«سنقدم أعمالاً غير تقليدية تحاكي مجتمعنا من دون كذب على الجمهور»

حمد أشكناني لـ «الراي»: راضٍ عن الجرأة الفنية التي قدمتها... أنا رقيب نفسي وأعرف حدودي!

22 مارس 2021 10:00 م

- أخذت عهداً على نفسي ألا أقدم دراما تقليدية بتاتاً
- استثمار جمال سنان بالفن الذي يصنعه فكرة ناجحة
- الفنان الذي لا يستغل نجوميته ويزيد من أجره... يكون ساذجاً

«منذ سنتين وأنا لا أعمل في الكويت، وتجاربي في الخارج كانت رائعة وثرية»... بهذه الجملة أكّد الفنان حمد أشكناني على ما خاضه من تجارب درامية خلال هذه الفترة، كاشفاً في سياق حواره مع «الراي» عن ملامح شخصيته التي سيطلّ بها في مسلسل «أمينيزيا» الذي وصفه بالعمل الفني الممتع وغير التقليدي، موضحاً أنه قد أخذ عهداً على نفسه بألا يقدم دراما تقليدية، معرجاً على تجربته مع المنتج جمال سنان الذي قال إنه سخي بالدفع على الفن أكثر من أي شيء، وهو ما كان شيئاً صادماً له.

أشكناني أكد أنه خلال تجربته الفنية في الخارج اختفت الرقابة تماماً، الأمر الذي جعل طرح المواضيع بكل جرأة فنية غير مقززة، مؤكداً في السياق ذاته أن كل فنان هو رقيب ذاته، ومعرباً أيضاً عن رضاه التام عن الجرأة التي قدمها في تلك الأعمال الثلاثة، إلى جانب أمور أخرى عديدة، منها ميوله لتقديم المسلسلات الخماسية والسباعية والموسمية، وكذلك اختياره كفنان كويتي ليشارك في أعمال ذات صبغة عربية، وفي ما يأتي التفاصيل.

• في السنوات الماضية باتت أعمالك كلها تصوّر خارج الكويت، حدثنا عن التجربة؟

- تجربة رائعة وثرية، إذ إنني منذ سنتين لا أعمل في الكويت، والبداية خارجاً كانت في مسلسل «دفعة القاهرة» عندما بدأت الاعتياد على وجود فريق عمل ضخم محترف من حولي وبكلفة انتاجية عالية، بعدها انتقلت إلى «دفعة بيروت» وكان الأمر ذاته إذ لم يتغير من حيث الكلفة الانتاجية العالية جداً، وأخيراً انتهيت من تصوير مشاهدي في مسلسل «أمينيزيا» المتوقع عرضه خلال أيام على منصة «شاهد VIP»، وهو من تأليف الدكتورة حنين عمر وإخراج رودني الحداد، ومن بطولة فاطمة الصفي، إيلي متري، ديامان أبو عبود، وأنا طبعاً.

• حدثنا عن مسلسل «أمينيزيا»؟

- أخذت عهداً على نفسي ألا أقدم دراما تقليدية بتاتاً «Anymore»، لذا هذا المسلسل ممتع ويقدم فناً غير تقليدي، وأنا من مؤيدي هذه النوعية من الأعمال لأنها تأخذني إلى أماكن مختلفة في التمثيل، وأشعر أنها ملعبي الذي أرتاح فيه وأستمتع به.

إضافة إلى ذلك، طالما أنني كفنان أجلس بين فريق عمل محترف ويعرف ماذا يفعل، إذاً أنا مرتاح، وهذه أجواء تخلق الإبداع والتفكير الفني وشيئاً غير التقليدي.

• ما الشخصية التي تقدمها في المسلسل؟

- شخصية طلال، وهو رجل أعمال ذو سلطة ونفوذ «مافيا» متزوج «زواج مصلحة»، يرى البشر من وجهة نظره على أنهم فئران تجارب، إذ عندما يتحول إلى مليونير يبدأ بتجربة أدويته التي يصنّعها على الناس بغرض بيعها، ثم ينتقل إلى تجارة الأدوية وخلافه. في النهاية، هو موضوع يلامس وضعنا الحالي مع «كورونا».

• تجربتان لك كانتا مع المنتج جمال سنان... كيف وجدت التعاون معه؟

- صحيح، عملان كانا مع الشركة المنتجة ذاتها «إيغل فيلمز» للمنتج جمال سنان، وهما «دفعة بيروت» و«أمينيزيا».

وصراحة لمست أنه سخي بالدفع على الفن أكثر من أي شيء «كان شيئا صادما لي»، لذا أثبت أنه محترف وعالمي ويعرف السوق جيداً.

تجربتي معه أكسبتني خبرة كبيرة فنياً وحياتياً، ومنها أيقنت أن استثماره بالفن الذي يصنعه لإظهار شيء له قيمة يستفيد منها لاحقاً هي فكرة ناجحة، لهذا أصبحت اليوم لا أريد العمل سوى بمثل مستوى هذه الأعمال.

• ألم تجد هذا السخاء والاحترافية خلال أعمالك السابقة في الكويت؟

- لقد عملت النوعية ذاتها من الاحترافية في بعض الأعمال داخل الكويت «منتجونا يشتغلون ويسوون اللي يقدرون عليه»، لكن عندما عملت خارج الكويت اختفت الرقابة تماماً، وعندما تختفي يمكنني كفنان طرح مواضيعي بكل جرأة فنية غير مقززة، لأن كل فنان هو رقيب ذاته، وأنا أعرف ما الذي أفعله.

