عندما يرحل الإنسان عن هذه الدنيا، لا يبقى له عند البشر سوى سيرته الطيبة العطرة، وهذا ما حصده الإعلامي خليل عباس حسين «بوحافظ» الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل أيام، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من محبة زملاء دربه وكل إنسان عرفه طوال حياته.
«بوحافظ» يعتبر من الأوائل الذين عملوا في تلفزيون الكويت منذ انطلاقته الأولى، وصولاً إلى منصب مدير استوديو في التلفزيون لسنوات طويلة جداً، كما أنه في فترة عمله خدم الإعلام الرياضي بوظيفة إدارة استوديوهات الرياضة ومساعد النقل للمباريات، فكان خير الزميل والصديق والموظف الأمين الذي يحرص على إتقان ما يُسند إليه من مهام منذ حقبة الستينات، وهي فترة دخوله إلى أروقة وزارة الإعلام، مستمراً بذلك إلى أن تقاعد عن عمله في العام 2002.
«أحب عمله وأخلص له»
«الراي» تواصلت مع رفقاء درب الراحل، والبداية كانت مع وزير الإعلام الأسبق الإعلامي محمد السنعوسي، الذي قال: «لقد ذكرت هذا الإنسان في كتابي ووصفته بالرجل النبيل المخلص بعمله، هذا الإنسان الذي لم نكن نسمع منه كلمة مؤذية أو نراه مترفعاً على الآخرين بكبرياء أو غرور».
وأضاف «فعلاً، لقد أحب عمله وأخلص له لسنوات طويلة وتحديداً كمدير استوديو، هذه المهنة الصعبة جداً التي يترتب عليها مسؤوليات كثيرة (حيل كان يهتم بالصغيرة والكبيرة). رحمه الله تعالى، كان الجميع يحبه ويثني عليه (مافي أحد ينتقده)، رجل يستحق الرحمة ومثواه الجنة، وأدعو الله أن يلهم ذويه الصبر والسلوان، وفيهم البركة».
«أتمنى تخليد اسمه»
أما الإعلامي يوسف مصطفى، فقال: «لقد فجعت بخبر وفاته، فهو من الجيل القديم الطيّب الذي لا يمكن لأحد من العاملين في وزارة الإعلام بكل قطاعاتها نكران أفضاله ومحاسنه، لقد فقدنا إنساناً أعطى من عمره ووقته وصحته الشيء الكثير في سبيل التفاني من أجل العمل خصوصاً في تلفزيون الكويت، وأعتقد أن كبار الإعلاميين ممن عاصروه أحسّوا بحزن كبير جداً حين سمعوا خبر وفاته.
وأنا شخصياً عملت عن قرب معه في كثير من المواقع سواء في البرامج داخل التلفزيون أو من خلال النقل الخارجي بالمناسبات الرسمية والأعياد الوطنية وفي المجال الرياضي داخل الملعب».
وأردف: «عطاء بوحافظ قلّ نظيره وقد لمست هذا عن قرب، ولطالما قلت له (ريّح نفسك، إنت قاعد تعطي فوق طاقتك)، لكنني كنت أعلم أنه يحمل حباً كبيراً لوطنه الكويت وللإعلام مهنته التي أحبها وأخلص لها، وأعتقد أنه لولا جائحة كورونا لشاهدنا المقبرة تغصّ بحضور المشيّعين له، لكن عزاءنا أنه رحل بهذا الحب الكبير من قِبل محبيه وممن عمل معه في مسيرته الإعلامية، فقدناك أبا حافظ جسداً، لكن لم نفقد روحك الطيبة وأخلاقك العالية وتفانيك في سبيل الإعلام الكويتي. وأتمنى على مسؤولي وزارة الإعلام أن يخلدوا اسمه في أحد مرافق الوزارة ليكون عبرة للجيل الحالي كي يعلموا أن الوطن لن ينساهم في حياتهم وبعد مماتهم».
«خدوم ومتعاون»
بدوره، رثاه الإعلامي محمد المسري، مدير إدارة الإنتاج سابقاً في وزارة الإعلام، فقال: «أذكر أنه عندما تم تعييني بالوزارة في بداية الثمانينات كان الراحل موجوداً قبلي بسنوات عديدة (من الستينات) وكان لقبه المتعارف عليه إلى أن تقاعد (دينامو الاستوديو) لأنه كان يعرف أداء وظيفته والتعامل معها ومع الجمهور.
والجميع من دون استثناء، يشهد بنزاهته وأمانته وحرفيته.
لقد كان بوحافظ رجلاً خدوماً متعاوناً طيب القلب متسامحاً (حتى لو تزعله، إهو اللي يصالحك) ويمتلك علاقات طيبة مع كل المدراء آنذاك، منهم رحمه الله بدر المضف والمخرج حافظ عبدالرزاق، وشخصياً أعتبر نفسي محظوظاً كوني حظيت بفرصة العمل معه بعديد من البرامج خصوصاً السهرات المنوعة وبرامج المسابقات».
وأكمل: «قبل أربعة أشهر تقريباً عندما انتكست حالته الصحية حرصت على زيارته في المستشفى للاطمئنان عليه، لكن هذه هي حال الدنيا يرحل الإنسان وتبقى السمعة والذكرى الطيبة.
أعزي ذويه وأعزي نفسي وكل الإخوان الإعلاميين ممن عاصروه وعملوا معه على فقدان شخص كالذهب مثله».