بعد انتشار صيت التطبيق الصوتي عالمياً بصورة كبيرة

«Clubhouse»... «هبّة» تحتاج إلى دعوة!

15 فبراير 2021 10:00 م

- يمكنك إنشاء غرفتك الخاصة أو الانضمام إلى حوار عام والاستماع إليه مباشرة
- يعمل حالياً على الأجهزة التي تعمل بنظام iOS
- الإشكالية المتعلّقة بخصوصية البيانات في عملية الانضمام تتعلّق بطلب التطبيق الوصول لجهات الاتصال
- سعدية مفرح: ربما الناس تشجّعوا على الكلام بصراحة لأنه لا يحتفظ بأي تسجيل لك تقوله
- ماضي الخميس: سيأخذ القليل من الأصداء... لكنه لن يعمّر طويلاً
- عبدالعزيز السيف: الهدف من إنشاء «النادي السياسي الكويتي» مناقشة الأمور المحلية
- أسرار الأنصاري: مكان مناسب ويتماشى مع طبيعة الكويتيين

هل ترغب في الانضمام إلى التطبيق الصوتي «Clubhouse» الذي انتشر كالنار في الهشيم أخيراً وتحوّل إلى «هبّة»؟

الأمر ليس بهذه البساطة، لأنه عليك أن تتلقى دعوة للانضمام من أحد الأصدقاء، أو ربما من شخص غريب لا تعرفه، أو عليك انتظار دورك حتى تحصل على الموافقة للدخول!

نعم، هكذا هي الآلية التي يتم اتباعها في تطبيق «Clubhouse»، الذي أسسه كل من الأميركيين بول ديفيدسون وروهان سيث، ويعمل حالياً على الأجهزة التي تعمل بنظام iOS، إذ ذاع صيت التطبيق في الآونة الأخيرة على نطاق العالم كله من دون استثناء.

وبمجرد أن تصبح عضواً فيه، سوف يسمح لك بتحديد المواضيع التي تهمك، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ترفيهية وغيرها... كذلك، كلما قدّمت معلومات أكثر عن هواياتك زادت المجموعات أو الغرف الافتراضية التي ينصحك التطبيق بمتابعتها.

فكرة «Clubhouse» بشكل مختصر تجمع العديد من المميزات كراديو تطبيق «Talkback» والمكالمات الجماعية والاجتماعات على تطبيق «Houseparty»، فهو يشبه الغرف الافتراضية، الاجتماعات المغلقة أو الندوات المفتوحة، إذ يمكنك أيضاً إنشاء غرفتك الخاصة أو الانضمام إلى حوار عام والاستماع إليه مباشرة.

وفي حال أردت المشاركة، كل ما عليه فعله هو رفع يدك، حينها يكون القرار بين يدي المشرفين على النقاش، إما تحصل على الموافقة والسماح لك بالحديث، أو أن يتم تقديمك كمتحدث رئيسي في حال كانت لديك معلومات مثيرة، كما أنك قد تحظى بفرصة مناقشة شخصيات مهمة، إذ يقوم التفاعل عبر التطبيق بشكل كبير على وجود شخصيات بهويات معروفة وحقيقية.

الانتشار السريع

من أسباب رواجه هو هامش الحرية التي يوفرها للمستخدمين لنقاش مواضيع مختلفة من دون رقابة أو قيود خلافاً لتطبيق «Facebook» الذي أعلن أخيراً عن نيته الحد من المحتوى السياسي على منصته، كذلك من مزاياه أن المشاركات الصوتية لا يتم حفظها، وتختفي بمجرد خروج المشارك من الندوة الافتراضية، ما يضفي نوعاً من الخصوصية.

اختراق الخصوصية

الإشكالية المتعلقة بخصوصية البيانات في عملية الانضمام للتطبيق نفسه، تتعلق بطلب «Clubhouse» الوصول لجهات الاتصال - أرقام الهاتف والإيميلات - إلى غيرها من المعلومات المسجلة في قائمة المعارف الخاصة بالشخص الجديد حتى يتمكن الشخص من دعوة الآخرين للاشتراك في التطبيق.

كما لا يتصرف «Clubhouse» بالضرورة بخلاف التطبيقات الأخرى بالطريقة التي يجمع بها معلومات المستخدم وأرقام الهواتف الخاصة به عند التسجيل، لكن المستخدمين ربما لا يعرفون ذلك بالضرورة، علاوة على الطرق التي يمكن بها التحكم في إعدادات الخصوصية هذه محدودة وليست واضحة على الفور.

