خلال أيام الجامعة خصوصاً أيام الانتخابات، كان الحماس يلقي بظلاله على الأجواء الطلابية، وكل منهم يبتكر شعاراً مناسباً لوضعه الانتخابي، فالقائمة الفائزة العام الماضي ترفع شعار (ليستمر العطاء والتميز) لتضمن استمرار تصويت الطلبة لها، بينما ترفع القوائم المنافسة لها شعاراً مغايراً يحرض على التغيير لمجرد التغيير (من أجل التغيير). الظاهر أن الحركات الطلابية والشبابية أصبحت تقود الشارع السياسي في الكويت، فحركة «نبيها خمس» أتت بثمارها وتحولت الدوائر إلى خمس، وهذه الأيام بدأت حركة شبابية برفع شعار (ارحل... نستحق الأفضل)، وهو موجه لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد كي يقدم استقالته، وذلك، وكما يقولون، لأنه وحده سبب التدهور السياسي، وأصل الفساد الإداري الذي حل بالكويت طيلة العقود الثلاثة الماضية. والله عيب يا شباب هالكلام، لا تكونوا حطباً لفتنة سياسية بين أطراف السلطة لا تعلمون كنها ولا طبيعتها، ولمصلحة من ترددون شعارات لا تدركون مستقبلها، فمن هو الأفضل في وجهة نظركم، وهل التغيير الذي تريدون لمجرد التغيير فقط، وهل الرحيل المطلوب لمجرد الرحيل حتى يأتي غيره. (الأفضل) مختلف عليه لدى كثير ممن يردد هذا الشعار، فبعضهم يعشق ناصر صباح الأحمد، وآخرون يحلفون برأس أحمد الفهد، وجماعة ثالثة لا هم لها إلا تلميع جابر المبارك، أما محمد الصباح فلا بواكي له. ومع اختلافهم هذا، إلا أنهم اتفقوا في الوقت الحالي على رحيل ناصر المحمد وبس، هذا هو المهم.
سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد يتحمل جزءا كبيراً مما تعانيه الكويت خلال الأعوام الثلاثة الماضية كونه رئيس السلطة التنفيذية، المهيمنة على مصالح الدولة حسب نص الدستور، ومع اقرارنا بهذا الأمر إلا أننا يجب أن نقر بوجود خصوم سياسيين للشيخ ناصر المحمد، همهم الوحيد إسقاطه على المستوى السياسي، حتى لو كلفهم ذلك حاضر ومستقبل الكويت، شعارهم (عليَّ وعلى أعدائي).
في الأفق
جاء عن عمر بن الخطاب: لست بالخب (المخادع)، ولا الخب يخدعني.
د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
[email protected]