الأبعاد الثلاثة

القدس عقيدة

10 مايو 2021 07:00 م

مع خضوع عدد متزايد من الدول العربية والإسلامية للضغوط الغربية والأميركية - خصوصاً من طرف الإدارة الأميركية السابقة ذات المواقف المتغطرسة تجاه جميع الدول دون استثناء، وهي التي جاهر رئيسها بعدائه للعرب والمسلمين ورغبته في استنزاف ثروات دولهم وإشعال منطقتهم بالمشاكل والانقسامات، ودعمه اللا محدود للكيان الصهيوني، واتخاذه خطوات أحادية الجانب لنقل سفارته إلى القدس - قويت شوكة الكيان الغاصب ـ فاستباح الأرض والحجر والبشر في فلسطين ولبنان وسورية، ليقابل ذلك خطوات تطبيع مستنكرة بأعلى المستويات، بدلاً من مواجهة تلك السياسات!

فواقعنا الحالي المرير، هو الذي أوصلنا إلى قبول بعض الدول العربية والاسلامية، الحديث عما يسمّى بحل الدولتين وتقسيم القدس إلى شرقية وغربية، وتسمية الكيان الصهيوني الغاصب بإسرائيل في الإعلام والمخاطبات الرسمية، في اعتراف ضمني بالأمر الواقع، مع غياب القضية والكفاح الفلسطينيين، وتحرير القدس من منصات الإعلام الرسمي واللقاءات والاجتماعات الرسمية، وحتى المناهج الدراسية في خطوات يمكن تسميتها بنوع من التطبيع الناعم!

وقد ساهم اللوبي الصهيوني في العالم، في الوصول إلى ما نحن عليه الآن من ضياع للقضية الفلسطينية، عبر إمكاناته الضخمة وأدواته المنتشرة في جميع الدول، والتي سعت إلى بثّ الفرقة والفتنة والخلاف بين الدول الإسلامية، بل وحتى داخل المجتمع الواحد، في حالة من حرب الاستنزاف الباردة، مع خضوع شبه كامل لعدد كبير من الدول وشعوبها لنتائج هذه الحرب غير المعلنة، بالإضافة إلى تمكّن هذا اللوبي من النجاح بفرض قوانينه الخاصة، مثل معاداة السامية وتجريم إنكار «الهولوكوست».

غير أنه - ومقابل هذه الانتكاسات المتكررة - ما زال هناك مئات الملايين حول العالم، ممن يعتبر تحرير فلسطين والقدس عقيدة، وليس مجرد قضية تدخل في معادلات التسويات السياسية العالمية، وكان لهذه العقيدة الدور الكبير في تحقيق عدد من الانتصارات، كانتصار حرب يوليو في لبنان ومقاومة التطبيع في الكويت وغيرها من الدول، واعتبار يوم القدس يوماً عالمياً لتذكير العالم بهذه العقيدة، والتي ستستمر لأجيال إلى أن يحقّ الله الحقّ ويزهق الباطل.