مشاهد

رسالة إلى وزارة الصحة

23 مارس 2021 10:00 م

بدايةً... كل الشكر لجميع الطواقم الطبية من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين على الجهود المبذولة على مدار أكثر من عام، في مواجهة الخطر الصحي الطارئ (كوفيد-19 )، الذي اجتاح العالم أجمع، ففي ظل تلك الظروف الاستثنائية تأثّرت أعمال جميع الوزارات والمحال التجارية وأغلقت المطارات والمنافذ البرّية والبحرية وتعطّلت الجامعات والمدارس، باستثناء المؤسسة الصحية، التي لم يتوقف العمل فيها، بل كانت ولا تزال في الخطوط الأمامية في مواجهة مباشرة مع الوباء، كي يخاطر المنتسبون إليها بصحتهم وصحة أسرهم الكريمة، متحمّلين المشقّة والآلام من طول فترة ارتداء الكمام والقفاز وواقي الوجه، والابتعاد عن الأسرة خوفاً من نقل العدوى إليهم.

‫وللأسف في الأيام الماضية أعلن ديوان الخدمة رفض تمديد رصيد إجازات العاملين في القطاع الصحي، أو منحهم بدلاً نقدياً، مع أن الظروف الصحية منعتهم من التمتع بإجازاتهم بقرار من وزارة الصحة بمنع الإجازات، بسبب تفشّي المرض ولحاجة العمل إليهم.‬‬‬‫ ملاحظات مستحقة:‬‬‬‫- كان من الأصوب أن تتمّ مكافأة العاملين في وزارة الصحة، من خلال الموافقة على منح البدل النقدي نظير أيام الاجازات الفائضة لجميع العاملين، بقرار استثنائي من الوزير.‬‬‬‫- يجب صرف المكافأة المالية للعاملين في الصفوف الأمامية، التي أقرّها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه.‬‬‬‫- احتواء الأطباء الكويتيين من استشاريي الأوبئة، في ظل ما تعيشه الكويت من حرب مع الوباء.‬‬‬- المطلوب من وزارة الصحة نشر الإحصاءات الدورية الدقيقة، التي تؤكّد الحالات المصابة في جميع المحافظات، بل تحديد المناطق التي تكثر فيها حالات الإصابة حتى تتمكن السلطة - إن رغبت - من اتخاذ قرار الحظر المناطقي بدل الكلي.

- اللقاح ضرورة ولكنه غير إلزامي، فهناك من تلقّاه اختيارياً، وآخرون متحفظون من التطعيم في الوقت الحاضر، ولذلك لا بد من وضع حافز آخر غير الحافز الشخصي، الحصول على امتيازات عدة، وكان قرار مجلس الوزراء الأخير بإلغاء الحجر المؤسسي لمن تلقى اللقاح أمراً صائباً، وذلك لتشجيع الآخرين على الاقبال على أخذ اللقاح.

- الرسائل التوعوية تهدف إلى الترغيب وليس الترهيب، فهناك بعض الاخوة لا يجانبهم الصواب في لقاءاتهم التلفزيونية وفي الصحف اليومية والإلكترونية، بقول كلمات غير مستساغة لمن لا يتلقّى اللقاح، فالأفضل اختيار الكلمات اللطيفة وإيصال الرسالة التوعوية بشكل لائق، والتي بدورها ستنعكس إيجابياً على المجتمع.

ختاماً، إن كان منتسبو الجيش عادةً يوجدون في ميادين المعارك، لمواجهة عدو ظاهر ومعلوم، أيضاً هناك طاقم الجيش الأبيض الذي يوجد في ساحات (المستشفيات والمراكز الصحية والمحاجر الصحية والمختبرات الطبية، والفرق الميدانية التي تقوم بالمسح على الأفراد في المناطق السكنية)، في مواجهة شرسة ودور بطولي كبير وعمل مشرّف ضد عدو خفي لا يُرى، بالفعل أنتم أبطال تستحقون منا كل التحية والتكريم، بارك الله فيكم ودعواتنا لكم بالتوفيق والسلامة من كل مكروه.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.