السفير الصيني لـ «الراي»: الأضحى والفطر عيدان رسميان في شينجيانغ

12 مايو 2021 07:00 م

- مسجد نيوجيه نموذج بارز لدمج الحضارتين الصينية والإسلامية
- المسلمون الصينيون يتناولون البطيخ والعنّاب والشاي بعد الصيام
- 24 ألف مسجد في شينجيانغ بنسبة تتجاوز بعض الدول المسلمة
- لا يوجد أي أساس للادعاء بوجود «اضطهاد ديني» في شينجيانغ
- التراث الثقافي لكل القوميات في شينجيانغ تحت حماية ملائمة

قال السفير الصيني لدى الكويت لي مينغ قانغ، إن هناك أكثر من 20 مليون مسلم صيني، يتمتعون بالحريات لممارسة شعائرهم كافة، لافتاً إلى وجود مسجد يمتد تاريخه لأكثر من ألف سنة في بكين يعد نموذجاً بارزاً للدمج الأنيق بين الحضارتين الصينية والإسلامية.

وأضاف السفير قانغ في حوار مع «الراي»، ان بعض القوى في العالم تختلق إشاعات حول قضايا متعلقة بشينجيانغ، لا تنطلق من الاهتمام الحقيقي بشينجيانغ، بل من غايات سياسية خفية، تستهدف إثارة الفوضى فيها وتقويض تنمية الصين، مؤكداً أن الادعاءات بوجود هذه الاتهامات ليست إلا أكاذيب سخيفة للغاية، جملةً وتفصيلاً، ودستور الصين وقوانينها يصونان حرية الأديان والمعتقدات والحقوق المشروعة للشعب الصيني، من مختلف القوميات في جميع أنحاء البلاد.

وأضاف ان المسلمين من القوميات كافة في شينجيانغ، يقومون بالأنشطة الدينية الطبيعية، بالإرادة الذاتية الكاملة في شهر رمضان كل سنة، ولم يكن هناك أبدا أي تدخل أو أي تعقيد، ويعد عيدا الفطر والأضحى، من الإجازات الرسمية المحددة قانوناً في شينجيانغ.

وتحدث السفير عن الأجواء الرمضانية في بلاده وأحوال سكان الويغور في شينجيانغ.

وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف يقضي المسلمون الصينيون شهر رمضان؟

- يرى المسلمون شهر رمضان أكثر شهور العام مباركةً وجمالاً، وبهذه المناسبة، يسعدني أن أقول لجميع الأصدقاء في الكويت «رمضان كريم» و«عيدكم مبارك».

كلما حلّ شهر رمضان، يقوم المسلمون الصينيون، والذين يتجاوز عددهم 20 مليوناً، بالالتزام بالصلاة والصيام والعبادات وما بها من تزكية للنفوس وتهذيبها، مثلما يقوم به المسلمون في مختلف دول العالم، ولطالما كانت الأجواء الرمضانية الغنية النابعة من كل ذلك، تحمل تأثيراً حتى عليّ أنا شخصياً، وعلى الآخرين من غير المسلمين.

• ماذا عن المساجد في الصين؟

- في العاصمة بكين التي أعيش فيها، هناك مسجد نيوجيه (مسجد شارع البقرة) الذي يمتد تاريخه إلى أكثر من ألف سنة، إنه مسجد يجمع بين ملامحه الخارجية العمارة التقليدية الصينية وزخارفه الداخلية الإسلامية، ويعد نموذجاً بارزاً للدمج الأنيق بين الحضارتين الصينية والإسلامية.

وقبل رمضان، تبدأ مظاهر الاحتفال بقدوم الشهر من خلال تنظيف المنازل بالكامل حتى الزوايا المختفية فيها، حرصاً من المؤمنين على استقبال الشهر الفضيل بأبهى صورة، وتنشط الجهود الدينية والخيرية، حيث يلقي إمام المسجد دروساً دينية حول تعاليم القرآن وآداب السنة النبوية، خاصة تلك التي ترتبط بالصلاة والصيام، وحث المسلمين على التقرب إلى الله بالصدقات والأعمال الصالحة، وعند غروب الشمس، يصبح مسجد نيوجيه والشوارع المحيطة به، مفعمةً بالحركة والنشاط، حيث يتجمع الناس فيه لتناول الفطور بشكل جماعي.

• هل لاحظت فرقاً في الطعام الاسلامي الصيني، خلال رمضان، مع الكويت؟

- من عادات المسلمين في الكويت وغيرها من الدول العربية، أن يتناولوا التمر واللبن لإضافة الطاقة والماء للجسم، بينما اعتاد المسلمون الصينيون على تناول البطيخ والعنّاب والشاي الصيني، لإعادة تنشيط الجسم بعد يوم كامل من الصيام. وبعد صلاة المغرب، تحين «ساعات الذروة» للمطاعم الحلال المنتشرة بقرب شارع نيوجيه، وتتواجد في كل مكان العائلات المسلمة التي تستمتع بالإفطار بجميع أفرادها، وتسود الأجواء الرمضانية المباركة كامل الأحياء المحيطة.

