رأي نفطي

أسباب زيادة مصاريف الإنتاج!

17 مايو 2021 10:00 م

لماذا تمّت دعوة مستشارين عالميين للقطاع النفطي، للاستعانة بهما في تحديد أسباب زيادة الصرف والتوظيف؟.

رغم أنه لا يخفى على أحد حقيقة توظيف 500 خريج في النفط بينما القطاع بحاجة إلى 200 وظيفة. وكذلك حقيقة الأداء الوظيفي، الذي منذ سنوات أصيب بالتخمة والتراكم نظراً لزيادة أعداد الموظفين.

فما الذي يستدعي البحث والتمحيص، ولدى القطاع النفطي الكويتي جميع المعلومات، التي تخضع للتحديث كل عام، بالإضافة إلى أسئلة اللجان الرقابية المختلفة في مجلس الأمة وديوان المحاسبة والإعلام.

نحن أصلاً لم نبدأ ولم نتعوّد على ضغط المصاريف، وكأن الحال على ما يرام، وإلا كيف وصلنا إلى طريق مسدود في معالجة مسألة الصفوف الأمامية، لنصرف ما يقدر بأكثر من نصف مليار دينار.

ومن دون ضوابط أو تحديد رقم ومقدار معينين من الصرف، في وقت نواجه أزمة مالية حادة في السيولة المالية. وكيف علينا أن نثق بوجود أزمة وعجز مالي، والوزراء يتصرّفون ويتسابقون في الصرف (على كيفهم) ومن دون توجّه أو معيار قياسي.

فالقطاع النفطي فعلاً يواجه تحدّياً كبيراً وغالياً ومكلف الثمن، حيث عليه أن يوظّف، سواء بحاجة أو من دون حاجة - كما حدث في الأسابيع الماضية - وإلا واجه التهديد والوعيد من خلال التلويح باستجواب الوزير والرئيس التنفيذي.

وهذه هي الحال أيضاً في الشركات النفطية للخدمات، حيث توظّف أعداداً ليست بحاجة إليها. وإذا طُلب توظيف العمالة الوطنية، فالشركات لا تمانع، بل تفضّل أن يمكث الموظفون في منازلهم. وتوفّر المكاتب والكلف الإدارية الأخرى.

نحن نعلم أنها مهمة صعبة ومستحيلة في تقليص الموظفين من العمالة الوطنية، في الوقت نفسه تحيلهم - بغض النظر عن احتياجات القطاع النفطي - إلى التقاعد المبكر، والشركات النفطية المحلية بحاجة إلى مختلف خبراتهم، لكن عليهم أن يتقاعدوا عند وصولهم 25 سنة من الخبرات المتراكمة.

ثم نحن في الكويت نلوم أنفسنا بتعيين خبرات أعمارها فوق 60 عاماً.

متناسين أننا - في الوقت نفسه - نحيل إلى التقاعد خبرات أعمارها لم تتعدَ 53 عاماً.

من المؤكد أن القطاع النفطي يريد مرة أخرى التأكيد على أن مصاريف إنتاج البرميل الواحد مناسب ومنافس للشركات النفطية الخليجية. رغم أن أنظمة تلك الشركات تختلف وتضغط وتشدد على المصاريف.

في حين - نحن في الكويت - لا نضع رقماً معيناً لمكافأة الصفوف الأمامية من دون معيار ولا مقياس ولا توجّه. وكيف علينا أن نقللّ ونضغط المصاريف إن لم يكن جزءاً من القطاع النفطي وأهدافه وأغراضه. أو من دون تدخلات. وهذا مستحيل... فلم إذاً جاءت دعوة المستشارين العالميين؟!

naftikuwaiti@yahoo.com