع في فترة الشتاء تزيد نسبة الماء وكان هناك واد كبير بين الجبال هو مجمع مياه، وانا تركت العمل في الزراعة يوم قدمت للكويت وهي سنة 1955.
الكويت
كان أخي من والدتي غير الشقيق يعمل في الكويت وكذلك احد ابناء عمومتي يعمل في شركة الصحراء وهو صديق الدكتور سامي بشارة مدير المستشفى الأميري سنة 1949 وابن عمي قدم للكويت سنة 1952 وتوفي في جزيرة فيلكا سنة 1989، وقد عمل في الجيش الكويتي وانا جئت عن طريق البر، حيث وصلت إلى البصرة ومنها توقفنا لان الذي معه فيزا يدخل الكويت وانا نزلت في فندق اسمه علي الغضبان وبجانبه قهوة شخص فلسطيني اسمه ابو العبد والناس المسافرون يتجمعون في هذا المكان والذي يريد ان يدخل الكويت يدفع 10 دنانير وعندما يصل العدد إلى ثلاثين او عشرين يذهب بهم الدليل إلى جبل سنام، وانا اذكر انني نزلت عند جبل سنام وقت المساء ثم جاء الدليل وقت المغرب واخذنا إلى صحراء وبعد معاناة لم نهتد إلى الطريق رجعنا مرة اخرى إلى البصرة ومكثت اسبوعا وفي هذه المدة كان هناك شخصان أردنيان محجوز جوازاهما عند صاحب فندق علي الغضبان بمبلع ستة دنانير عن كل واحد وقد قالا لي اذا تفك رهن جوازينا نأخذك للكويت فنحن نعرف طريق السفر فوافقت ودفعت عنهم المبلغ وخرجت معهم من منطقة الزبير يوم الاحد ومررنا بسنام ويوم الخميس وصلنا إلى منطقة الجهراء خمسة ايام بلياليها مشيا على الاقدام وقد اخذنا طريق الصبية وقد اكرمونا حراس المنشآت النفطية واعطونا أكلا حين واصلنا المسير والساعة العاشرة في اليوم الخامس وصلنا للجهراء على ناحية البحر فجاءنا صاحب تاكسي وحملنا الراكب بدينارين ركبنا وانيت فورد احمر ودخلنا بين سكيك الجهراء فاذا هناك حوش عربي فيه اكثر من ستين شخصا بعد ذلك تحركت نحو الكويت ودخلت من طريق بوابة الجهراء مع دخول العمال الذين يعملون في دوائر الحكومة ونحن دخلنا من دروازة الجهراء الساعة الواحدة والنصف 12/9/1955 يوم الخميس وفي ساحة الصفاة نزلت وتوجهت الى عنوان اخي في المرقاب بالقرب من مسجد الحمد واخي كان يعمل في دائرة البلدية كهربائي سيارات... في اليوم التالي بعثت برقية إلى أهلي وأخبرتهم بوصولي.
الوظيفة
نزلت في ساحة يوم السبت الذي عقب وصولي وعملت في شركة سحوري اخوان شركة مقاولات كبيرة واخذوني إلى قصر للشيخ عبدالله الجابر وهو يسمى القصر الأبيض وعملت بيومية ثماني روبيات، حيث ان الشركات تعطي اكثر من الدوائر، وانا عملي في الشركة كان عاملا .
