عمومية الشركة وافقت على إعادة إدراج أسهمها في البورصة

التركيت: «الصفاة للاستثمار» عادت للطريق الصحيح... رغم «كورونا»

4 مايو 2021 07:00 م

- «الصفاة» تعود لتوزيع الأرباح باعتماد 5 في المئة أسهم منحة
- ندرس فرص الاندماج مع كيانات تشغيلية لمضاعفة حقوق المساهمين
- حكم نهائي للشركة بقضية «قطر الوطني» يمثل انعكاساً إيجابياً لها

أكد رئيس مجلس الإدارة في شركة الصفاة للاستثمار، عبدالله حمد التركيت، نجاح الشركة في تجاوز العقبات التي كانت تواجهها خلال الفترة الماضية للعودة إلى سابق عهدها ومتانتها المعروفة من جديد.

وكشف التركيت أنه بعد مرور 13 عاماً على آخر توزيعة أقرتها لمساهميها، وافقت الجمعية العمومية للشركة أمس على مقترح مجلس الإدارة بتوزيع أسهم منحة مجانية لمساهميها بواقع 5 في المئة (5 أسهم لكل 100 سهم)، وفقاً لضوابط الاستحقاقات المتبعة في سوق المال.

ورأى التركيت أن التوزيعة تعتبر بمثابة مؤشر إيجابي واضح على استعادة الشركة لمتانتها، ونجاعة الإستراتيجية التي تتبعها، لافتاً إلى أنه رغم جائحة «كورونا» التي ألقت بظلالها منذ بدايتها على قطاعاتها كافة، إلا أن العام 2020 حمل بين طياته أخباراً سارّة للشركة ترتّب عليها إنجازات كبيرة تمهد للانطلاق نحو مرحلة واعدة الأداء المتوازن.

وأوضح التركيت على هامش الجمعية العمومية، أن الشركة لديها أصول تشغيلية متنوعة تؤهلها للمنافسة في السوق، منوهاً بأنها تدرس فرص الاندماج مع كيانات تشغيلية واعدة بما يخدم أهداف تعظيم ومضاعفة حقوق المساهمين في المستقبل.

وأضاف التركيت أنه «لاجتماع عمومية الشركة بالوقت الحالي قيمة خاصة ومكانة كبيرة تشير إلى تخطينا وإياكم المرحلة الصعبة وبدء بوادر الحياة الطبيعية من جديد، في ظل ما تقوم به الدولة من إجراءات احترازية أوشكت أن تصل من خلالها إلى نقطة التعايش المجتمعي مع فيروس كورونا».

وأوضح أن «الاحتياطات الصحية واتباع الإرشادات المهمة، التي نعمل على تطبيقها التزاماً بكل ما تدعو إليه الجهات المعنية، انعكس إيجابياً وسيكون له أثره للعودة من جديد إلى الحياة الطبيعية»، وأشاد بجهود الحكومة خصوصاً وزارة الصحة على الجهود المبذولة خلال فترة الجائحة.

وذكر أن «الصفاة للاستثمار» تدعم الخطوات التي اتخذتها الحكومة لضمان سلامة كل من يعيش في البلاد، معرباً عن ثقته بأن التدابير التي اتخذتها الدوائر العامة لحماية ودعم الاقتصاد المحلي ستخفف من حدة هذه الأزمة على النشاط الاقتصادي بالدولة.

أهم الإنجازات

واستعرض التركيت أهم الإنجازات التي تم تحقيقها خلال السنة الماضية على الرغم من صعوبتها وكثرة المشاكل والعراقيل التي تخللتها، واطلع الحضور على الخطط والخطوات التي تم اتخاذها بهدف تطوير أعمال الشركة ومكاسبها.

وقال «لا يخفى عليكم آثار هذه الجائحة على الشركات والأعمال المختلفة، خصوصاً المشاريع الصغيرة والمتوسطة»، وبيّن أنه «على الرغم من كل هذا، إلا أن الشركة نفّذت خططها وأنجزت العديد من المهام، فيما تخلّلها صدور الحكم النهائي في القضية المرفوعة من بنك قطر الوطني لصالحنا، ما ترتب عليه الانعكاس الإيجابي على موقفنا القانوني والمالي من خلال رد ما آلت إليه الاستثمارات سبب الخلاف، والانتهاء من كل المديونيات والالتزامات».

إعادة الإدراج

وكشف التركيت عن تمكن «الصفاة» في بدء مرحلة جديدة أهمها الحصول على موافقة الجمعية العامة للمساهمين لإعادة إدراجها في بورصة الكويت والقيام بالإجراءات اللازمة للوصول لهذا الهدف.

وأضاف أن أبرز إنجازات الشركة خلال العام الماضي، تتمثل في اتمام عملية الاستحواذ الإلزامي المقدّمة من شركة الخير العالمية لبيع وشراء الأسهم على جميع الأسهم المتبقية في شركة أركان الكويت العقارية بصفتها مديراً عاماً للاستحواذ.

وأشار إلى أن العملية تمت خلال الحظر الجزئي والكلي في الكويت حرصاً من فريق العمل على استمرارية العمل وتحقيق المطلوب على الرغم من الضغوط التي كانت تسيطر على المشهد العام لقطاع الأعمال.

وأفاد التركيت بأن المجموعة قامت من خلال إحدى شركاتها التابعة بالاستحواذ على نسبة مؤثرة في شركة «ذي ليكويد كابيتال للتجارة العامة»، معرباً عن أمله في أن يكون لها الأثر الإيجابي مستقبلاً على أوضاع المجموعة من خلال تنويع استثماراتها ومصادر دخلها.

إجراءات سريعة

وقدّم التركيت سرداً لما قامت به «الصفاة للاستثمار» من إجراءات سريعة وفعّالة منذ بداية الجائحة للحد من انتشارها في برج الصفاة بأكمله، منوهاً بأن فرق العمل المعنية بالشركة كانت تقوم ومنذ اليوم الأول على البحث واستقصاء آخر الأخبار والمعلومات والطرق الصحيحة المتبعة في العالم أجمع لتحويل برج الصفاة إلى حصن منيع ضد انتشار الفيروس بين الموظفين والزوار.

واتبعت الشركة، بحسب التركيت، سلسلة من الإجراءات الاحترازية المهمة التي أسهمت في تجاوز الفترة العصيبة، ومنها نشر الإعلانات واللافتات الإرشادية في كل أنحاء المجمع لتعميم طرق الوقاية المتبعة، وتنفيذ البروتوكولات الصارمة في التبليغ والحجر الذاتي لكل من يشك في الإصابة، وفرض لبس الكمام وتعقيم اليد والحدّ من التجمعات في المصاعد وأماكن الانتظار، وقياس درجات الحرارة يومياً قبل الدخول للمجمع، وتوزيع سلّة مجانية من منتجات التعقيم والتنظيف على الموظفين، وتوفير الكمامات لهم بصورة دورية والتي بالمناسبة تقوم بإنتاجها أحدى شركات المجموعة.

وأكد أن سرعة استجابة المجموعة لمواجهة اثار الجائحة والجهود المبذولة الكبيرة لفتت الانتباه، لتحظى بتقدير من مؤسسة «International Finance» التي منحت بموجبها «الصفاة للاستثمار» جائزة «أفضل بيئة عمل صحية وآمنة خلال الجائحة»، مبيناً أن العام الماضي كان مليئاً بالأحداث الإيجابية الخاصة التي أنعشت وأعادت الشركة إلى الطريق الصحيح.

وأشار إلى أن الشركة تطمح بأن تكون عودتها بمستويات ما قبل الأزمة المالية العالمية، أي العودة من جديد إلى عصرها الذهبي، بالرغم من انعكاسات وتأثير أزمة الجائحة على أنشطتها وعملياتها.

وقال «كان لنتيجة صدور حكم محكمة التمييز في القضية المقامة بين الشركة وبنك قطر الوطني لصالح الشركة الانعكاس الإيجابي وربحية كبيرة على البيانات المالية للعام 2020 وبذلك تكون (الصفاة للاستثمار) قد أنهت وطوت صفحة مديونياتها والتزاماتها مع الجهات المصرفية المحلية والأجنبية».

وذكر أن الشركة حقّقت أرباحاً عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020 بقيمة 7.22 مليون دينار بربحية 28.22 فلس للسهم الواحد.

وبيّن التركيت أن حقوق مساهمي الشركة بلغت 22.38 مليون دينار في 31 ديسمبر 2020 بما يعادل 87.4 فلس للسهم الواحد، منوهاً بأن إجمالي مطلوبات المجموعة بلغ في 31 ديسمبر 2020 نحو 11.94 مليون دينار.

خطة تحوط

وأكد التركيت أن الشركة حرصت على التحوط وأخذ موقف أكثر تحفظاً في اتخاذ الآثار الإيجابية للحكم الصادر لصالح الشركة والخاص بقضية بنك قطر الوطني لحين الانتهاء من تنفيذ الحكم نهائياً، والتأكد من قيام الجهة العدل بالرهن بتنفيذ حيثيات الحكم بشكل كامل، في ضوء ما تواجهه من مماطلات ومنازعات من جانب العدل في الرهن في الإمارات، حيث تم تسجيل مخصصات كافية لحين تنفيذ الحكم بشكل كامل.

نظرة مستقبلية

وقال التركيت «ننظر إلى المستقبل بعين المراقب المتفائل، فبعد الانتهاء من كل التحديات القانونية التي أثقلتها لأعوام طويلة والتي امتدت لقرابة 10 سنوات».

وتابع أن الإنجازات التي تمت خلال سنة 2020 كفيلة بأن تفتح صفحة جديدة من الفرص والتوجهات نحو تنويع الاستثمارات التي ستضيفها الشركة إلى محفظتها المباشرة بما فيها الالتفات إلى الخوض في تمويل ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها هذه الفئة من الأعمال.

وألمح إلى أن الشركة تلتزم بإستراتيجية تم وضعها خلال 2019 وتنتهي في العام 2023 رغم الصعوبات حيث التزمت إدارة الشركة بتنفيذ المخططات والإستراتيجة خلال العام المنصرم.

مضاعفة الجهود

ولفت إلى أن «الصفاة» قامت بتعديل الموازنة التقديرية للإدارات بما يتماشى مع الظروف الراهنة وتحقيق أكبر نسبة من الإنجاز لما تم التخطيط له، وإلى تركيز الشركة خلال هذه الفترة على الالتزام بالإستراتيجية الموضوعة ومضاعفة الجهود والمثابرة في العمل على بناء فريق متكامل من ذوي الخبرات والكفاءات من الكويتيين ذوي النظرة الحديثة والمتطورة في سبيل تحقيق المزيد من النمو والوصول إلى الأهداف الموضوعة.

وذكر أن الشركة تعمل من خلال إستراتيجية وخطة عمل رباعية قامت بإعدادها إدارة الشركة ممثلة بمجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، والتي تهدف إلى رفع منسوب الربحية من العمليات التشغيلية ورفع جودة الإيرادات، ما سيكون له بالغ الأثر على الأرباح والمركز المالي للشركة وبالتالي مساهمي الشركة الأم.

مشروع الأحمدي

وأوضح التركيت أنه رغم الأوضاع الصعبة التي واجهت الجميع خلال عام 2020 نتيجة تفشي فيروس «Covid-19»، إلا أن الشركة ومجموعتها التزمت بالاستمرار في نفس الوتيرة في معدلات البناء في سبيل إنجاز الأعمال، واستكمال بناءً مشروع الأحمدي، والذي يتمثل في عقار بمنطقة شرقي الأحمدي الصناعية قطعة رقم (20) قسيمة (57) التي تبلغ مساحتها 5000 متر مربع، تخضع لنظام بناء القسائم الصناعية.

ولفت إلى الانتهاء من 90 في المئة من أعمال البناء، فيما يتوقع أن يتم تسليم والانتهاء من المشروع خلال العام الجاري، وفقاً للخطة والجدول الزمني المعتمد من قبل الإدارة والبدء بمرحلة التأجير للمشروع.

ثقافة الحوكمة

وأكد التركيت حرص «الصفاة للاستثمار» على تنمية ثقافة الحوكمة والامتثال على مستوى كل كيانات المجموعة، وإرساء قيم مؤسسية سليمة وفعالة، بحيث تعتبر معايير الحوكمة أحد الأسس التي تنعكس بوضوح في إستراتيجيتها، لاسيما تلك المعايير التي أقّرتها الجهات الرقابية المعنية وغيرها من القواعد والتعليمات الإرشادية ذات الصلة.

وأضاف: «نحن ندرك أهمية تطبيق مبادئ ومعايير الحوكمة الرشيدة، وما يترتب على ذلك من اتباع المعايير المهنية والأخلاقية في جميع التعاملات، والإفصاح والشفافية عن المعلومات بشكل دقيق وفي الوقت المناسب، وبما يسهم في تعميق وتطوير كفاءة عمل الشركة والشركات التابعة لها».

وأشار إلى أن ذلك ما يعزز ثقة المساهمين وكافة الأطراف ذات العلاقة وأصحاب المصالح بأداء المجموعة من جهة وبقطاع الاستثمارات في الكويت من جهة أخرى، متابعاً «يعكس إطارنا العام للحوكمة منهجاً متسقاً على كل كيانات المجموعة، كما يخضع إطار الحوكمة للمراجعة الدورية من جانب مجلس الإدارة».

المسؤولية المجتمعية

أفاد التركيت أن «الصفاة للاستثمار» تولي اهتماماً خاصاً بمسؤوليتها المجتمعية باتجاه المجتمع من خلال تبنّيها لمبادرات أو برامج تنموية من شأنها أن تساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة للمجتمع، وقد تمثلت أولى المبادرات باستحداث خطة لزيادة نسبة المواطنين فيها وفي الشركات التابعة.

وبيّن التركيت أن «كورونا» شكلّت فرصة ذهبية لتقوم «الصفاة للاستثمار» بتسخير مواردها متمثلة بموظفيها وتخصصات شركاتها التابعة لخدمة حكومة الكويت عن طريق توفير أكبر قدر من الاحتياجات والمتطلبات.

وأشار إلى مبادرة الشركة في التسجيل في منصة «مساهمات» الحكومية، إذ قدمت بذلك منتجات إحدى الشركات التابعة (شركة الشرق الأوسط لتصنيع المواد الكيماوية) لأي جهة حكومية تعلن حاجتها لمعقمات اليد وصابون التنظيف ومختلف المساحيق الكيماوية الضرورية للتنظيف والتعقيم.

طلبات حكومية

ذكر التركيت أن الشركة تلقّت طلبات عديدة من كل من وزارة الصحة، وزارة الكهرباء والماء، وزارة المالية ووزارة الداخلية للحصول على منتجاتها، إذ تم التبرع بالفعل بآلاف الليترات من معقمات اليد ومنتجات التنظيف الأخرى.

وتابع «قامت إحدى شركات المجموعة (شركة صناعات السجاد) بالتبرع بـ 340 قطعة سجاد للمؤسسة العامة للرعاية السكنية المعنية آنذاك بتوفير ثكنات الإجلاء والأماكن المخصصة للحجر، وتسخير خدمات التصميم والصف والطباعة من الشركة العصرية للطباعة والنشر والتوزيع التابعة للشركة، لسد احتياجات وزارة الداخلية للمطبوعات الترويجية واللافتات الإرشادية».

وبين أن مجموعة الصفاة ساهمت في إنتاج فيديو ارشادي خاص بالطريقة الصحية المثلى للعودة للعمل، بعدما سمحت الحكومة ممثلة بوزارة الصحة للموظفين بالعودة إلى أعمالهم لنشر الوعي المجتمعي، إذ تضمن الفيديو كل الإجراءات والإرشادات الصحية المعتمدة دولياً التي يجب أن يعمل بها الموظفون في مقرات عملهم، ومنوهاً بأنه تم تعميم ونشر هذا الفيديو في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة على الجميع.