دعا أمام «البرلماني العربي» إلى «فضح المحتل الصهيوني ونزع أسلحته وتعريته من آخر ورقة توت تستره»

الغانم: سيتعب العدو وسينجح الفلسطيني

12 مايو 2021 02:56 م

دعا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إلى التركيز على أهمية العمل الجماعي لفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، مطالباً بأن «يكون تحركنا منصباً على هدف واحد، وهو (فضح المحتل) وتجريده من أسلحته، وتعريته من آخر ورقة توت تستره، وهذا يحدث اليوم بشكل لافت ومثير، وعلينا ألا نتنازل عن إيماننا بقضيتنا، وعن خطاب العز والكرامة، وسينجح الفلسطيني قريباً وأقرب مما نتوقع».

وفي كلمة أثناء مشاركته في المؤتمر الحادي والثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد افتراضياً عبر تقنية الاتصال المرئين لمناقشة الأوضاع في القدس الشريف وما يتعرض له الفلسطينيون من ممارسات على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اقترح الغانم تشكيل وفد من الاتحاد، للاجتماع مع رئيس الاتحاد البرلماني الدولي ورؤساء المجاميع الجيوسياسية في الاتحاد، لبحث سبل اتخاذ إجراءات تتعلق بفضح ممارسات الاحتلال. وقال «أتمنى أن يبادر الاتحاد البرلماني العربي للتنسيق مع منظمات المجتمع المدني العربية وجمعيات الهلال الأحمر والمؤسسات الخيرية، لتنظيم حملة تبرعات شعبية واسعة، محددة الوقت والتاريخ، لدعم الصمود الفلسطيني بالقدس وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف«ليس جديداً، ولا استثنائيا، ما يفعله العدو الصهيوني في الأقصى وحي الشيخ جراح وحي العمود منذ فترة، في ما يتعلق بصلفه وغطرسته وتجاهله لكل المواثيق الدولية. كما أنه ليس جديداً، ولا غريباً، ما يقوم به الفلسطيني بشكل عام والمقدسي بشكل خاص، في ما يتعلق بصموده النبيل و صبره الجميل وجلده الطويل، لكن الجديد هذه المرة هو حجم التفاعل والتضامن والتعاطف والمؤازرة، ليس من الشعوب العربية والإسلامية فقط، بل كل شعوب العالم، فوسائل التواصل الاجتماعي غصت بكل أنواع التغطيات والتعليقات من القارات الخمس في حملة عفوية، غير منظمة، لفضح الاحتلال وممارساته، وهذا المعطى الجديد، مهم وحيوي وفارق، لأنه ببساطة يقول للمرابط في القدس (لست وحدك)، وأنه مهما حاول الاحتلال، بنفوذه وتلاعبه بالمعطيات وقفزه على القانون الدولي، فإن ضمير الناس عالمياً في حالة رفض واستنكار واستهجان لما يحدث».

وشدد على ضرورة «أن نتحرك، وأول هدف للتحرك يجب أن ينصب على (فضح العدو)، لأنه برغم كل الفضائح التي كشفت في السابق، كان هناك من بقي مغيباً نتيجة التعتيم الإعلامي في بعض بقاع العالم، أو واقعاً أسير التزييف بسبب سياسات التضليل والتشويه. فالوضع مختلف اليوم، فالمقدسيون هم الذين تولوا إضافة إلى مهمة الصمود والمرابطة، مهمة نقل ما يجري على الأرض لكل العالم، وهذا النقل يؤثر ويصنع فارقاً ويزعج العدو ويؤذيه ويصيبه في مقتل، وإذا كانت من مهمة تتبقى لنا، فهي المساعدة في إكمال عملية الفضح، عبر اتصالاتنا ببرلمانات العالم وممثلي شعوبها واستغلال علاقاتنا المتنوعة مع العالم في تسليط الضوء على ما يحدث، وأقترح بأن يقوم الاتحاد بتشكيل وفد، لزيارة رئيس الاتحاد البرلماني الدولي والتباحث معه للوصول لصيغة تتعلق بإجراءات عملية تستهدف تسليط الضوء على ما يحدث بالقدس وفضح ممارسات الاحتلال، فكل فعل صغير، عملي ومباشر أو رمزي وعاطفي، تقليدي وديبلوماسي، أو ثقافي وإعلامي، هو فعل مهم الى درجة لا تتخيلونها».

وتساءل الغانم، في كلمته، «هل القوة هي العامل الحاسم في الصراع؟ وهل الغلبة العسكرية هي العنصر الفارق؟ فإذا كان الجواب نعم، فلماذا بقي هذا العدو ومنذ 1948 في ورطته ومأزقه الوجودي؟ ولماذا لم يحسم العدو إنهاء الوجود الفلسطيني طيلة العقود المنصرمة؟ إن القوة مكنت العدو من سرقة الأرض والشجر والماء والحجر والسلاح التقليدي والأبيض بيد الفلسطيني. ولكن تلك القوة عجزت عن سرقة صوت الفلسطيني، وصلاته وترانيمه، ولغته وشعره وغنائه وتراثه. قوة العدو، عجزت وبامتياز عن كسر عناد الفلسطيني ورباطة جأشه، ودمه الحامي، ونزقه الجميل وقفزه من ملحمة إلى ملحمة، وسيتعب العدو، والفلسطيني لن يتعب. لقد جرب العدو ألف طريقة مع الفلسطيني وفشل، وكان لسان حاله (متى ننتهي من كل هذا؟)، فلا السلاح أفاد، ولا الحصار، ولا الجدران العازلة، ولا الاتفاقيات العرجاء، ولا حقن الأرض بالأغراب».

وختم بأن «الفلسطيني صاحب قضية، وهذه القضية عادلة وواضحة، ومشكلة العدو مع الفلسطيني تكمن في هذا المعين الأخلاقي الكبير الذي ينطوي عليه الفلسطيني، ومن كانت قضيته عادلة فسينتصر ولو بعد حين. ولكي ينتصر الفلسطيني، علينا أن نقف معه، وإشعاره بأنه ليس وحيداً، وبأن الوحيد والمعزول والمحاصر هو العدو، ونكف عن جلد الذات، والانغماس في الشعور بعقد النقص، وتبني خطاب العجز بحجة الواقعية، والبدء في التحرك».

وكان الغانم قد تقدم بطلب لعقد جلسة طارئة للاتحاد، بأسرع وقت ممكن، لبحث انتهاكات الاحتلال الصهيوني ضد الحرم القدسي الشريف وعمليات التطهير العرقي في حي الشيخ جراح. ووجه كتاباً إلى الاتحاد البرلماني العربي يطلب فيه عقد الجلسة الطارئة لبحث المستجدات والتطورات في القدس، واتخاذ موقف حاسم وواضح تجاهها.