رسائل في زجاجة

كلام الأرقام

22 فبراير 2021 10:00 م

تُطالعنا وزارة الصحة يومياً بأعداد الإصابات والوفيات وحالات التشافي، وهذا عمل إحصائي جيد تقوم به أي جهة لوضع الدراسات والأبحاث العلمية اللازمة في شأن أي أرقام متاحة لديها، للحد من الظواهر السلبية ومعالجتها، كإحصائية الحوادث المرورية وقضايا المخدرات وغيرها.

أما أرقام وزارة الصحة فليس لها أي مدلول أو معالجات إلا التهويل والتخويف وبث الرعب في نفوس المواطنين، وتدمير الاقتصاد، هذا كل ما جنيناه من هذه الأرقام، والغريب في أرقام وزارة الصحة أنها غير منطقية، حيث اتهمت الكويتيين دون غيرهم من الجنسيات، التي تعيش في بيئة غير صحية، وفي تجمعات دائمة دون الالتزام بقواعد الصحة ولا الاشتراطات الصحية التي تعلنها وزارة الصحة، والغريب أيضاً أن هذه الأرقام كانت في ارتفاع متزايد في أوقات الحظر الكلي والجزئي في العام الماضي، هذا حسب إحصائيات وزارة الصحة، مع العلم أن الصين الآن - وتعداد سكانها يقارب المليار و400 مليون نسمة - عدد حالات الإصابة فيها في الوقت الحاضر بلغ 115 حالة، وهذا الرقم يعتبر الأكبر منذ أكثر من 5 أشهر تقريباً، فكيف تمكّنت الصين من السيطرة على الجائحة بهذه الطريقة والأرقام؟! ونحن لم نتجاوز 4 ملايين نسمة وبمساحة بسيطة وواضحة لا جبال ولا أنهار ولا مستنقعات مائية، وما زالت الصين تتقدّم اقتصادياً ونحن نتدهور اقتصادياً، ونستنزف صندوق الأجيال القادمة «صندوق أولادنا وأحفادنا».

لقد أصبح المواطنون في حيرة من أمرهم، خصوصاً بعد التخبّط في اتخاذ القرارات من قِبل الحكومة، من دون دراسة ولا حتى اتباع أبسط معايير سلامة القرار من التراجع والتعديل.

مع كل تقديري واحترامي للطاقم الطبي، الذي حاول جاهداً في أول يوم من ظهور الفيروس بالحد من انتشاره ومعالجة الإصابات، الذي واصل الليل بالنهار من أجل الوطن والمواطن، وكل الشكر والتقدير لكل العاملين في الصفوف الأمامية الذين ضاعت عليهم المكافأة المادية والمعنوية، وهذا أيضاً أحد القرارات الذي لم توفِ الحكومة به. قرارات وقرارات صباحاً ومساءً وتتغير بين ساعة وضحاها.

سعادة معالي وزير الصحة، لقد وفّيت وكفّيت، فتنحّى لتأخذ قسطاً من الراحة بعد عناء سنة كاملة، بين الحظر والفتح والإغلاق والقرارات التعسفية، أرجوك يا معالي الوزير تنحّى قبل يوم القيامة. اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل سوء ومكروه، (اللهم آمين).

M. Aljumah

kuwaiti7ur@hotmail.com