كلمات من القلب

هل هناك عداوة بين الشعب والحكومة ؟

18 مارس 2021 10:00 م

لو وفّرت الحكومة للشعب كل مقومات الحياة، من سكن وصحة وتعليم وغيرها من المقومات والخدمات بشكل جيد بل ممتاز، فهل ستكون هناك عداوة شعب للحكومة ؟! ولو يرى الشعب أن الحكومة تجاهد في انتقاء أفضل الشركات وأكبرها في العالم لكي تقدم خدماتها في بناء البنية التحتية بأحدث الطرق والوسائل، ويراها تسعى وتجتهد من أجل تهيئة بيئة صحيّة وسليمة، يستطيع الشعب من خلالها أن يحقّق طموحاته وأحلامه وتطلعاته، فهل سنجد أن هناك عداوة شعب للحكومة؟!

عداوة الشعب للحكومة تأتي أولاً من انعدام الثقة، فالشعب حين لا يثق في قرارات الحكومة التي تصبّ في مصلحته ومستقبل أولاده، ويشكّك في كل قراراتها وإجراءاتها، فهنا تنطلق أول شرارة العداوة وتكون النتيجة عدم الثقة في أخبار ومعلومات الدولة الرسمية، ومن ثم يلجأ إلى مواقع الكترونية لكي تكون مصدر أخباره.

عدم الثقة تأتي عندما يصبح الشعب على قرار ويمسي على إلغائه، عندما تتعطّل مصالحه ويتعرّض إلى خسائر مالية فادحة دون تعويض من الحكومة.

عندما تصبح إجراءات الحكومة الاحترازية من خطر الفيروس أشد من الخطر ذاته، عندها يصل الشعب إلى مرحلة الاختناق والقهر والدخول في حالات وأمراض نفسية خطرها، لا يقلّ عن خطر «كورونا».

عندما يشتدّ التأزيم السياسي في هذه الظروف الصحية الخانقة، ستزداد العلاقة ما بين الشعب والحكومة سوءاً، فقد يتّخذ جزء من المجتمع أسلوب السخرية والاستهزاء والتعليقات غير اللائقة، التي قد تكون مسيئة لرموز الحكومة، في ما يشبه تفريغ الغضب وعدم الشعور بالثقة، وهذا مؤشر يجب ألّا تستهين به الحكومة.

الأمر يتطلّب حِكمة من الحكومة في إدارة هذه الأزمة الصحية والنفسية والسياسية، وأن تكون لديها الرغبة الجادة في الإصلاح والتغيير، والاستماع إلى أصوات الشعب المقهور على بلده ومستقبل أبنائه.

إن العلاقة بين الحكومة والشعب تعتمد على الأخذ والعطاء المتبادلين.

ولكن الشعب إن أحب حكومته ووثق بها، فسيكون عطاؤه لها أكثر بكثير من عطاء الحكومة المحبة.

وأخيراً عندما تضيع الأمور ما بين الشعب والحكومة، فالخاسر الوحيد هو الوطن.

فمن أجل الكويت يجب على كلا الطرفين الاستماع إلى صوت العقل وأن يتعقّلا في قراراتهما.

فرسالتي إلى الشعب أقول فيها: ليس تجييش الشارع هو الحل، ورسالتي إلى الحكومة: ليس في تجاهل صوت الشارع، قوة أو حزم !

Najat-164@hotmail.com