«Union Station»... محطة لعودة الحياة

أوسكار 93... «نومادلاند» الرابح الأبرز وهوبكينز أكبر الفائزين سناً

26 أبريل 2021 07:00 م

شهدت محطة «Union Station» التاريخية للقطارات، على عودة النجوم العالميين للوقوف على السجادة الحمراء منذ بدء جائحة كورونا، إضافة إلى كتابة كلويه جاو، مخرجة فيلم «نومادلاند» اسمها في سجل تاريخ الفوز، أولاً لكونها ثاني مخرجة تفوز بجائزة «أفضل مخرج» بعد كاثرين بيغيلو، وثانياً لأنها أول مخرجة من أصل آسيوي تفوز.

واتخذت النسخة 93 من حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام توجهاً غير معتاد، حيث أقيم جزء منه في استوديو «دولبي» الشهير بمدينة لوس أنجليس، بينما أقيم جزء آخر من الحفل في محطة «union station» للقطارات، لتوفير مساحة كافية لتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي.

وحصد «نومادلاند» ثلاث جوائز هي أفضل مخرجة، أفضل فيلم وأفضل ممثلة (فرانسيس ماكدورماند)، فيما فاز البريطاني السير أنتوني هوبكنز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم «الأب»، كما حصل دانيال كالويا على جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «Judas and the Black Messiah».

وحصد فيلم «The Father»، الذي قام ببطولته هوبكنز وأوليفيا كولمان، جائزة أفضل سيناريو مقتبس.

وجاء فوز فيلم «نومادلاند» بأوسكار أفضل فيلم أول من أمس، مطابقاً للتوقعات بكونه الأوفر حظاً، وقالت مخرجته المولودة في الصين والتي استعانت في فيلمها بالرحّل المعاصرين «يا لهذه الرحلة الفريدة والمذهلة التي قمنا بها معاً».

محطة القطار

عند الرجال، حقق انتوني هوبكينز مفاجأة بحصوله على جائزة أفضل ممثل عن تأديته دور عجوز مصاب بالخرف في فيلم «The Father» (الأب)، للكاتب الفرنسي فلوريان زيلر الذي فاز أيضاً بأوسكار أفضل سيناريو مقتبس عن الفيلم نفسه.

ولم يكن متوقعاً منح الجائزة لهوبكينز (83 عاماً) الذي غاب عن الاحتفال، إذ كان من المرجّح أن تعطى للممثل الراحل تشادويك بوزمان الذي توفي الصيف الفائت بالسرطان، عن دوره كعازف بوق في «ما رينيز بلاك بوتوم».

وفي هذه المحطة، تسلّم الدنماركي توماس فينتبربرغ أوسكار أفضل فيلم أجنبي عن «Another Round». وقد أهدى فوزه إلى ابنته إيدا التي قضت في حادث سير بعد أربعة أيام على بداية تصوير الفيلم، وكان من المقرر أن تشارك فيه.

أوسكارات فرنسية

أما فلوريان زيلر، فتسلّم جائزته في باريس حيث أقيم موقع لاحتفال الأوسكار يرتبط مع المركز الرئيسي في لوس أنجليس بواسطة الأقمار الاصطناعية. ونال فرنسي آخر هو نيكولا بيكر جائزة أفضل صوت عن فيلم «ساوند أوف ميتال» الذي يتناول قصة عازف طبول في مجال موسيقى الـ«هيفي ميتال» يفقد قدرته على السمع. أما الأوسكار الفرنسي الثالث فحصل عليه الوثائقي القصير «كوليت».

وبدا المرشحون المئتان تقريباً الذين تلقوا دعوات للحضور سعداء باللقاء مجدداً على السجادة الحمراء التي كانت محدودة إلى أقصى درجة هذه السنة حرصاً على التزام القواعد الصحية والتباعد الاجتماعي.

وقالت الممثلة غلين كلوز للصحافيين النادرين الذين سُمح لهم بتغطية الاحتفال الثالث والتسعين حضورياً «إنها المرة الأولى التي أخرج فيها. لم أذهب إلى مدينة كبيرة منذ أكثر من عام».

ولم توجه دعوات حتى إلى أبرز أقطاب هوليوود، ومنهم مثلاً رئيس «ديزني» بوب آيغر الذي لم يتمكن تالياً من أن يكون موجوداًَ شخصياً خلال منح جائزة أفضل فيلم للرسوم المتحركة إلى «Soul»، وهو شريط شاعري من إنتاج استوديوهات «بيكسار» (التابعة لـ«ديزني»).

