مع وفيات بـ 0.1 في المئة أي أقل من الإنفلونزا الموسمية

«كورونا»... من وباء إلى مرض «متوطّن»

4 مايو 2021 07:00 م

- مايك رايان:
- تاريخياً لم نقضِ سوى على فيروس واحد هو الجدري
- التوطن لا يعني بالضرورة استمرار فرض القيود
- الأمراض المتوطنة تبقى موجودة باستمرار لكنها تخضع للسيطرة

فيما تتواصل جهود حملات التطعيم بهدف السيطرة على جائحة «كورونا»، يبدو أن العالم ربما بدأ يتهيأ لتقبل ما حذر منه علماء الأوبئة منذ فترة طويلة، وهو أن الفيروس المستجد، سينتشر لسنوات وربما لعقود، ليصبح من الفيروسات المتوطنة، مع مستوى تهديد منخفض.

وتوقع باحثون وعلماء للأوبئة، بقاء فيروس «كورونا» المستجد، مخلفاً مجتمعات تتعايش معه، كما تتعايش مع أمراض متوطنة أخرى، مثل الإنفلونزا والحصبة وشلل الأطفال وفيروس نقص المناعة البشرية.

وعزا العلماء توقعاتهم لأسباب عدة، أبرزها السهولة التي ينتشر بها الفيروس، واستمرار رصد ظهور سلالات جديدة منه، وشح اللقاحات وعدم القدرة على الوصول الفعّال لها في كثير من أرجاء العالم، وهو ما يرجح الاحتمالية الأقوى لإمكانية تحوله من مرض وبائي إلى متوطن، يستلزم بدوره إجراء تعديلات على السلوكيات الحياتية.

واسترشاداً بآراء خبراء وباحثين في هذا المجال، قال مدير مركز أبحاث اللقاحات التابع لمعاهد الصحة الأميركية جون ماسكولا في وقت سابق، إنه منذ فشل الدول في مرحلة مبكرة جداً باحتواء الفيروس، وتفشي الوباء على مستوى العالم، «كان واضحاً للعلماء أنه سيصبح متوطناً».

الرأي نفسه ذهبت إليه أيضاً ممثلة الصحة العالمية في روسيا ميليتا فوينوفيتش، التي رأت أن فيروس «كورونا» سيصبح في المستقبل من الفيروسات المتوطنة مع مستوى تهديد منخفض.

وربما يعرز الفرضية القوية لتحول مرض «كوفيد 19» من مرض وبائي إلى متوطن، ما أشار إليه المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية مايك رايان، الذي قال «حتى الآن لم نتمكن عبر التاريخ الحديث سوى من القضاء على فيروس بشري واحد فقط، هو الجدري».

كما يضرب باحثون مثالاً آخر على ذلك بمرض شلل الأطفال، الذي لم تستطع جهود عالمية استمرت على مدى عقود، وتكلفت مليارات الدولارات، القضاء عليه نهائياً.

وإذ يعتقد باحثون وخبراء للأوبئة أرجحية هذه الفرضية، يرون أن توطن «كوفيد 19» لا يعني بالضرورة استمرار فرض القيود لمكافحة انتشار الفيروس المستجد، إذ تظل الأمراض «المتوطنة» موجودة باستمرار، لكنها تخضع للسيطرة، مثل الإنفلونزا، ويفترض الباحثون أن معدل الوفيات بـ«كورونا» سيكون أقل من معدل الإنفلونزا الموسمية، على المدى الطويل، أي أقل من 0.1 في المئة.

ولارتفاع أسهم هذه الاحتمالية، يعكف العلماء على تطوير أدوية جديدة، بحيث يصبح «كوفيد 19»، عدوى «يمكننا التعايش معها، ويمكن بواسطتها التغلب على الأعراض التي يعاني منها العديد من المرضى»، وفي هذا الصدد بدأت بوادر إيجابية تلوح في الأفق القريب، وسط أنباء تتحدث عن أشهر قليلة مع دخول بعض هذه العلاجات مراحل تجريبية متقدمة.

9 مؤشرات

1 - السهولة التي ينتشر بها الفيروس.

2 - استمرار رصد تحوّرات جديدة للفيروس.

3 - شح اللقاحات وعدم القدرة على وصولها الفعّال لكثير من أرجاء العالم.

4 - تسارع وتيرة انتشار العدوى والتي تقارب مليون حالة يومياً.

5 - استثمار شركات الأدوية الرائدة في أدوية محتملة، إذ يجري تطوير أكثر من 300 منتج من هذا النوع.

6 - تفشي الفيروس وسرعة انتشاره بشكل مثير في الهند، والتي يقارب عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، وسط ضعف إمكانات السيطرة عليه.

7 - تردد المجتمعات في تناول اللقاحات، والتوزيع غير العادل لها، وتراجع معدلات التطعيم اليومية في بعض الدول.

8 - إجماع واسع بين العلماء وخبراء الصحة العامة على أن عتبة مناعة القطيع غير قابلة للتحقق، على الأقل ليس في المستقبل المنظور.

9 - توصل العلماء والخبراء إلى استنتاج مفاده أن الفيروس سيصبح تهديداً يمكن التحكم فيه وسيستمر في الانتشار لسنوات مقبلة.