خلال أمسية أقامتها رابطة الأدباء الكويتيين

القحطاني والمليفي والقلاف كتبوا للوطن «قصيدة حب»

18 فبراير 2021 03:26 م

نظّمت رابطة الأدباء الكويتيين على موقعها في «الانستغرام» أمسية شعرية وطنية عنوانها «الوطن... قصيدة حب»، بمناسبة احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية، أحياها الشعراء رجا القحطاني، ووليد القلاف، والدكتورة نورة المليفي، وأدارتها الكاتبة جميلة سيد علي. وألقى الشعراء الثلاث قصائدهم التي دارت في فلك الوطن، مديحاً وتقديراً واستذكاراً لتاريخه الإنساني الكبير، واستلهاماً لبطولات أبنائه في الدفاع عنه ضد العدوان.

وأنشدت الشاعرة الدكتورة نورة المليفي قصائدها التي احتوت على مضامين وطنية شيّقة، ومنها قصيدة «هذول عيالي» والتي كتبتها الشاعرة من وحي تفجير مسجد الإمام الصادق في الصوابر في التاسع من رمضان 1436 الموافق 26 يونيو 2015، بعمل إرهابي، ومن ثم المقولة الشهيرة التي قالها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله «هذول عيالي» عند زيارته الموقع، والقصيدة من بحر الخفيف لتقول فيها: نحن شعب الكويت للحب ركن

شيدته من القلوب الزنود

هم عيال الكويت هذولا عيالي

قالها والدموع ملحما تزيد

ومن بحر الخبب أنشدت المليفي قصيدة «أرقّع جسدي» متحدثة فيها عن إنسانية الكويت، وذلك عندما قررت أن تنسى الجراح والغدر من جارها العراق، وأن تفتح صفحة جديدة مليئة بالتسامح، من أجل غد مشرق مفعم بالخير، وكانت مظلتها أمة عربية واحدة:

يكفيني الحب أحوله

خلقا مجبولا بالقيم

فاسأل بغداد إذا نسيت

عدن عن جار لم يدم

الآتي أحلى من زمن

قد مات بفضل المنتقم

ثم قرأت المليفي قصيدة «الإنسانية أنت» وهي من بحر السريع، وتشير فيها إلى إنسانية الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله، التي جعلته نجماً مشعاً بضوئه في كل أرجاء العالم، وقد أصبحت تلك الإنسانية مفخرة للكويت جيلاً بعد جيل:

هذي يد الكويت قد سارعت

في كل خير شكله معلم

من مشرق الأيام مدت لمن

يحتاجها عونا ولا تندم

نعطي بلا فضل ومنة

فالحب بين الناس لا يعدم

المجد يبدو يا (أبا ناصر)

كالنجم من عليائه يبسم

كي يلقي الشاعر رجا القحطاني قصيدة بعنوان «سنة تحبو» التي اتسمت بالتنوع والجمال، والحرص على اختيار المفردات الرشيقة، التي تعبّر خير تعبير عن مضامين مشاعره ليقول:

سنة نحبو

سنة حبت أيامها أحقابا

وتناست أحداثها إسهابا

سنة لنا منها متاهة ظامي

الماء قهقه في يديه سرابا

إذا أنجبت كربا رجونا أختها

لكن أساءت مثلها إنجابا

ثم تواصل القحطاني مع رؤاه الشعرية المضاءة بمشاعل الوطن، والمحفوفة بالحب من كل اتجاهاته كي يقول:

يا صاحبي أنا لا ألومك حينما

مما تخاف تحاذر الأصحابا

أرتاب منك ولست سوءا طاهرا

يضطرني المخفي أن أرتابا

وتستمر هذه الملحمة الشعرية الوطنية في طريقها، كي يصل الشاعر إلى منتهى الحب الذي يحمله قلبه لوطنه، قائلاً:

هل تستطيع العوم في دوامة

أم تمسك الحبل المتاح مآبا

وطني تجذر فيك قلبي سدرة

وأنا المدون في هواك كتابا

متعمقا ينثال عشقك في دمي

ومنايا أن تتجاوز الأوصابا

ويأتي دور الشاعر وليد القلاف، الذي قرأ عدداً من قصائده، تلك التي بدت في قوتها متماسكة فيما بينها، بفضل ما تتضمنه من صور شعرية معبرة عما يجيش في قلبه من حب لوطنه، ليقول في قصيدة تحدّث فيها عن دور الكويت المشرّف في المصالحة الخليجية:

أطلّ من المصالحة الصباح

وحيّته الفضاءات الفساح

وصار خليجنا العربي شمسا

لنا من بعد طلعتها ارتياح

ومن أضوائها الآفاق غنت

غناء لا يطاوله نواح

وفي قصيدة «عندما يتغنى الكويتي» استذكر القلاف قديم الكويت بكل فخر واعتزاز ليقول:

قلت الكويت... فهزني ما أكتم

من صبوة تملي علي وأنظم

وخواطر توحي ومن إيحائها

صور من الماضي تجل وتعظم

أما قصيدة «الشهيد» للشاعر القلاف فتضمنت عرفاناً بجميل هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن الغالي، وبالتالي فإن الوطن بأبنائه لا يمكنهم نسيان فضلهم ليقول:

في الفخر لنا من ذكراه

ما ننسى الدنيا إلّاه

ما مات... ولكن كرمه

رب الأرباب وأرضاه

في الجنة منزله... وله

في الجنة ما يتمناه

وحلّق القلاف وهو يلقي قصيدته «أميرنا نواف»، في فضاءات الحب والسلام والتسامح، وهي الصفات التي عُرف بها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، ليقول:

سما شيخنا نواف وهو أمير

وليس سواه بالأمور بصير

وأصبحت الآمال منه مضيئة

ومن فرح بين النجوم تطير

وهكذا جاءت الأمسية في سياقها العام متناغمة مع الكويت، في استعدادها للاحتفال بأعيادها الوطنية، وذلك من خلال ما قدمه الشعراء الثلاث من قصائد وطنية متميزة.