الشؤون
عن طريق يوسف ادريس يوم كان رئيس دائرة الشؤون عملت في الاشغال العامة وهذا بعد وصولي للكويت بثمانية أشهر واخذوني إلى قصر الشيخة حصة المبارك عمة أمير الكويت في ذلك الوقت الشيخ عبدالله السالم رحمه الله، وعند نزولي مع العمال وقت الصباح لكي نعمل في البنيان اخذ التنديل يقرأ الاسماء الموجودة وانا كنت لابس قميص ابيض وبنطلون وقال لي التنديل احمل الكنكريت، قلت له انا لا اعمل هذا العمل فرجعت مع السيارة التي جاءت بي لكن ثاني يوم بدلت ملابسي وعملت مع العمال بيومية قدرها ست روبيات وتنديل الذي كان مسؤولا عنا هو عبدالله القعود وعملنا من الساعة 7.30 إلى الثانية وهناك استراحة نصف ساعة والسيارات التي وكانت تنقلنا نسافات وبيت الشيخة حصة المبارك الذي كان عملنا فيه في منطقة الدعية على البحر ولا يزال موجودا... اما الدروازة التي كنا نخرج منها وندخل للكويت في الشامية والمنطقة فكانت صحراء وقد وافق عملنا في الدعية بناء مدرسة الدعية الثانوية والشجر لايزال موجودا الذي كان بالقرب من قصر الشيخة حصة والدكاكين العشرة التي بنيناها لا تزال موجودة إلى اليوم... الحاصل ونحن في عملنا في البنيان جاء وكيل الشيخة حصة وكان لابس دشداشة وعقال وحامل مسدس، مظهره جميل جاء وجه لي سؤالا من أنت يا ولد قلت له فلسطيني قال انت فلسطيني قلت نعم، قال كفو ثم اخذني إلى النجار وقال له علمه النجارة لكن بعد يومين قال العمل تعب عليك ثم اخذني إلى الحداد ثم إلى البناء لكي احسن الصنعة ورئيس الموقع اسمه سليم شيشان فلسطيني من بيت لحم، قال لي انت صاير كاتب عندنا على الموظفين تكتب اسماءهم حين الانصراف والحضور، وعلى هذا العمل استمررت وبعد مضي سنة ارسلت لي الشيخة حصة المبارك انا والمهندس وعرضت العمل علينا بحيث ان المهندس يعمل مهندسا خاصا عند الشيوخ وانا وكيل عند الشيخة والمهندس كان معاشه الف روبية اما انا فيوميتي 12 روبية وسكني في الدعية، وقد عملت معهم سنة 1957 ثمانية أشهر وبعد ذلك قالت لي الشيخة حصة اذهب إلى مكتبنا عند عبدالرزاق امان وكان المكتب في شارع فلسطين وهو كان وكيلا لشيوخ وجئت لعمارة الامير وكانت سوق السلاح، وهي ثلاثة ادوار، في الدور الارضي كانت دكاكين جاسم الوزان وسعود العوجان ومهدي حبيب، ثم الدور الثاني علي بهمن وعلي اشكناني وحيدر بن نخي... ثم اخذنا نبني للأمير ومن ضمنها برج الكويت الذي كان في شارع فهد السالم وهو عبارة عن عشرة طوابق وسرداب واخواني كانوا مراقبين عن البنيان، اما انا في المكتب الرئيسي وأجمع الايجارات التي في سوق السلاح وسوق السمك وانا تابع لسلطان امان يرسلني إلى الدكاكين واجمع المستحقات التي عليها حتى دائرة المالية التي كان صاحب السمو الامير الراحل جابر الاحمد رحمه الله رئيسا عليها كنت اخذ ايجارها 30 روبية في السنة وبيت ديكسون الذي كانت زوجته ام سعود موجودة فيه كنت اخذ الايجار منهم في احدى المرات لم تدفع وذهبت إلى عبدالرزاق، وقلت له قال لا ترجع لها فلم ارجع منذ سنة 1960.
سيارة
اول سيارة اشتريتها كانت قيمتها 700 روبية وهي موديل 1957 بوكس كانت مستعملة وقد جعلت عليها واحدا من جماعتنا كان عنده رخصة قيادة واخذ ينقل عليها عمالا من دائرة الاشغال بعد ذلك اشتريت سيارة ديهاتسو تعلمت عليها، اما اول سفر لي كان المطار في النزهة لانني يوم سافرت سنة 1960 اول سفر لي بعد مجيئي للكويت جلس اخي في محلي في المكتب الذي اعمل فيه مع عبدالرزاق امان وانا سافرت إلى فلسطين وجلست ستة أشهر، وطائرة نقلتني إلى كلنيا في منطقة رام الله، وانا جميع اقربائي كانوا في الكويت لذلك لم اكن اسافر واغادر الكويت كثيرا... ووالدتي جاءت سنة 1963 وحجت من الكويت عن طريق البر والمحرم لها كان زوج اختي وعبدالرزاق هو الذي حجز لها مع حملة.
