... إلى متى يا عرب؟

9 فبراير 2021 10:00 م

«قدم أداءً مشرّفاً»، «خرج بنتيجة مشرّفة»، «اكتسب خبرة كبيرة»... هذه هي «الدروس المستفادة» من 99 في المئة من المواجهات الرياضية، كرة القدم بالتحديد، بين فريق عربي وآخر أوروبي انتهت بنتيجة ليست بـ«القاسية».

نضيف إليها، اليوم، «برشلونة وعظمته خسر أمامه 2-8».

لا نتحدث هنا بالتحديد عن فريق الأهلي المصري بطل أفريقيا، بعد خسارته أمام العملاق الألماني بايرن ميونيخ بطل أوروبا، بهدفين نظيفين، الاثنين، في الدور نصف النهائي لمونديال الأندية في قطر، بل عمّا تبع اللقاء من تعليقات في غير وسيلة وموقع للإشارة إلى الفارق الكبير بين الفريقين، إلى حدّ اعتبار «المارد البافاري» من كوكب آخر.

حتى المعلّق المصري على المباراة، أحمد الطيب، قال خلال إحدى هجمات «بايرن» التي شهدت تحوّلاً سريعاً من الدفاع إلى الهجوم: «بيطلعوا مِنين دوُل (اللاعبين)؟ دوُل بيلعبوا زيّنا ولّا بيلعبوا زيّنا مرتين؟».

بالتأكيد أنّ هدفي البولندي روبرت ليفاندوفسكي لا يكفيان للدلالة على واقع عربي مرير. نحن لا نتحدث هنا عن أي نادٍ، بل عن كيان عريق اسمه الأهلي.

فإذا كان للأهلي الشجاعة إلى حد التفكير في إمكان الصمود أمام بايرن ميونيخ، فما القول في غيره من فرق عربية اكتفت منذ ولادتها بمقارعة الجيران والبناء على تاريخ محلي فضفاض، لا يلبث أن يتحول إلى استسلام تام أمام أي خصم «خارجي».

مضت عقود ونحن نسمع «اللازمة» نفسها، وتتمحور دائماً حول أن «الغرب أقوى منّا»، وأننا «نحتاج إلى سنوات ضوئية للحاق بفرقه».

هي كذبة صدّقناها في كل مرة يطلق أحدهم وعوداً طموحة في إمكان تحدي الأندية الأوروبية فعلياً.

علينا الاعتراف كعرب بأننا لن نتمكن يوماً من اللحاق بهم.

وإن كان للمستقبل حدود، لكان الأجدر بنا الاستسلام لواقع البدايات الآخذة بتكرار ذاتها إلى ما لا نهاية قبل أن تصطدم بجدار الفشل.

في مونديال الأندية نفسه، تيغريس المكسيكي بطل أندية الـ«كونكاكاف» (اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) حقق المفاجأة في نصف النهائي الثاني بفوزه على بالميراس البرازيلي بطل كأس ليبرتادوريس بهدف.

هنا يختلف المشهد. أميركا الجنوبية، ببرازيلها وأرجنتينها، هي أشبه بـ«البعبع» لشقيقتها الشمالية، إلا أن تيغريس لم يَخَفْ ولم ترتعد فرائصه وأسقط بالميراس.

عندهم هم، لا وجود لـ«مشاركة مشرفة»، عندهم فوز مع ما يتبعه من فوائد أو خسارة مع ما يتبعها من ضرورة عمل، وهذا ما يجب أن نتعلمه كعرب.

أما الاستفادة من المشاركة في بطولة كبرى، فهذا يأتي في آخر سلم الأولويات.

الرياضة ربح وخسارة، وكفانا تحويراً لهذا الواقع.

بعد المباراة أمام الأهلي، قال أفضل لاعب في العالم للعام 2020، ليفاندوفسكي: «كنا نحبّذ لو سجلنا الهدف الثاني في وقت أبكر، لكنّنا الآن في النهائي.

علينا التركيز على مباراتنا ضد تيغريس (الخميس).

نريد الفوز بلقب آخر، السادس للموسم. الأهم مازال في انتظارنا».

والسؤال هو: ما «الأهم» الذي ينتظرنا كعرب؟ الإجابة الدائمة: الله أعلم.

مدرب الأهلي، الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، والذي سيواجه فريقه بالميراس، الخميس، على المركز الثالث، أقرّ أن لاعبيه واجهوا الكثير من الصعوبات أمام خصم قوي مثل «بايرن»، قائلا: «تفهمون الآن لماذا بايرن ميونيخ هو الأفضل في العالم حالياً، لقد وضعونا أمام ضغوطات كبيرة، الأمور لم تسر كما اشتهينا بالطبع، لقد حرمونا من الكرة، ولم يمنحونا الفرصة كي نلعب بالطريقة التي أردنا».

تصريح ديبلوماسي لا يقدم ولا يؤخر، و«كأنه لم يكن».

ورغم سعادته بالتأهل الى النهائي، لم يكن مدرب «بايرن» هانزي فليك راضياً تماماً عن الأداء، إذ قال: «الفوز كان عن جدارة واستحقاق بعدما سيطرنا على المجريات، لكن هذا لا يعني اني راضٍ تماماً عن الأداء كل الوقت... سجلنا هدفاً وتأخرنا في التعزيز».

وعن مواجهة تيغريس في النهائي، قال: «تابعت مباراة نصف النهائي الأول.

اعتقد ان تيغريس فريق قوي يقدم كرة قدم جيدة.

أظهر حضوراً جيداً على المستوى التنظيمي والتكتيكي أيضاً ولديه قدرة على الاحتفاظ بالكرة، وبالتالي يجب أن نستعد جيداً حتى نحقق الهدف الذي جئنا من أجله».

... إلى متى يا عرب؟