الأنبياء والعمل المهني / داود عليه السلام ومهنة الحدادة

1 يناير 1970 11:40 ص
داود عليه السلام نبي من أنبياء بني اسرائيل وقد جمع الله تعالى له بين النبوة والملك، واعطاه خيري الدنيا والاخرة، فكان نبيا ملكا، وهو احد الرسل الذين نزلت عليهم الكتب السماوية بعد موسى اذ اتاه الله الزبور، قال تعالى: «ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا». (الاسراء: 55)

ومن نعم الله عز وجل على داود عليه السلام انه سبحانه وتعالى علمه صناعة الدروع وفي ذلك يقول الله عز وجل: «ولقد آتينا داود منا فضلا ياجبال اوبي معه والطير وألنا له الحديد. ان اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا» فقوله (وألنا له الحديد) يراد به: ان الله عز وجل جعل الحديد لداود لينا في نفسه كالشمع بالنسبة إلى سائر القوى البشرية يصرفه كيف يشاء من غير احماء وطرق بلائه او بقوته فكان عليه السلام يعمل الدروع المسرودة اي ذات الحلق من الحديد بيده معجزة له وامرا خارقا للعادة ولو كان يعمل الدروع بواسطة النار لم يكن في ذلك امتنانا من الله عليه اذ كل الناس يعملون كذلك. اللهم الا ان يدعي مدع ان الانة الحديد لم تكن معروفة قبل داود وان الله هداه إلى هذا الامر الذي لم يكن معروفا قبله. وهذا مالا سبيل إلى تحقيقه.

وفي الموضوع نفسه يقول عز وجل عن داود «وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل انتم شاكرون» اي ان الله عز وجل علم داود عليه السلام صناعة اللبوس اي الدروع لانها تلبس، قال قتادة : اول من صنع الدروع داود وانما كانت صفائح فهو اول من سردها وحلقها فجمعت الخفة والتحصين وهو قوله (لتحصنكم) اي ليحرزكم ويمنعكم يعني اللبوس من (بأسكم) اي من حربكم، وقال السدي: من وقع السلاح فيكم.

وقصته عليه السلام معروفة من اراد الاطلاع عليها فليرجع إلى كتب التفسير والتاريخ.