في مركز إسعاف «مبارك الكبير» يعملون كخلية نحل بلا كلل

«الراي» تشارك أبطال «الطوارئ الطبية» إفطارهم ... عيونهم على الطعام وعقولهم مع اللاسلكي

20 أبريل 2021 07:00 م
علي القبندي لـ «الراي»:
- في مركز مبارك الكبير نتعامل مع 500 إلى 800 حالة في الشهر
- لدينا خدمة توصيل المرضى من منازلهم لموعد مراجعتهم في المستشفيات
- تبديل مفارش سيارة الإسعاف وتعقيمها بعد كل مهمة
- البلاغات تأتينا من 112 ولدينا وقت محدد للتواجد في الموقع لا يتعدى 8 دقائق
- هناك لباس مخصص لرجال الطوارئ الطبية الذين يتعاملون مع حالات كورونا
- معظم بلاغات شهر رمضان من كبار السن الذين يعانون من الضغط والسكري

في ظل انتشار جائحة كورونا وارتفاع أعداد الإصابات خلال شهر رمضان، قد لا يعلم البعض كيف يعمل ويقضي رجال الطوارئ الطبية وقتهم خلال هذا الشهر.

«الراي» زارت مركز إسعاف مستشفى مبارك الكبير، خلال وقت الإفطار، وقضت نحو ساعتين مع هؤلاء الأبطال الذين بدوا كخلية نحل تعمل بلا كلل، فبمجرد وصول سيارة الإسعاف من مهمتها يقومون بتغيير مفارشها وتعقيمها بالكامل، لتكون مستعدة للمهمة التالية، وعندما حان موعد الإفطار جلسوا على الأرض لتناول طعامهم بجوار جهاز اللاسلكي في هدوء، حتى يتمكنوا من سماع أي نداء إغاثة لتلبيته على الفور، فتجد عيونهم على الطعام لكن عقولهم وآذانهم مع ذاك اللاسلكي.

«الراي» حاورت رئيس مركز إسعاف مستشفى مبارك الكبير، علي القبندي للتحدث عن طبيعة عملهم في الطوارئ الطبية.

وفي ما يلي نص الحوار:

• ما أبرز التحديات التي تواجهكم؟

- نحن نعمل 24 ساعة في اليوم، ونواجه جميع الأخطار التي يواجهها زملاؤنا في قوة الإطفاء ووزارة الداخلية، لأننا نرافقهم في الحرائق والحوادث، بالإضافة للطلبات المنزلية للإسعاف، حيث نوصل المرضى من منازلهم للمستشفيات في الحالات الطارئة، وأيضاً لدينا خدمة توصيل المرضى من المنازل لموعد مراجعتهم في المستشفيات وإرجاعهم لمنازلهم، مثل مرضى غسيل الكلى.

• ماهي آلية التعامل مع البلاغات التي ترد لغرفة العمليات في شأن حالات الإصابة بكورونا؟

- تأتينا البلاغات من 112، ولدينا وقت محدد «response time» لا يتعدى 8 دقائق لنكون في المكان المطلوب، ولدينا إسعافات مخصصة لحالات كورونا، حيث يتم نقل المريض للمستشفى ويتم عزله لحين إجراء المسحة له وظهور النتيجة، فإن كانت إيجابية ننقل المصاب إلى مستشفى جابر أو مشرف من مستشفى مبارك.

• ماذا عن تجهيزات إدارة الطوارئ الطبية، في ما يخص حالات كورونا من المنازل أو من مستشفى لآخر؟

- هناك لباس معين مخصص لرجال الطوارئ الطبية الذين يتعاملون مع حالات كورونا، لحمايتهم، وبمجرد أن يتم إيصال المريض تتم عملية تعقيم سيارة الإسعاف حتى تكون جاهزة في حال الطلب لأي حالة أخرى.

• ما أنواع سيارات الإسعاف لديكم؟

- لدينا إسعاف «MICU» متخصصة بنقل حالات العناية المركزة، وإسعافات متخصصة فقط للحوادث والطلبات المنزلية، والإسعافات المتخصصة بالنقل فقط.