وحتى إذا رفض المستخدم منح التطبيق حق الوصول إلى قائمة أرقام الهاتف، فسيظل يرى هذه القوائم والتوصيات واقتراحات إضافة زملائه وأصدقائه، لأن أرقامهم ربما تم تحميلها بواسطة شخص آخر انضم إلى التطبيق ومنحه حق الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة به والذي يشمل رقم المستخدم الأول، وهكذا.

منافسة

على صعيد المنافسة، فقد كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن القائمين على شركة «Facebook» يسعون حالياً لاقتحام مجال المنصات الصوتية بعد الإقبال الصاروخي على تطبيق «Clubhouse»، وذلك بعد أن سبق وأطلق تطبيق «Twitter» تقنية التدوينات الصوتية، إلا أنه لم يحقق النتائج المرجوة لحد الآن.

مشاركة عربية

على الصعيد العربي، يرى كثير من مستخدمي التطبيق من مختلف الدول العربية أن تلك الإشكاليات التي طالت «Clubhouse» لن تحدّ من حماستهم وإعجابهم به، إذ أجمعوا بالقول على أن التطبيق الجديد قد وفّر لهم مساحة حرة وجديّة يستعيضون بها عن «التفاهة» والرقابة التي تتّصف بها بقية المنصات، لذلك يتوقعون له النجاح في تغيير عالم منصات التواصل الاجتماعي.

رأي الخبراء

من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء التقنيين بأن الانبهار في هذا التطبيق سيتراجع قريباً، ورجّح بعضهم القول إن التطبيق لن يتمكن من منافسة المنصات الاجتماعية الكبرى، خصوصاً أن بعضها يخطط لاستنساخ ميزاته.

الكويت حاضرة

الكويت لم تكن غائبة عن المشهد، إذ انتشر التطبيق بشكل كبير، خصوصاً بين المهتمين بالشأن السياسي والثقافي، والباحثين عن سقف حرية مفتوح للتعبير عن آرائهم.

«الراي» تواصلت مع بعض مستخدمي التطبيق، والبداية كانت مع الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي والكاتب ماضي الخميس، الذي قال: «نعم لقد سجّلت في هذا التطبيق وأعطوني غرفة خاصة بي، لكن حتى اللحظة لم أشارك ولم أستكشفه، مع ذلك رصدت الأصداء من (السوشيال ميديا) حيث انقسمت الآراء حوله ما بين معجبين به وآخرين غير معجبين ومشككين به».

وتابع الخميس: «أعتقد أن هذا التطبيق سيأخذ القليل من الأصداء، لكنه لن يعمّر طويلاً، بمعنى سيبقى موجوداً حاله كحال بقية برامج الدردشة، وقد يستخدم أكثر شيء في الجوانب الجادة.

ولا تنسى أن الناس في الوقت الراهن بحاجة إلى تطبيقات جديدة، خصوصاً أن آخر تطبيق تم طرحه هو (سناب شات) من 5 سنوات تقريباً، هذا لو تم استثناء تطبيق (تيك توك) الذي توجه إلى الشباب بشكل كبير، لهذا لم تجد له إقبالاً في العالم العربي».

من جانبها، قالت الكاتبة والمذيعة أسرار زكريا الأنصاري: «صحيح أنني قد فتحت حساباً في التطبيق (لكن للحين مادري شسالفة)، وفعلياً تم إشراكي بإحدى الغرف حيث إنني تكلّمت قليلاً فقط. وشخصياً رأيت أن التطبيق مكان مناسب ويتماشى مع طبيعة الكويتيين كونه مشابهاً للديوانية أو التجمعات، كما أشعر أنها سحبت قليلاً البساط من (تويتر) حيث إن الجميع باتوا على مدار 24 ساعة متواجدين في (كلوب هاوس)، ونسبة الكويتيين والمشاركات عالية جداً من شخصيات معروفة وأيضاً من عامة الشعب وأيضاً أشخاص سياسيين، والصدمة أن بعض النقاشات تمتد إلى 4 ساعات متواصلة (وسمعت ناس قعدوا من 1 لين 7)».