التأجير
اول مطبعة لعبدالعزيز المساعيد في السوق الكبير بالقرب من سوق التجار كنت اخذ منه الايجار 30 روبية وكنت اجلس معهم يوم كانوا يطبعون الجريدة والذي يوزعها واحد من جماعتنا كان يركب دراجة هوائية «غاري» ويقوم بتوزيعها واسمه بوغالب.
الخاص
سنة 1965 اشتريت محل نفتيه في السالمية ومعي شريك وبدأ عملي التجاري وكان المحل كبيرا له خمسة ابواب وكنت اشتري البضائع من داخل الكويت ثم تحولت إلى مصانع الاردن وانا سنة 1960 كان زواجي من منطقة سلفيت واتوا اهلي سنة 1962 وسكنت في حولي منذ ذلك الوقت وحتى 1990، اما تجارتي فاستمرت حتى 1969 ثم عملت في شركة الساير «تويوتا» وعملي في الساير كان واحد من جماعتنا يعمل عنده ومكتبهم في المباركية وعرض علي العمل معه براتب «58» د.ك، وانا طبيعة عملي كاتب ثم تحولت إلى المتابعات والحسابات التي تباشر متابعة اقساط العملاء بعد ذلك تحولت إلى خزينة في الصندوق واستمررت حتى عام 1986، وبعد ذلك تحولت إلى المعرض الرئيسي وكنت رئيس قسم الملفات والاقساط في معرض الري وانا معهم من سنة 1970 واذكر مكاتبهم كانت في عمارة ثنيان الغانم، وانا أولادي جميعهم ولدوا في الكويت ودراستهم في الكويت.
أقدم
أنا أقدم موظف في شركة الساير بعد سعد جمعة بخيت والجماعة مكرميني غاية الاكرام «الساير».
قاسم
يوم ازمة قاسم لها تاريخ مع عبدالرزاق امان، وانا كنت اعمل عند الشيوخ وانا اخي احمد قاد مظاهرة تنديد واستنكار على خطاب عبدالكريم قاسم الذي صدر وهذه المظاهرة صورت في سينما وكان المتظاهرون يهتفون للكويت وأميرها وان جميع من في الكويت يدافع عنها وهم يقولون «يا أبوسالم عطنا سلاح نحن ندافع وانت ارتاح»، اما انا فكنت مع عبدالرزاق امان في مدرسة حولي نوزع سلاحا للكويتيين والجميع جاء لكي يأخذ سلاحا من فلسطينيين ولبنانيين ومقيمين لكن كنا نسجل اسماءهم وقلنا لهم اذا حصلت حاجة سوف نستدعيكم والمدرسة التي كنا نوزع فيها هي حولي المتوسطة وعبدالرزاق امان كان مختارا في ذلك الوقت، ثم جاءت القوات البريطانية ونزلت بالقرب من محطة التقطير.
بن
بن البرازيلي أول محمصة عملت على الكهرباء في الكويت حتى انني اول من استفتح الشراء منه واخذت المئة الفلس التي اشتريت بها منه ووضعها علامة استفتاح وهو فلسطيني من منطقة يافا وكذلك مطعم كناري انا ادركت تأسيسه لانني انا الذي اجرته لصاحبه يوم كنت اعمل مع عبدالرزاق امان وكان ذلك سنة 1961.
زيارة
يوم كنت اعمل عند الشيخة حصة المبارك كان ابناء سمو الامير حفظه الله يأتون مع والدتهم الشيخة فتوح رحمها الله يزورون الشيخة حصة المبارك كانوا يلعبون امامنا وهم صغار في قصر الشيخة حصة المبارك حتى انني يوم التقيت مع الشيخ ناصر صباح الاحمد وزير الديوان الاميري ذكرته بزياراته مع والدته للشيخة حصة المبارك ولعبه في القصر لكن لم يذكر لانه كان في هذه الفترة صغيرا في السن.
< p>