ما في خاطري

«طقني وأطقك»...

8 مايو 2021 07:00 م

سأل أحد الأشخاص الطبيب النفسي الدكتور طارق الحبيب وقال له: دكتور أنا أمارس بعض السلوكيات الخاطئة وباستمرار، بل أصبحت مدمناً لهذه السلوكيات، وكان يظهر على وجه الشاب الحسرة والألم لأنه يعتقد أنه أسير «الإدمان» فرد عليه الدكتور طارق الحبيب ببعض الأسئلة وبعد سلسلة طويلة من الإجابات قال له الدكتور: أنت لست مدمناً على أي سلوك سلبي، ولكن ما تعانيه هو الفراغ وهذه المشكلة الحقيقية التي يجب أن تعالجها.

فالفراغ قد يقود بعض الشباب إلى بعض النتائج التي لا تُحمد عقباها، وقد يصل بهم الأمر إلى التعدي على الآخرين وتهديد حياتهم، وأخيراً ظهرت لنا بعض السلوكيات الإجرامية التي قام بها بعض الشباب ضاربين مبدأ الرحمة والتسامح عرض الحائط، وقد لوحظ في السنين الأخيرة أن بعض الشباب أصبح أكثر عدوانية فأصبحنا نمشي في الشوارع حذرين، فبعض المستهترين يقرر ان يحمل السكين في جيبه قبل أن يحمل محفظته، فأصبحنا نتفرج ونشاهد مسلسل «طقني وأطقك» في الشوارع في كل يوم حتى اعتاد البعض على هذه المشاهد.

فهذه السلوكيات السلبية تحتاج إلى وقفة لدراسة أسبابها وطرق علاجها، وأن نتفكر في الدوافع الحقيقية التي أدت إلى حدوث هذه السلوكيات المشينة، ولماذا أصبحت رائجة أكثر في السنين الأخيرة؟ ستجد أن هناك أسباباً عديدة أولها الفراغ الذي تعيشه مجموعة كبيرة من الشباب العاطل، الذي لم يجد المكان المناسب ليفرغ فيه طاقاته وهواياته، فلم يجد الأندية الرياضية التي تحتضنه، فبعض المسؤولين عن الرياضة جعلوها بيئة طاردة، فكثرت فيها المشاكل الإدارية وغاب الاهتمام بالرياضيين، فأصبحت الرياضة تشكو من قلة المواهب وابتعاد الشباب عنها.

والأمر الآخر هو غياب مبدأ العقاب وتطبيق القانون، والذي جعل بعض الشباب يتهاون في أفعاله لأن البعض منهم يعلم أن العقاب لن يناله، والبعض الآخر يعلم أن هناك «واسطة» تسندهُ وتدافع عنه حتى وإن كان مخطئاً، ولكن الغريب بالأمر أن هذا الشاب نفسه تجدهُ في الخارج يحترم القانون، ولا يسبب الأذى لأحد، لأنه يعلم أن القانون سيُطبّق عليه وغالباً تكون العقوبة قاسية ورادعة.

ولذلك يجب أن يتم ملء هذا الفراغ، الذي تعيشه مجموعة كبيرة من الشباب في مجتمعنا، عن طريق حل مشكلة البطالة والاهتمام بالرياضة في شتى أنواعها، لتكون متنفساً وبيئة جاذبة للشباب، والاهتمام بالهوايات وتنميتها عن طريق فتح المراكز التي تنمّي هذه الهوايات، وأن يكون مبدأ العقاب وتطبيق القانون حاضراً.

Twitter: @Alessa_815