الأمير محمد بن سلمان قدّم الرؤية التصميمية لبرنامج تطوير «العُلا»

السعودية تطلق «رحلة عبر الزمن»

8 أبريل 2021 10:00 م

- المشروع سيوفّر 38 ألف فرصة عمل جديدة ويسهم بـ 120 مليار ريال في الناتج المحلّي الإجمالي

أطلق ولي العهد السعودي، رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الرؤية التصميمية لمخطط «رحلة عبر الزمن»، بهدف إحياء وتأهيل المنطقة الأثرية الرئيسة في العُلا بشكل مسؤول ومستدام، في بيئة ثقافية وطبيعية فريدة من نوعها شمال غربي المملكة.

ويُعد المشروع محطة رئيسية ضمن برنامج تطوير العُلا وتحويلها إلى وجهة عالمية رائدة للفنون والتراث والثقافة والطبيعة، تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.

ويحظى مخطط «رحلة عبر الزمن»، باهتمام كبير، ويتكون من 3 مراحل رئيسة، ومن المقرر أن تكتمل أولى مراحله بنهاية العام 2023.

ويعدّ مخطط «رحلة عبر الزمن» جُزءاً من برنامج تطويري شامل للعُلا تشرف عليه الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، وتهدف إستراتيجية التطوير عند اكتمالها في عام 2035 إلى توفير 38 ألف فرصة عمل جديدة، بالإضافة إلى المساهمة بمبلغ 120 مليار ريال في الناتج المحلّي الإجمالي للمملكة.

ويُقدم المخطط خارطة تاريخية مميزة لحضارات استوطنت واحات العُلا المتنوعة على مدار أكثر من 7000 عام من التاريخ البشري، من خلال استثمار الغنى التراثي والثقافي والثراء الطبيعي والجيولوجي للمنطقة، عبر مشاركة مجتمعها المميز في مسيرة التطوير لحفظ إرث العلا، ورسم المستقبل عبر فتح فصول جديدة لاكتشاف تاريخها الذي لم يكتشف، وبناء إرث مستقبلي يُفاخر به.

ومن خلال هذا المخطط المستوحى من طبيعة العُلا وتراثها، سيتم إنشاء خمسة مراكز تمتد على طول 20 كيلومترا من قلب العُلا، في محطات ملهمة وأساسية عبر مسار «رحلة عبر الزمن»، وتبدأ هذه المراكز من مركز البلدة القديمة جنوباً، مروراً بمركز واحة دادان، وواحة جبل عكمة، والواحة النبطية، وصولا لمدينة الحجر الأثرية شمالا.

وتعدّ هذه المراكز معلماً ثقافياً بحد ذاتها، وتعكس بشكل فريد الطبيعة والتضاريس التي تنفرد بها هذه المنطقة الجغرافية، حيث تم اعتماد هذا التصميم المكاني للمراكز والمرافق الثقافية المتميزة لترتكز على توفير تجربة فريدة للزوّار لاستكشاف تاريخ المنطقة العريق.

وضمن هذه المراكز، سيتم إنشاء 15 مرفقاً ثقافياً جديداً، بما في ذلك المتاحف والمعارض ومعالم الجذب السياحي، لتكون معالم رئيسية لكل مركز، مع إضافة أكثر من 5000 غرفة للإقامة والمعيشة، كما سيقدّم كل مركز مزيجا خاصا به من خيارات المعيشة والضيافة التي تمنح خيارات متعددة من الفنادق ومنتجعات السياحة البيئية إلى النزل الفاخرة ومزارع الوادي المنحوتة في صخور الجبال.

ولعل أحد أبرز مشاريع مخطط «رحلة عبر الزمن» هو معهد الممالك، وهو مركز عالمي لدراسات الحضارات التي سكنت شمال غربي شبه الجزيرة العربية على مدار أكثر من 7000 عام من التاريخ البشري، بما في ذلك الممالك العربية القديمة دادان ولحيان والأنباط في مدينة الحجر الأثرية، وهو أحد المواقع المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

ويقدم مخطط «رحلة عبر الزمن» تجارب سياحية أصيلة مليئة بتفاصيل التنوع التراثي والطبيعي لسكان العلا وزوارها وذلك من خلال حلول ومفاهيم مستدامة للتنقل والتي تهدف إلى تقليل الازدحام في الطرق وخفض مستوى الضوضاء وتوظيف الطاقة الكهربائية والمستدامة بفعالية، وتعزيز شبكة الربط بين المراكز والأحياء والمواقع التراثية والمواقع السياحية، وتقديم تجارب وخيارات تنقل متنوعة وشيقة تحتفي بجمال الطبيعة والتراث في العلا.

وعطفاً على مكانة العُلا كمفترق طرق ومركز اتصال لشمال غربي الجزيرة العربية، سيربط قطار العُلا السياحي مطار العُلا الدولي مع المراكز الخمسة.

ويشكّل مخطط «رحلة عبر الزمن» استثماراً وطنياً في مجتمع العُلا من خلال التزام الهيئة بدعم وتمكين المشاركة المجتمعية، حيث يشمل المخطط توفير خدمات مجتمعية ومرافق جديدة وساحات عامة ومجموعة من المنشآت الثقافية والتعليمية، مما يحقق اقتصاداً ثقافياً للعلا، ويحسن نمط حياة الفرد والأسرة، ويعزّز الانتماء والفخر لدى أهالي وسكان العُلا، كما سيُسهم المخطط في إعادة إحياء وتأهيل الواحة الثقافية، والتنمية المستدامة لمجتمعها الزراعي، التزاما بتطوير القطاع الزراعي في المحافظة.

السياحة ستشكل 75 في المئة

من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، عمرو المدني، بأن المشروع سيخلق وظائف جديدة في المواصلات والفنادق والرحلات السياحية، وكذلك تطوير المزارعين، حيث ستشكل السياحة 75 في المئة بشكل مباشر وغير مباشر من حجم اقتصاد العلا.

وأوضح المدني أن «الـ25 في المئة المتبقية تمثل قطاعات اقتصادية نستهدف تحفيزها من اليوم الأول والزراعة على رأس تلك الفرص التي يجب تحفيزها في العلا».