• ماذا عن عيد الفطر في الصين؟

- يحتفل المسلمون الصينيون بهذا العيد المهم أيضاً، وبحرارة قد تدفع غيرهم إلى الاستغراب، حيث يشعرون وكأنهم في دولة مسلمة، ففي منطقة نينغشيا التي تحتضن كثافة سكانية مسلمة، يعد المسلمون أطعمة تقليدية لعيد الفطر، مثل الفطيرة المقلية والمكرونة المقلية، واللبن بالطريقة الخاصة محلياً للحفلات العائلية واستقبال الضيوف.

أما في مدينة كاشغر منطقة شينجيانغ، فيجتمع عشرات آلاف المسلمين من قومية الويغور، أمام مسجد عيد كاه، الذي يعتبر أكبر مسجد في الصين لصلاة عيد الفطر، وبعد ذلك يحتفلون معا في الساحة أمام المسجد ابتهاجاً بالعيد.

• ذكرت بعض وسائل الإعلام أن منطقة شينجيانغ تشهد الآن «الاضطهاد الديني» و«العمل القسري» وحتى «الإبادة الجماعية»، فما هي الحقيقة؟

-في السنوات الأخيرة، تختلق بعض القوى في العالم إشاعات حول القضايا المتعلّقة بشينجيانغ بلا توقف، وذلك لم ينطلق من الاهتمام الحقيقي بشينجيانغ، بل من غايات سياسية خفية، تستهدف إثارة الفوضى في شينجيانغ وتقويض تنمية الصين، أما الادعاءات بوجود هذه الاتهامات فليست إلا أكاذيب سخيفة للغاية جملةً وتفصيلاً.

في الحقيقة، يحمي دستور الصين وقوانينها حرية الأديان والمعتقدات، والحقوق المشروعة للشعب الصيني من مختلف القوميات في جميع أنحاء الصين، بما فيها منطقة شينجيانغ، ويؤدي المسلمون من القوميات كافة فيها الأنشطة الدينية الطبيعية بالإرادة الذاتية الكاملة في شهر رمضان كل سنة، ولم يكن هناك أبدا أي تدخل أو أي تعقيد لذلك.

ويعد عيدا الأضحى والفطر من الإجازات الرسمية المحددة قانوناً في شينجيانغ، ويوجد فيها نحو 24 ألف مسجد، ويتجاوز عدد المساجد بالنسبة لعدد الأفراد فيها بعض الدول المسلمة، كما أن التراث الثقافي لكل القوميات في شينجيانغ تحت حماية ملائمة، ولا يوجد أي أساس للادعاء بوجود ما يسمى بـ«الاضطهاد الديني» في شينجيانغ إطلاقاً.

لا حاجة لـ «العمل القسري»

قال السفير الصيني، إن جميع العاملين من مختلف القوميات يختارون وظائفهم بإرادتهم الذاتية، ويتمتعون بحقوق العمل، ولم يعانوا أبداً من أي تعقيد للحرية الشخصية، ولا يوجد على الإطلاق «عمل قسري».

وأضاف انه بسبب أن القطن المنتج في شينجيانغ، سهل البيع وأجر حصاده مرتفع، يوقع العمال الذين يقومون بالحصاد على عقد عمل مع منتجي القطن عبر التفاوض على أساس المساواة والإرادة الذاتية، ونيتهم البسيطة للكسب بالعمل، وكلما زاد العمل زاد معدل الأجر، فما الحاجة لـ«العمل القسري»؟

لا إبادة

ذكر السفير الصيني أنه في الأربعة عقود الماضية، ازداد عدد سكان الويغور في شينجيانغ من 5.55 مليون إلى 12.71 مليون في عام 2018، أي بزيادة أكثر من ضعف.

ومن عام 2010 حتى عام 2018، بلغ معدل النمو لعدد الويغور في شينجيانغ 25 في المئة، وهو أسرع من نمو سكان شينجيانغ، وأسرع من نمو سكان قومية هان في شينجيانغ في الفترة نفسها، بأكثر من 10 أضعاف. إن ما يسمى بـ«الإبادة الجماعية» لم تكن موجودة في شينجيانغ، ولا توجد فيها الآن ولن توجد في المستقبل.

سعادة ورفاهية

أشار السفير إلى دعوة الصين في السنوات الأخيرة، أكثر من 1200 شخص من أكثر من 100 دولة لزيارة شينجيانغ، بمن فيهم ديبلوماسيون ومراسلون ورجال دين. وبالرغم على أنهم جاءوا من دول مختلفة ويتبنون مواقف سياسية مختلفة، لكنهم متفقون على أن ما شهدوه في شينجيانغ يختلف تمام عما سمعوه سابقا، إن مجتمع شينجيانغ في الوقت الراهن آمن ومستقر، وتنمية شينجيانغ نشطة ومستمرة والشعب المحلي فيها يعيش في سعادة ورفاهية.