حديث القلم

مختصر الكلام في الرد على رغد صدام

23 فبراير 2021 10:00 م

تابعتُ - كما تابع الكثيرون - اللقاء المسلسل مع رغد صدام، والذي عرض على قناة العربية منذ أيام قليلة، وشعرت بالغثيان بسبب كم الكذب وتزييف الحقائق التاريخية، وهي تتحدّث بكبرياء كاذب ومصطنع عن شخصيات حمقاء ساهمت بشكل مباشر في دمار بلادها والمنطقة، ولوّثت العلاقات السياسية العربية، بل أصابت العمل العربي المشترك بمقتل، خصوصاً عند حديثها عن جزئية الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، بقولها: «أخطأوا وأخطأنا»، فما هو الخطأ الكبير الذي ارتكبناه لنتعرّض على إثره لغزو بلادنا من قبل جارنا العربي المسلم، وما هو الخطأ الذي دفعكم لانتهاك حرمات دولة ذات سيادة، والتسبب بأبشع كارثة عربية في التاريخ الحديث والمعاصر، خصوصاً أنها اعترفت بالغدر ضمنياً، بتأكيدها أن دول الخليج العربية قبل ذلك موّلت حربهم ضد إيران، وكان جزاؤها الغدر واستباحة لدولة عربية مسلمة جارة، والتسبب في هذا الجرح الغائر في الجسد العربي. هي تقول إنها نشأت بين رجال حقيقيين، وتمتّعت بكل أشكال الحماية وهي تعيش بينهم، ونحن نقول إن الفضائح التي انتشرت عن مختلف ممارساتهم غير الأخلاقية تنفي عنهم صفة الرجولة، وانتهاكهم لأعراض البشر واستباحتهم لكل أشكال المحرّمات في وقت تمتعهم بالقوة والنفوذ، يجعلهم عبارة عن شخصيات ساقطة أخلاقياً وإن تعلّقوا بأستار الكعبة !

في الواقع شخصية دموية كشخصية صدام حسين، من غير الممكن أن يتم تسويقها للعامة كشخص وديع وضحية ووصمه بالشجاعة، فشجاعة الرجل الحقيقي نعرفها نحن وتعرفها هي، إلا أن الكذب وتزييف الحقائق يمكن أن ينطلي على الحمقى من المؤيدين والأتباع وعشّاق شخصيات الطغاة، الذين يرون بطشهم قوة، وحماقتهم حنكة وحكمة، ويبدّلون كل مساوئهم إلى محاسن، في زمن كشف فيه الإعلام كل التفاصيل العامة والدقيقة بالصوت والصورة وشهادات الشهود من المتضررين والمعاصرين.

بعض الشخصيات التاريخية الدموية كأدولف هتلر وغيره، كان بعض أقاربهم يخشون الظهور الإعلامي خجلاً، ويبتعدون عن أعين الصحافة والكاميرات احتراماً لمشاعر الضحايا، أما نحن فلا يزال بعض أبناء أمتنا العربية يمجّدون أولئك الطغاة ويصفونهم بالقوة والشجاعة رغم كل أشكال الدمار الذي تسبّبوا به، لذلك تلك الأمم سبقتنا كثيراً وتطورت، لأنها اعترفت بالذنب ونزعت عباءات الماضي المظلم، فإن لم تكن عقدة الذنب تلاحق رغد ومَن على شاكلتها، كان من الأولى أن تتحلّى بشيء من الأخلاق وتكتفي بالابتعاد عن أي لقاءات صحافية أو تلفزيونية، وتعيش ما تبقى من عمرها حاملة في داخلها كل ذلك الإرث الدموي والإجرامي لوالدها واخويها وعائلتها وحزبهم البائد، حتى لا تنضح للإعلام بهذا الكم من البشاعة والسوء والكذب.

وخزة القلم:

الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت لم يكن بسبب خطأ ارتكبناه، بقدر ما هي أطماع عراقية قديمة، شاءت الأقدار أن تتكلّل بالفشل في عهد صدام وبفضل حماقته!

twitter: @dalshereda