بوح صريح

الغضب

30 مايو 2021 10:00 م

شتان بين من يمارس الدين سراً بينه وبين نفسه، كأمر شخصي من دون الحاجة إلى الاستعراض والمتاجرة والعلانية، ويحتفظ بعلاقته بربه لنفسه فقط، وبين من يدعو الناس وينصّب نفسه مدافعاً وولياً ومنادياً للدين كما يفهمه ويترجمه هو... وكما «يسيّسه» و«يمصلحه» هو.

الذين نصّبوا أنفسهم محتكرين للدين لماذا انشغلوا كثيرا بالآخرين، ولم يهتموا بتقواهم الخاص لماذا سعوا لمكافأة الناس ونسوا ثوابهم هم... أليس غريباً كل هذا الإيثار؟!

أليس لأنهم تجار دين منافقون.

أليس لأنهم يسعون للتكسّب كأي صاحب بضاعة وتاجر يسعى للربح.

أم لأنهم فاضوا إيماناً وروحانية، فأرادوا أخذ الناس لكل هذا الضياء في داخلهم؟!

مثل عشرات المواقف التي تمر علينا وتعكس بعضاً مما قلته هنا، آخرها، حين كنت أشتغل على لوحة كبيرة خارج باب بيتي، حيث مساحة أكبر وحرية للحركة والتأمل.

وصادف مرور إحداهن خلفي... فتوقّفت حيناً تنظر لي ثم قالت بصوت حنون مزيف مصطنع: «يا حبيبتي... مالك أنت وهذا الفعل، ألا تعرفين أنك بهذا الفحش تغضبين الله؟!»، ولأنني اعتدت كلام المتطفلين وما عاد يؤثر فيّ.

سكتّ ولم أرد أو التفت.

فأكملت سيرها وهي تردد: «لا حول ولا قوة.

ربنا يهديك».

ووددت لو أجبت... ربنا يهديك أنت وتتركين الناس في حالهم.

قول هنري برجسون:

الوجودُ يعني التغيير، والتغييرُ يعني النضوج، والنضوجُ يعني ابتكاره لذاته مجدداً ومكرراً من دون توقف.

عبر التعلم من الدروس حيناً.

أو الإبداع حيناً آخر أو التعليم ونقل معرفته الآخرين... في أحيان أخرى.