«دور (بلبل) جَعَل المُنْتِجين والمُخْرِجين يتأكدون أنني يمكن أن أنجح في الدراما أيضاً»

حسين مقدم لـ «الراي»: الناس يريدون جزءاً ثانياً من «عشرين عشرين»

9 مايو 2021 07:00 م

- قصي خولي ونادين نجيم تنافسا لإثبات مَن هو شرير أكثر ومَن يحب الآخَر أكثر
- نجاح ماريتا الحلاني في أول عمل لها يعود إلى موهبتها ولأن لديها شيئاً جميلاً داخلها
- كلنا كنا نرى المنافسة بين بعضنا وعشناها على موقع التصوير لتقديم الأفضل
- الناس تعاطفوا معنا ومع قصص حبنا مع أننا لسنا أشخاصاً جيّدين في المسلسل

بعد نجاحاتٍ كبيرة حققها الفنان حسين مقدم في الكوميديا من خلال «كتير سلبي شو»، يطلّ بشخصية «بلبل» في مسلسل «عشرين عشرين» الذي جعل اسمه يبرز عربياً نتيجة النجاح الكبير الذي يحققه هذا العمل.

مقدم، الذي برهن أنه يجيد كممثل لعب كل الأدوار، لفت عبر «الراي» الى أن ما يميز «عشرين عشرين» عن سواه، البساطة في أداء الممثلين، وقدرتهم على «اللعب» بعيداً عن المبالغة، بالرغم من قساوة القصة، مشيداً بالنص المكتوب بطريقة جيدة.

كذلك أوضح أن «عشرين عشرين» هو العمل الذي كان ينتظره، كونه يعتبر أن العمل الكبير ليس هو الذي يخدم الممثل، بل الدور الصحيح مع الأشخاص المناسبين، مشيداً بـ«الكاست» الموفّق وتقديم كل ممثل لدوره بشكل جيّد، والمنافسة بين الممثلين في موقع التصوير لتقديم الأفضل.

* عرفك الجمهور في أعمال عدة سابقة، ولكن برز اسمك أكثر من خلال مسلسل «عشرين عشرين»، فهل يمكن القول إن هذا العمل، يشكل منعطفاً مفصلياً في مسيرتك الفنية، خصوصاً أنه يحظى بنسبة متابعة عالية جداً كما أنه يحقق نجاحاً على مستوى العالم العربي؟

- كل الناس يعرفون أعمالي السابقة، وهي تركتْ أثَراً كبيراً عندهم، وهذا الشعور ليس جديداً عليّ، ولكن مسلسل «عشرين عشرين» جعل المُنْتِجين والمُخْرِجين يتأكدون أنني يمكن أن أنجح في الدراما أيضاً.

أنا معروف في لبنان، ومع «عشرين عشرين» صار اسمي ينتشر في العالم العربي. أنا درستُ التمثيل لمدة أربع سنوات، وكانت بدايتي في المجال الصعب وهو الكوميديا. نحن لا ندرس الكوميديا، بل إنها موهبة ربانية، وأنا سعيد لأنني استطعتُ أن أبرهن للناس أنني أستطيع أن أعطي أكثر وليس في الكوميديا فحسب.

والمتعارف عليه في لبنان أن الممثلين لا يَجْمعون بين المجالين، بل هناك ممثلون يقدمون الكوميديا فقط وآخَرون يقدمون التراجيديا فقط، وليس كما يحصل في سورية أو مصر أو أي بلد في العالم.

* كما قلتَ فإن المُنْتِجين يحصرون الممثّل بأدوار معينة. فكيف تم اختيارك لدور غير كوميدي؟

- منذ فترة بعيدة تعاونتُ مع شركة الصباح ميديا في فيلم «بالحلال»، وهو فيلم مهم جداً وخُصص للعرض في المهرجانات وليس في صالات السينما مع أنه عُرض فيها لفترة محددة.

الفيلم نخبوي ويحمل رسالة معينة، وقدّمتُ دوراً قوياً فيه وأشادت الشركة بأدائي. لكن الأمر الذي لم يكن يساعدني خلال الفترة الماضية، أنني كنت أطلّ بشكل أسبوعي على الشاشة الصغيرة، وما لبثتُ أن وجدتُ أنه يتم الاهتمام بالدراما بينما تُقدّم الكوميديا باللحم الحي، واغتنمتُ الفرصة وابتعدت عن الشاشة لمدة سنتين.

وفي الأساس الظروف غير مناسبة، وقلت لابد وأن أُطلب لعمل ما، إلى أن أتاني عرض مسلسل «عشرين عشرين» وهو العمل الذي كنت أتمنى أن أشارك فيه وليس في أعمال غيره أثارت ضجة، لأنني لا أجد أن العمل الكبير هو الذي يخدم الممثل، بل الدور الصحيح مع الأشخاص المناسبين.