• هل تم فرز فرق معينة للتعامل مع حالات كورونا؟

- نعم لدينا فرق متخصصة تعمل بعد انتهاء زامها لنقل حالات كورونا من المستشفى أو المطار إلى المحاجر، حتى لا يحدث نقص في تلبية طلبات الإسعاف خلال فترة العمل المعتاد.

• كم عدد الحالات التي تعاملت معها طوارئ مبارك منذ بداية الشهر الجاري؟

- في مركز مبارك هناك معدل ما بين 500 و800 حالة في الشهر.

• ما أكثر البلاغات التي ترد للطوارئ الطبية خلال شهر رمضان المبارك؟

- معظم بلاغات شهر رمضان من كبار السن الذين يعانون من الضغط والسكري.

• هل تم تطعيم العاملين في إدارة الطوارئ الطبية؟ وهل ساهم التطعيم في تقليص الإصابة في صفوفهم؟

- جميع العاملين لدينا تلقوا جرعتي اللقاح، وأكثر من 85 في المئة طواقم الطوارئ الطبية قد تلقوا اللقاح. ونحن نعرف جميع طرق الوقاية ولله الحمد، ونستعمل المعقمات دوما، وما حدث من إصابات سابقاً كان خارجاً عن الإدارة، ومع بداية الموجة الثانية من كورونا طوال هذا العام قلت الإصابات كثيراً وحالياً لا يوجد لدينا أي إصابات في المركز.

• ماذا عن أوجه التنسيق مع أقسام الطوارئ في المستشفيات؟

- معظم تعاملنا يكون مع أقسام الحوادث في المستشفيات، والأقسام الأخرى بالتنسيق مع مديرة منطقة حولي الدكتورة نادية جمعة، وكذلك الدكتورة فاطمة الكندري رئيسة قسم الحوادث، والدكتور مهدي الفضلي مدير مستشفى مبارك.

مسعفون... ومطالب

أفاد رئيس مركز إسعاف مستشفى مبارك الكبير، علي القبندي، بأن عدد المسعفين في «الشفت» الواحد 8 مسعفين، والعدد الإجمالي في المركز 44 موزعين على 4 «شفتات».

وعن أبرز مطالب فنيي الطوارئ الطبية، قال «نتمنى أن يتم الالتفات علينا من قبل الحكومة فنحن مواطنون، كما نتمنى أيضاً العمل على تحفيز الشباب الكويتي للانخراط في مجال عمل الطوارئ الطبية».

المواقف الصعبة أو الطريفة

أوضح أحد المسعفين أن من المواقف التي لن ينساها، ما حدث قبل سنوات في حادثة حريق خيمة العرس في الجهراء، حيث كانت الإصابات شديدة والوفيات كثيرة ذلك اليوم، فيما ذكر مسعف آخر أنه لدى وصوله لأحد البيوت في الساعة 3 فجر أحد الأيام، وجد امرأة تقف أمام بيتها بصحة جيدة وقالت له «أنا اللي اتصلت علشان ضرسي يعورني ودوني المستشفى».

رسالة عبر «الراي» إلى المجتمع

وجّه القبندي رسالة عبر «الراي» إلى أفراد المجتمع، فقال «نحن نعمل لمدة 24 ساعة لأجلكم، ونبذل قصارى جهدنا للانتهاء من هذه الجائحة التي تضرب العالم أجمع، لذلك نتمنى من الجميع الالتزام بجميع الاحترازات الصحية وتعليمات وزارة الصحة للحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه، ونسأل الله أن تمر هذه الغمة على خير، وأقول لإخوتنا من مواطنين ومقيمين إذا كانت حالته بسيطة وباستطاعته الذهاب للمستشفى بسيارته، فلا داعي للاتصال بالإسعاف فربما كانت هناك حالة بحاجة للإسعاف في تلك اللحظة».