بالقلم والمسطرة

تطعيم من نوع آخر !

22 مارس 2021 10:00 م

مع تداعيات المعركة الطاحنة ضد العدو كورونا المستجد والمستبد، فإنه مع ذلك يجب ألّا نغفل جانباً مهماً، وهو المواجهة الكبرى المستمرة مع الملفات العالقة والمزمنة لدينا، والتي تشبه السلسلة المترابط بعضها ببعض، ومن تلك الملفات مكافحة الفساد وتطوير الخدمات العامة وتنويع مصادر الدخل (الاسطوانة المشروخة)، في ظل توجّه العالم نحو الطاقة النظيفة والمتجدّدة، وكذلك تسهيل حياة المواطنين والمقيمين، وضرورة أن ينشغل الناس بالإنجازات بدلاً من انشغالهم - كالمعتاد - بالصراعات السياسية والسجالات البرلمانية والحكومية، والتي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، وضرورة التنمية في البلد ومواجهة العجز المالي، رغم أننا - للأسف - في دولة نفطية من كبريات الدول المنتجة للبترول !

والشيء بالشيء يذكر، فمع كلمة التطعيم والتي تستخدم حالياً في حملات التطعيم ضد وباء كورورنا، فإنه يجب أن نستخدم تطعيماً من نوع آخر أو لقاحاً نوعياً - إن جاز التعبير - لحقن شرايين الوزارات والجهات الحكومية وما أكثرها بالعقليات والكفاءات، لوضع الشخص في مكانه الصحيح، حتى تتم مكافحة الترهّل الإداري والبيروقراطية المتعبة، وتحريك الخطط المتعثرة والمركونة في الخزانات والأدراج المكتبية، ومكافحة المحسوبيات و(الواسطات)، والتي تضرّ بمصالح البلد وبمبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن.

لذلك، فإن ما ذكرته جزء من تحديات يجب مواجهتها، وعوائق يجب تجاوزها، فلا مجال للمجاملات، التي ساهمت في تأخير البلد، وانظروا إلى الدول القريبة منّا، وهي في تطوّر وظهور المدن الاقتصادية الكبيرة فيها، ونحن ما زلنا نكافح من أجل تطوير خدمات تقليدية وبدهية، مثل الطرق والتعليم والصحة، ومحاولة احتواء العجز المالي المستجد علينا بسبب وباء كورونا !، والله عزّ وجلّ المعين في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com

ِAlsadhanKW @