بدوره، قال الناشط السياسي عبدالعزيز السيف: «لا أرى في التطبيق الكثير من الخصوصية بعد انتشار كثير من النقاشات التي دارت في تلك الغرف، بالمقابل يمنح التطبيق بعض المميزات منها طرد مع (بلوك) لكل شخص يعمد على تسجيل المحادثة (Screen Recording)، بعد أن يمنح إنذاراً واحداً (بس تدري ممكن الواحد يصور من تلفون ثاني)».

وعن سبب إنشائه «النادي السياسي الكويتي»، قال: «رأيت أن الناس يتناقشون كثيراً في أفكار متعددة ولا يوجد مكان واحد يجمعهم، وفي حينها سمعت عن التطبيق (قلنا ندق الحديد وهو حامي) وعلى الفور تم إنشاء هذه الغرفة (النادي السياسي الكويتي)، وعمدنا لاختيار هذا الاسم حتى يكون عاماً من دون انتمائه إلى أي جهة، والهدف منه مناقشة الأمور المحلية التي تحصل في الكويت، وكذلك بعض الأمور العربية وسقف الحرية مفتوح للجميع، حيث إننا ناقشنا (التأزيم السياسي في الكويت، من المسؤول الحكومة أم المجلس؟)، وشارك في النقاش ما يقارب 200 شخص من نواب سابقين مثل فيصل اليحيى وناشطين سياسيين وعامة الناس محققاً أعلى نسبة مشاهدة بالكويت، وهو رقم رائع، خصوصاً أن كثيرين لم يسمعوا به بعد، إلى جانب أن الانضمام للتطبيق يحتاج إلى دعوة وموافقة».

وقالت الكاتبة والشاعرة سعدية مفرح: «دعاني للمشاركة بالتطبيق الزميل الشاعر السعودي عبداللطيف بن يوسف، وأنا أصلاً منحازة لكل جديد في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ وجدت نفسي كثيراً في منصة (تويتر) والتي تمنح مساحة للتعبير عن آرائي وآراء كل العاملين في الثقافة والإعلام والصحافة، وعندما سمعت عن (كلوب هاوس) أحببت تجربته وأيضاً لأحجز اسمي توحيداً له في كل وسائل التواصل الاجتماعي، ومنذ الاستخدام الأول له أحببته كثيراً (فيه ديناميكية وسرعة)، وشعرت بأنه ينافس (تويتر) بقوة الذي لم يسبق أن نافسه أي تطبيق آخر، كذلك ما أعجبني أننا من خلاله تخلصنا من ظاهرة (الذباب الإلكتروني) لأن كل واحد يدخل باسمه الحقيقي ورقم هاتفه الشخصي، ويتم النقاش بصوته وشخصيته، كذلك به نزول من المشاهير والفنانين والإعلاميين وأصحاب الملايين من المتابعات، إذ نزلوا من أبراجهم العاجية وأصبحوا كحال بقية الناس، لأن المطلوب هو أن تتكلم أكثر ليعرفك الناس أكثر، ورأيت بحسب رصدي الشخصي أن الإقبال الأكبر من السعودية ثم الكويت بعدهما بقية دول الخليج العربي».

وعن مدى الخصوصية، قالت: «أعتقد أن به خصوصية، إذ لا يتمكن أي شخص من دخوله من دون تلقي دعوة من شخص موجود أساساً بالتطبيق، وأيضاً هو متاح حالياً لمستخدمي (الآيفون)، أما عن سقف الحرية فهو مفتوح، ولا أعلم ربما الناس تشجعوا على الكلام بصراحة لأنه لا يحتفظ بأي تسجيل لك تقوله (تقول اللي تبيه وبعدها يروح أدراج الرياح) ويستقر في أذهان من سمعه فقط، كونه يمنع أيضاً من تسجيله كدليل عليك، ومن يفعل ذلك يتم حذف حسابه بعد تحذير واحد».

تأثير إيلون ماسك الملياري

كان الملياردير الأميركي ومالك شركة تسلا، إيلون ماسك نقطة التحول الرئيسية في شعبية هذا التطبيق، حين قرّر إجراء نقاش مفتوح بينه وبين ملياردير آخر هو فيلاد تينيف، الرئيس التنفيذي لشركة روبن هود، بعدها بأيام قليلة ارتفع عدد مستخدمي هذا التطبيق بشكل كبير ليصل إلى أكثر من مليوني مستخدم وتقفز القيمة الشرائية للتطبيق لتتجاوز حاجز الملياري دولار أميركي.

وقبل أيام طلب ماسك إجراء محادثة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تطبيقه المفضل الجديد: «Clubhouse».

