أبعاد السطور

الوزير يشقّ ثوبه!

4 مارس 2021 10:05 م

في جميع دول العالم، الشعوب تسمع وتطيع حكوماتها وتمتثل لقراراتها، إلا عندنا في الكويت، فالكثير من الشعب يريد الحكومة هي التي تسمع كلامه وتطيعه وتمتثل لأوامره ومزاجه! إن حكومتنا احتارت بنا ماذا تفعل؟!

مجلس الوزراء يُصدّر قراراً يحثّ فيه الشعب على عدم تنظيم المسيرات والتجمعات الاحتفالية، بمناسبة ذكرى الاستقلال والتحرير في شهر فبراير، ويحث في قراره الصادر - أيضاً - الشعب على أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة والتباعد الاجتماعي، حتى لا تزيد الإصابات بفيروس كورونا وحالات الوفيات، وبعد هذا القرار يهرول الشعب نحو الصحراء ليجتمع هناك ويقيم مسيرات احتفالية يغنّي فيها ويرقص، فتذهب الحكومة لتطارده في الصحراء!

وأيضاً في يوم الإثنين الفائت 1/ 3 مساء اجتمع عدد كبير من نواب البرلمان الحاليين والسابقين، ومجموعة من الشعب معهم في منزل أحد النواب ليلقوا «شوّية كلام لا يودي ولا يجيب»، وكأن فيروس كورونا أعطاهم وعداً وعهداً وحلف لهم بالأيمان المغلّظة بأنه لن يصيب أي شخص من المجتمعين في تلك الليلة عند ذلك النائب! إذا كان ممثلو الشعب لا يسمعون ولا يمتثلون لقرارات الحكومة، فماذا يُرتجى من المواطن أو المقيم؟!

هذا غير «العزايم» والأعراس والديوانيات والمخيمات، التي يجتمع فيها الشعب و«فاتحينها بحري»!

كان وزير الصحة يخرج في بداية انتشار فيروس كورونا وهو يقول: «استحلفكم بالله ابقوا في منازلكم». أما اليوم وبعد هذا الاستهتار الكبير من بعض أفراد الشعب فلو ظهر وزير الصحة على الهواء مباشرة وشقّ ثوبه من الأعلى إلى الأسفل، فلن ألومه وسأتضامن معه وأشقّ ثوبي، بل وسأتجه إلى شقّ بقية ثيابي في «الكبت مع الفنايل والسراويل» أيضاً!

«شعب مثل هيك يحتاج لتحمير العين عليه من قِبل الحكومة»، وإلا سيحصدنا فيروس كورونا مثل حصاد القطن في المزارع.