بشرة ملونة

وبعد سنوات من الجدل في شأن تكوين الأكاديمية المنظمة لجوائز الأوسكار على خلفية اعتبارها «بيضاء» جداً وذكورية جداً ولا تعكس تالياً المجتمع الأميركي، منحت الجائزة لممثلين من ذوي البشرة الملونة، هما البريطاني دانيال كالويا (32 عاماً) الذي فاز في فئة أفضل ممثل في دور مساعد عن دوره في «جوداس أند ذي بلاك ميسايا»، والكورية الجنوبية يون يو-جونغ (73 عاماً) التي حصلت على أوسكار أفضل ممثلة في دور مساعد عن دورها في فيلم «ميناري».

أما الكورية الجنوبية يون يو-جونغ صاحبة دور الجدة في «ميناري»، فتقدمت على منافساتها وأبرزهن غلين كلور التي أخفقت للمرة الثامنة في نيل أوسكار.

وقالت الممثلة السبعينية بعد تبادل المزاح مع براد بيت «كيف يمكن أن أفوز مقابل غلين كلوز؟ لقد شاهدتها في عدد كبير جداً من الأدوار... هذا المساء، حالفني بعض الحظ على ما أعتقد».

ومع أن منصة «نتفليكس» حصلت على ما مجموعه سبع جوائز، شكّلت نتائج الفئات الرئيسية خيبة أمل جديدة لها، رغم تناول عدد من أفلامها مواضيع الساعة.

أما «مانك»، وهو شريط بالأبيض والأسود عن العصر الذهبي لهوليوود، فاكتفى بجائزتي أفضل تصوير وأفضل ديكور.

السجادة الحمراء... اشتاقت

اشتاقت السجادة الحمراء لروادها... فقد عادت إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار، بعد أن غابت عن الحفل الدولي خلال العام الماضي، عندما عقد افتراضياً نظرا لتفشي فيروس كورونا.

ورغم أن الحفل أصغر من المعتاد، بعدد أقل من النجوم الذين حضروا شخصياً والكاميرات، إلا أنه تبقى للصورة نكهتها.

وسائل الإعلام الصينية تتجاهل انتصار جاو

تجاهلت وسائل الإعلام الصينية فوز مواطنتها كلويه جاو بجائزة أوسكار لأفضل مخرج عن فيلمها «نومادلاند» الإثنين، كما فرضت الشبكات الاجتماعية رقابة على الأخبار التي تتناولها.

ولم تذكر أي وسيلة إعلامية رئيسية الخبر. وكانت شبكة التواصل الاجتماعي «ويبو» فرضت أمس رقابة على كل الرسائل التي تحتوي على اسم المخرجة أو فيلمها.

وحظيت الجوائز الأولى التي فازت بها المخرجة خصوصا في حفلة توزيع جوائز «غولدن غلوب» في نهاية فبراير بالثناء في الصين.

لكن تصريحات نسبت إليها في مجلة أميركية بدت فيها كأنها تنتقد بلدها عادت إلى الظهور وأثارت جدلاً، ما أدى أيضاً إلى إلغاء عرض فيلمها في الصين.

وكانت شبكة «ويبو» المشابهة لـ«تويتر»، قد غُمرت صباح أمس، قبل فرض الرقابة، برسائل تحتفي بفوز المخرجة.

وانتشر خبر فوز جاو في الصين بفضل الشبكة الاجتماعية المحلية «ويتشات». ورغم أن المنصة فرضت رقابة على المقالات المرتبطة بالمخرجة، فقد ظهرت العديد من رسائل التهنئة بين المستخدمين.

وقالت المهندسة يان يينغ التي التقتها وكالة فرانس برس أمس في أحد شوارع بكين «إنه مصدر فخر للصينيين (...) من النادر جدا حصول امرأة صينية على جائزة أوسكار».

وأوضحت يوان مين وهي شابة تبلغ 38 عاماً تعمل في المجال القانوني «أعتقد أن الأفلام الصينية ستتحسن من حيث النوعية وأنها (جاو) تقدم مثالاً جيداً جداً للمخرجين الصينيين».

هوبكينز... من آكل لحوم بشر إلى مسنّ يعاني الخرف

أضاف الممثل البريطاني أنتوني هوبكينز، بفوزه بجائزة الأوسكار، إلى رصيده الغني تكريماً جديداً لمسيرة جسّد فيها شخصيات متنوعة، بينها البابا ورئيس الولايات المتحدة وقاتل من آكلي لحوم البشر.