ووجه الرئيس التنفيذي لـ«تسلا» يوم السبت تغريدة للحساب الرسمي للكرملين على «تويتر» يستفسر فيها عمّا إذا كان الرئيس الروسي يرغب في الانضمام إليه في محادثة على التطبيق الصوتي فقط.

وكتب ماسك في تغريدته: «هل ترغب في الانضمام إليّ لإجراء محادثة على Clubhouse؟»، ثم أعقبها بتغريدة أخرى باللغة الروسية كتب فيها: «إنه لشرف عظيم أن أتحدث إليك».

ولم يرد الكرملين على طلب ماسك حتى الآن. ومن غير الواضح ما إذا كان هناك اهتمام من جهة بوتين للتحدث مع ملياردير التكنولوجيا. ولم يرد مكتب الرئاسة في الكرملين على الفور على طلب للتعليق.

ولا يعد بوتين الشخصية العامة الوحيدة التي دعاها ماسك للدردشة، إذ غرد ماسك أخيراً أنه من المقرر أن يظهر على المنصة هو ومغني الراب الملياردير كانييه ويست، إلا أنه لم يعلن بعد عن أي تواريخ لجلسة اجتماع الثنائي على المنصة.

وسبق أن دعم ماسك تطبيق «سيغنال» وحضّ متابعيه على استخدامه قبل أن يشجّعهم على استخدام «Clubhouse».

دعوات للبيع

مع حصر المشاركة في التطبيق بتوجيه الدعوات، سعى عدد من المستخدمين إلى «بيعها»، عبر عرضها على المنصات الإلكترونية.

ديفيدسون: نوع جديد من العلاقات البشرية!

أوضح مؤسس تطبيق «Clubhouse» والرئيس التنفيذي بول ديفيدسون أن «الفكرة هي أنه (التطبيق) مكان يتعلق بالتواصل الحقيقي مع غيرنا من البشر، (...)، إنه نوع حديث نسبياً في عالم الشبكات الاجتماعية، أو على الأقل في أميركا، لكنه أقدم أدوات التواصل البشري، كنا نجتمع مع الناس ونتحدث منذ مهد الحضارات، هذا شيء بشري جداً، ولهذا فإن هدفنا هو صناعة نوع جديد من الشبكات يتعلق بالعلاقات البشرية الحقيقية، لا عن جمع تسجيلات أو الإعجاب أو المتابعات، وقد وجدنا أن الصوت مجال قوي جداً».

وعن السبب وراء أن الدخول للتطبيق يقتصر على الدعوات فقط، أوضح ديفيدسون في لقاء تلفزيوني على إحدى القنوات الأميركية: «منذ بدايات (Clubhouse) كان هدفنا فتحه بأسرع وقت ممكن، والسبب الوحيد هو أنه غير متاح للعالم بعد هو لأن فريق العمل صغير جداً، ونريد الحرص على أن تتسع التجربة على نطاق أوسع قبل أن نفتحه، إذ نحاول الحرص على أن تصبح التجربة للمستخدمين أفضل بزيادة عدد المستخدمين الجدد بدلاً من الأسوأ، لكن هدفنا هو بناء هذا للجميع، ولهذا فإننا بالضبط لا نعرف متى سنفتحه، لكن ما نفعله هو أننا نحاول استكشاف ما سيحصل عندما نزيد عدد الدعوات قليلاً، وإذا استمرت التجربة في الاتساع فسنستمر في الانفتاح أكثر، لذلك آمل أن نفتح للجميع خلال أشهر، ونحن متحمسون جداً لإطلاق المنصة على (آندرويد) وترجمتها للغات أخرى حتى يتسنى للجميع من حول العالم تجربة (Clubhouse) بطريقة تبدو معتادة لهم».

أما عن الخصوصية، فقال: «نترك المجال أمام صنّاع المحتوى، إذ لطالما نقول (صنّاع المحتوى أولاً) هذا أحد أكبر شعاراتنا، وهذا ما يدفع الكثير من قراراتنا المتعلقة بالمنتج، ولهذا إن كنت تريد استضافة محادثة كبيرة علنية وتريد السماح للناس بتسجيلها، لا مانع في ذلك، يمكنك فعله بعد الحصول على إذن حصري من المستخدمين، وإذا أردت إجراء محادثة أكثر خصوصية فلا مانع من ذلك أيضاً».