قبل الجراحة

لنعمل للأسوأ!

13 مارس 2021 10:00 م

للوهلة الأولى يبدو أن الأمور تزداد تعقيداً وصراعاً... لكن ما نراه من تبادل في الأدوار والحوارات، ما هي إلا أدوار مكتوبة، والمطلوب من الجميع الالتزام بالحوارات فالخروج عن النص للأبطال فقط... أمّا الكومبارس فعليه الالتزام... فمن يرى أن الأمور في طريقها إلى التعقيد، بالتأكيد هو غير ملمّ بطريقة الحل... وبطرق إبعاد الأنظار عمّا يجري من أجل الوصول إلى الصيغة التي ترضي جميع الأطراف، مع بعض التنازلات من جميع الأطراف... فالحكمة تقول إن أفضل الاتفاقيات هي التي تجعل جميع الأطراف لديهم الإحساس بالانتصار.

فالوصول إلى حلول مقبولة من غالبية الأطراف أصبح أقرب من أي وقت مضى... فألف مبروك للجميع... وأهلاً وسهلاً بالجميع... ولا تسألني عن مستوى التنازلات التي قُدّمت!

لكن مع هذا الزخم الإعلامي الحاصل والقادم، يجب ألّا ننسى التعليم... فوضعه الحالي أصبح بحاجة ماسة إلى تحرّك جاد من جميع الأطراف... من الأهل ومن القائمين على التعليم.

يجب أن نرتّب أمورنا للعام الدراسي القادم من الآن... لنفترض أن الوباء استمر معنا للسنة القادمة... أو لنفترض الأسوأ وهو أن الوباء أصبح أكثر شراسة السنة القادمة... فما نحن فاعلون للتعليم... ما خططنا لإنقاذ مستقبل الطلبة في البلد؟

يجب أن نبدأ من الآن بتجهيز مدارسنا وجميع الفصول لاستقبال الطلبة في السنة الدراسية القادمة... يجب أن نستفيد من تجارب الدول التي بدأت التعليم... ونتعلم منها كيف قامت بتجهيز مدارسها وفصولها لاستقبال الطلبة.

هناك من استسهل التعليم عن بعد... ومن استفاد منه... وهناك من يعمل على استمراره... لكن يجب أن تكون وزارة التربية حازمة في قراراتها... مبتعدة عن الصراعات السياسية... فالمستوى التعليمي للطلبة أصبح مهدّداً.

لنتذكّر أنه قبل اتخاد أي قرار يكثر عدد المعارضين... لكن مع البدء في تطبيقه يقلّ عدد المعارضين... لذلك فوزارة التربية يجب أن تكون لها رؤية واضحة لرفع مستوى التعليم وتعويض ما ضاع من وقت... فعلى وزير التربية والقائمين على التعليم أن يبتعدوا عن كل الصراعات البرلمانية والسياسية، والتركيز في مسألة تجهيز مدارسنا للسنة الدراسية القادمة بإذن الله... حفظ الله الجميع من كل شر ووباء.