وأصبح هوبكينز البالغ 83 عاماً والذي غاب عن احتفال توزيع الجوائز، أكبر الممثلين سناً يفوز بجائزة أوسكار تنافسية بعد نحو ثلاثة عقود من نيله أوسكار أفضل ممثل عن دوره كسفاح يرتكب سلسلة جرائم قتل في «سايلانس أوف ذي لامبز» العام 1992 للمخرج جوناثان ديم.

وتوّج هوبكينز هذه المرة عن توليه دور رجل كبير السن يغرق في الخرف في «ذي فاذر».

خلال ستة عقود من حياته المهنية في المسرح والتلفزيون والسينما، جسّد هذا الممثل الأسطوري شخصيات متنوعة من أبرزها ملك إنكلترا (ريتشارد قلب الأسد) ورئيس الوزراء البريطاني (ديفيد لويد جورج) ورئيسان أميركيان (جون كوينسي آدامس وريتشارد نيكسون) وهتلر ودانتون واسحق رابين وتشارلز ديكنز وبابلو بيكاسو وألفريد هيتشكوك.

كذلك، أدى هوبكينز أدواراً شيطانية برز فيها مثل دوره في فيلم «ذي ريمينز أوف ذي داي» للبريطاني جيمس أيفوري و«شادولاندز» لمواطنه ريتشارد أتينبورو.

أما في فيلم «ذي تو بوبس»، فقد أدى دور البابا بيندكتوس السادس عشر، وهو ألماني اسمه الفعلي جوزيف راتزينغر، الصارم والمحافظ فيما يتحاور مع خليفته ذي الشخصية الجذابة البابا فرنسيس الذي يؤدي دوره جوناثان برايس.

ماكدورماند تدخل نادي الفائزين بثلاثة أوسكارات

انضمت الممثلة فرانسس ماكدورماند نجمة فيلم «نومادلاند» إلى نخبة السينما العالمية بفوزها بجائزة أوسكار ثالثة خلال مسيرتها عن دور أرملة تجوب طرق الولايات المتحدة في سيارة تخييم قديمة بعيدة جداً عن تألق هوليوود.

وهي سابع عضو في هذا النادي الضيق جداً للممثلين أصحاب 3 أوسكارات الذي يضم ثلاث نساء هن ميريل ستريب وإنغريد برغمان وكاثرين هيبورن الحاصلة على أربع جوائز.

وقالت الممثلة البالغة 63 عاماً عند تسلمها الجائزة «الكلام يخونني».

وماكدورماند متخصصة بأدوار النساء اللواتي أرهقتهن الحياة، خصوصاً في أفلام مستقلة، غالباً ما يخرجها زوجها جويل كوين وشقيقه إيثان.

وكانت الممثلة نالت أول أوسكار في مسيرتها العام 1997 عن دور شرطية حامل في «فارغو» وأعادت الكرّة في 2018 عن دور أم تبحث بيأس عن تحقيق العدالة بعد اغتصاب ابنتها وقتلها في «ثري بيلبورد آوتسايد إبينغ ميزوري».

الفائزون

• أفضل فيلم: «Nomadland» (نومادلاند).

• أفضل مخرج: كلوي تشاو عن فيلم «نوماندلاند».

• أفضل ممثل: أنتوني هوبكينز عن دوره في فيلم «The Father» (الأب).

• أفضل ممثلة: فرانسيس ماكدورماند عن فيلم «Nomadland» (نومادلاند).

• أفضل ممثلة مساعدة: يو يونغ يون، عن دورها في فيلم «Minari» (ميناري).

• أفضل ممثل مساعد: دانيال كالويا عن دوره في فيلم «Judas and the Black Messiah».

• أفضل تصوير سينمائي وأفضل تصميم إنتاج: «Mank» (مانك).

• أفضل مونتاج وأفضل إنتاج صوتي: «Sound of Metal» (ساوند أوف ميتال).

• أفضل فيلم وثائقي: «My Octopus Teacher» (ماي أوكتوبوس تيتشر).

• أفضل إنتاج موسيقي أصلي، وأفضل فيلم أنيميشن: «Soul».

• أفضل فيلم أنيميشن قصير: «If Anything Happens I Love You».

• أفضل فيلم قصير: «Two Distant Strangers» من إنتاج «نتفليكس».

• أفضل مؤثرات بصرية: «TENET» (تينيت).

• أفضل وثائقي قصير: «كوليت».

• أفضل أغنية أصلية: «فايت فور يو» من فيلم «Judas and the Black Messiah».

• أفضل سيناريو: إميرالد فينيل، عن فيلم «Promising Young Woman».

• أفضل فيلم أجنبي: «Another Round».