• هل أفهم أنك راضٍ عن الجرأة التي قدمتها؟

- الجرأة الفنية التي قدمتها في «دفعة بيروت» و«دفعة القاهرة» وأيضاً في «أمينيزيا» الذي لم يُعرض بعد، هي جرأة فنية، وشخصياً أنا راضٍ عنها 100 في المئة، لأنني رقيب نفسي ورجل كويتي خليجي وأعرف حدودي، وأعرف رقابتي أين تنتهي.

من خلالها طرحنا موضوعاً فنياً قيّماً جداً كان يحتاج جرأة لأجل الظهور بصورة فنية متكاملة، وإن كنا قد صنعناه بشكل ناقص حينها كان سيظهر كلياً بشكل فقير من جميع النواحي.

• لماذا إذاً هاجم البعض تلك الأعمال ووصفوها بالجريئة جداً... ما ردك؟

- إن كانوا فعلاً قد شاهدوا بها جرأة، فهي تعتبر واحد في المئة من جرأة الأعمال التي يشاهدونها ويشجعونها في كثير من المنصات الرقمية لا أريد ذكرها «وما عندهم مشكلة».

إلى جانب ذلك من لا يريد مشاهدتنا بسبب الجرأة التي نقدمها – على قولتهم – على الرغم من أنني لا أرى بها جرأة، بكل بساطة يمكنه تغيير القناة ومشاهدة مسلسل اعتاد على مشاهدته «السوق كبير، والتلفزيون فيه وايد أعمال».

• من الأقوى اليوم، المنصات الرقمية أم التلفزيون؟

- بعد مرور سنوات سنتأكد ونرى هل استطاعت القنوات التلفزيونية الصمود والصبر أم أن «الأبليكيشنات» هي التي تغلبت وانتصرت. وبحسب ما عشته وسمعته وشاهدته أمامي أتوقع أن سوق «الأبليكيشن» سوف يزدهر جداً بالمستقبل، لكن تبقى القنوات ذات قوة ومرغوبة شئنا ذلك أم أبينا.

• هل أصبحت المسلسلات الخماسية والسباعية والموسمية تستهويك كثيراً؟

- هذه أجمل الأعمال التي أستمتع بها «وايد ملمومة ومختزلة»، إذ إن الكثيرين ينتظرون متابعة أعمال المواسم بكل شغف، وهذا لا يعني أنني ضد تقديم المسلسلات ذات الثلاثين حلقة، لكن بشرط أن تكون محبوكة بشكل جيد وأن تكون على صيغة مواسم. نحن كجيل شباب منذ سنوات كثيرة ماضية كنا نطالب بمثل هذه الأعمال الموسمية وها هي تحققت اليوم.

• ما مستوى الأعمال التي تطمح إلى تقديمها؟

- سواء كان حمد أو غيره من زملائي الفنانين، سننتقل إلى تقديم الأعمال غير التقليدية والاعتيادية التي كنا ننتظرها منذ زمن، والتي تحاكي واقعنا بشكل فعلي مئة في المئة من غير كذب على الجمهور، وهذا هو المطلوب.

• هل تحضر لأعمال درامية أخرى مقبلة سيتم تصويرها في لبنان؟

- لا يمكنني التأكيد على ذلك، لكنني بصورة عامة أركض خلف الفن أينما كان.

• اختيارك كممثل كويتي مع زملاء لك من الكويت أيضاً، لتشاركوا في أعمال أخذت المنحنى العربي... فما الذي يعنيه ذلك لك؟

- يعني لي الكثير، خصوصاً أن رؤيتي منذ الصغر أن نقدم أعمالاً كبيرة ذات قيمة إنتاجية عالية، لهذا أنا ممتن جداً لأننا استطعنا أن نعمل في أعمال عربية وأعدنا سوقها بقوة بعد أن تراجعت في الفترة الماضية.

فخور أن عناصر كويتية شاركت بها، فانتشرت بشكل ساحق ونجحت بصورة غير متوقعة، وبإذن الله بعد وصولنا للمستوى العربي أن نجد فرصتنا ونجد باباً لدخول العالمية في ظل وجود منتجين وممولين ونظام فني عالمي عالي الجودة.

• هل يستحق «دفعة بيروت» كل العناء الذي عشته؟

- نعم يستحق هذا العناء، لأننا في النهاية قدمنا فناً راقياً وعملاً قيّماً، ولو لم نكن لنفعل ذلك حينها «كنّا تعرّينا».

المسلسل مر بظروف كثيرة، وعندما خرج من السباق الرمضاني أصبح الوقت متاحاً لنا جميعاً كي نبدع ونصنع عملاً بصورة صحيحة.

كانت 10 أشهر متواصلة كالعسل، استمتعت بها فنياً وكنت على يقين أنه يمتلك معطيات النجاح التي أوصلته ليصبح «ترند» على مستوى الوطن العربي، لذا شكراً للمنتج الذي صبر واستثمر بالفن.

• هل ستكون مشاركاً في مسلسل «دفعة لندن»؟

- لا أستطيع التأكيد لك إن كانت هناك «دفعة لندن» أم لا من الأساس، إذ إنني لست مخولاً في الحديث عن ذلك الآن.

• بعد النجاحات التي حققتها، هل رفعت أجرك؟

- أي فنان يطمح إلى أن يرتفع أجره بين الفترة والأخرى، لأنه إن لم يستغل نجوميته ويبني نفسه ويزيد من أجره، فسيكون ساذجاً.

وشخصياً، لا أملك أدنى مشكلة في أجري مع المنتج جمال سنان «أموري تمام»، كما أنني قدر المستطاع سوف أرفع من قيمة أجري المادي، وبفخر أيضاً.