الحمد لله الكاست كان موفقاً وكل ممثل قدم دوره كما يجب وبشكل جيد، وكلنا كنا نرى المنافسة بين بعضنا وعشناها على موقع التصوير لتقديم الأفضل، وهذه المنافسة ظهرتْ على الشاشة ولمس الناس أن هناك حرفية عند غالبية الممثلين، كما أن القصة جميلة والإخراج جيد.

* لا شك أن العمل يحمل نفحة كوميدية؟

- الفارق بين «عشرين عشرين» وغيره، أنه يجمع بين شيء من الكوميديا وبين التراجيديا.

ومن الحلقة 15 بدأ الناس يسألون إذا كان هناك جزء ثانٍ منه، لأنهم أحبوه، كما أن نادين نجيم استطاعت أن تبرهن أنها فتاة لطيفة وليس المرأة الحلوة وحسب، وأنها تجيد التصرف مع الناس من الطبقة الشعبية، بكلامها وحركاتها وعينيها.

أما قصي خولي فليس بحاجة لأن أتحدث عنه. حتى لو كان النص قاسياً، تمكنّا من أن نفلت منه، بأشياء مهضومة والناس تعاطفوا معنا ومع قصص حبنا، مع أننا لسنا أشخاصاً جيّدين في المسلسل، وكان كل همهم أن نكون معاً.

كان هناك بعض «اللعب» في هذا العمل بعيداً عن المبالغة.

وأكثر ما يميّز هذا العمل أن الناس لم يشعروا بأننا نمثل، وخصوصاً الشخصيات الأساسية في المسلسل، كرندة كعدي الى قصي خولي وغيرهما، على عكس ما كانوا يشاهدونه في الأعمال الأخرى، حيث كان هناك جهد من الممثلين كي يعبّروا عن الموقف.

نحن كنا نعبّر ببساطة وهذا الأمر يعود إلى النص، ووصلتْ بساطتنا إلى الناس بطريقة سريعة جداً. أعرف الكثير من الناس الذين لم يكونوا يتابعون الدراما العربية، ولكنهم تأثروا بـ«عشرين عشرين» إلى درجة وجود حرقة وقهر في داخلهم.

* ماريتا الحلاني شريكتك في «عشرين عشرين» وشكلت ثنائية معها. كيف وجدتها في أول تجاربها التمثيلية على الشاشة بعدما تعرّف الناس عليها كممثلة عبر «تيك توك»؟

- صحيح أنها المرة الأولى تخوض ماريتا تجربة التمثيل، بعد تجارب على «تيك توك»، ولكن هناك عاملاً أساسياً يساعدها كممثلة الآن ولاحقاً، وهو أنها طبيعية جداً وملامحها هادئة، توصل الكلمة بسهولة ونحن نصدّقها عندما تتكلم.

هي ليست «مفزلكة»، ولا تبذل مجهوداً مبالغاً في الأداء، لأن الممثل الذي يبذل مجهوداً ويبالغ بالحركات يمكن أن تضيع الرسالة التي يريد إيصالها للجمهور.

ماريتا بسيطة وعفوية، لا تضع الماكياج، وشعرها على طبيعته، وهذه المواصفات تقرّب الناس منها وتجعلهم يتقبلونها بكل شيء.

وأعتبر أن نجاحها في أول عمل لها، يعود إلى موهبتها ولأن لديها شيئاً جميلاً داخلها، ساعدها على كسب حب الناس.

* وبالنسبة إلى قصي خولي ونادين نجيم؟

- لا أعرف كيف أبدأ وماذا أقول عنهما. هما كانا في منافسة شرسة، حتى إنهما كانا يتنافسان في كل مَشهد.

في مَشاهد الشرير كانا يتنافسان لإثبات مَن هو شرير أكثر، وفي مشاهد الحب كانا يتنافسان لإثبات مَن يحب الآخر أكثر. وهذه تُعد منافسة شريفة، وهي المنافسة الصحيحة والمطلوبة لخدمة العمل.

بعض الممثلين يرتاحون كثيراً عندما يتشاركون في التصوير، ونادين وقصي من هذا النوع.

هما لا يشعران بأنهما مجبران على اختلاق المشاعر بينهما، بل هي تولد ويأتي الأمر من تلقاء نفسه، وهذا أتاح لهما، في ثاني ثنائية بينهما، أن يصلا إلى مثل هذه اللحظات الصعبة جداً التي قلّة من الممثلين يستطيعون بلوغها.