سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / موسيقى الوطن
1 يناير 1970
04:38 ص
الموسيقى علم وفن فهي علم على أساس أنها مبنية على قواعد موسيقية تنظم الاصوات عند سماعها وهي فن عندما نستمع اليها عن طريق العزف والغناء والموسيقى تنقل صوراً عن تراث الشعوب والأمم عبر الأجيال، وما تميز تلك الشعوب من سمات، وصفات، وخصائص، ولكل بلد من بلدان المعمورة موسيقى تمثل نشيدها الوطني، وعلم يرفع على مبانيها ليكون رمزاً لتلك الدولة يرمز الى صفات أهلها وشعبها وأرضها.
ومصادر الإشعاع ومؤسساته كثيرة على أرض هذه الديرة الحبيبة عملت على اظهار السمات الموسيقية العريقة التي تحمل ما كان يتغنى به الآباء والأجداد من معان في عرضاتهم، وحدواتهم في بحرهم وبرهم، وكذلك ما كانت تغنيه الأم لأطفالها حتى يغفو على صدرها الحنون، وفي أنماط الحياة الاجتماعية المختلفة.
ومن مصادر الاشعاع التي أظهرت هذه المعاني وزارة التربية من خلال مدارسها المختلفة وعهد الستينات من القرن الماضي الى وقتنا الحاضر.
نرى كثيراً من الفنون الوطنية والأناشيد والأهازيج الشعبية تنطلق في حفلات راقية تعبر عن حب الوطن، وتنشر أريجهُ في القلوب ولا مجال لتنفيذ وتوضيح هذا السفر الكبير من التراث الوطني والشعبي لأن جميع الكويتيين يعترفون به ويحيون المخلصين الذين تعهدوا ومازالوا يتعهدون بنشره عن طريق تعليم النشء أهدافاً تربوية ووطنية ليس لها بما حرم الله شيئاً.
ودعني عزيزي القارئ أتساءل هنا لماذا نمنع تعلم القواعد الموسيقية التي تعمل على نشر التراث والحماسة للوطن وتغلغل حبهُ في قلوبنا جميعاً، أنمنع أن يعزف النشيد الوطني في لقاء الصباح، أنمنع لقاء الصباح وما به من آيات للذكر الحكيم، أم نمنع ان يرفرف العلم ومعانيه شامخاً في جميع المدارس ونواري عبارة تحيا الكويت عن أفئدتنا وأفواهنا، لتنطلق تلك الحناجر الوطنية في الدعاء لله الكريم في أن تبقى هذه الديرة مرفوعة الهامة، وفي محمل واحد يقوده أميرنا المفدى رعاه الله.
وجميع طلاب المدارس يهتفون كل صباح على نغمات الموسيقى:
وطني الكويت سلمت للمجدِ
وعلى جبينك طالع السعدِ
وصدق الأديب:
لا نطيق الوجود والدهر يمشي
حولنا بالمنى يسرى ويمنى
والله من وراء القصد
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي