حروف باسمة

الشهداء هم السعداء

3 مايو 2021 07:00 م

ومضات نورها في القلوب وشعاعها في العيون وإشاراتها في الأذهان، هي أعمال الشهداء وإخلاصهم وإصدارهم في مضامير الجد والاجتهاد والعمل الدؤوب، هم كثر شهداء هذا الوطن ضحوا فأخلصوا وبذلوا فأجزلوا، ومن هؤلاء الشهداء شهداء مسجد الإمام الصادق عليه السلام، الذي نحن في ذكراه في هذه الأيام يوم من أيام الله في شهر الله الكريم، الجمعة، هو التاسع من شهر رمضان 1436 الموافق 26/6/2015 ذهب المصلون لأداء الصلاة، وهم في خشوع وابتهال وتضرّع اندس رجل حمل الحقد كله لينشر أتونه في صفوف الأبرياء، يدّعي الإسلام... والإسلام منه براء، لأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

حقد دفين يحمله أناس ضدّ المسلمين والإسلام شرّدوا أبرياء وأزهقوا أرواح، ويتّموا أطفالاً وفجّروا دموعاً من عيون ثكلى، سيّروا المسلمات المؤمنات إماء باعوهم في أسواق النخاسة منهم هذا المأفون، الذي اندسّ في صفوف المؤمنين المصلين في مسجد الإمام الصادق عليه السلام، وهم صائمون جياع وعطاشى، فسالت دماؤهم الزكية في أرجاء المسجد لم يقترفوا ذنباً ولم يأتوا بجريرة إلا أن ألسنتهم تلهج:

لا إله الا الله محمد رسول الله ما أبشعها من جريمة أودت بحياة 27 مؤمناً طاهراً في مكان طاهر وجرحت 227 مصلّياً، للبقيةن منهم الصحة والسلامة وطول العمر، وعلى الماضين رحمة الله الكريم.

مأساة هذه الذكرى، فالذي يتذكّرها يشعر بالألم، وبأنه في ديرة تحتضن أبناءها، وهي واحدة موحدة.

نستذكر في هذا اليوم موقف أمير الإنسانية الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - طيّب الله ثراه - وهو يشير بيديه الكريمتين: «هذولا عيالي»، رحمك الله أيها الإنسان الكريم والأب البار بأولاده.

ولم يسلم أبناء هذه الديرة من أتون الحاقدين على الإسلام والمسلمين، فإذا تذكرنا شهداء المساجد، لا ننسى الشهيدين الجليلين:

الدكتور وليد العلي والشيخ فهد الحسيني اللذين اغتالتهما أيدي البغي وقلوب الحقد وهما يؤديان صلاتهما في المسجد، لن ننساهما كلما ذكرنا شهداء المساجد في جميع أصقاع الدنيا.

لن ينسى الكويتيون خطبة الشيخ الدكتور وليد العلي - يرحمه الله - في المسجد الكبير بعد تفجير مسجد الإمام الصادق عليه السلام، التي ضمّت جميع أبناء هذه الديرة الموحدة والواحدة، ولن ينسوا صوته الصادح بالحق في الصلاة في وجود صاحب السمو طيب الله ثراه ولن ينسوا قوله:

الكويت وطن ألفنا أرضه وسماءه وبحره وبره.

نعم القول قولك أيها الشهيد الدكتور وليد العلي:

الكويت منزل عشقنا سهله وبره وبحره، فهو بكرة طفولتنا وهو أصيل رجولتنا، تختلف فيه مذاهبنا وتأتلف بحبه مشاربنا، اللهم بارك لشهداء مسجد الإمام الصادق عليه السلام ولشهيدينا الكريمين ولشهداء وطننا الكريم بحلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبور لهم بعد فراق الدنيا خير منزل، واخلف على أهليهم وذويهم وأهل وطنهم بالصبر والسلوان.

إنك ولي ذلك والقادر عليه

صدق العم الأديب علي يوسف المتروك يرحمه الله حين قال في رائعته:

سيبقون ذكرى في القلوب مضيئة

لتفتح منا أعيناً أدمنت نعسا

فبالأمس نال الغدر منا أحبة

على يد مأفون لهم جاء مندسا

يد أوغلت بالإثم في يوم جمعة

بشهر له الرحمن شرفه قدسا

تناثرت الأجساد تشكو لربها

وساد ذهول لا أمر ولا أقسى