معارك صغار المستثمرين والحيتان غير متاحة محلياً

هل تركب بورصة الكويت قطار فوضى... «غيم ستوب»؟

2 فبراير 2021 10:00 م

- «إقراض واقتراض الأسهم» غير مفعّلة محلياً رغم إتاحة الخدمة
- الترخيص لخدمة مشورة التداول... لم يتقدّم أحد
- «هيئة الأسواق» لا تشعر بقلق التعرّض لسيناريو الصفقات القصيرة
- نسبة العمولة لا تُغري الشركات على خدمة إقراض واقتراض الأسهم
- إحالة الغامزين على «تويتر» للنيابة والكويت بدون منصات دردشة مشابهة

بينما تتوالي تداعيات اضطراب سوق الأسهم الأميركية المترتبة على عملية «تكسير العظام» بين «بارونات وول ستريت» وصغار المستثمرين، والتي صعدت بأسهم بعض الشركات وعلى رأسها متجر الألعاب غيم ستوب «GameStop» من 20 إلى أكثر من 325 دولاراً، ينفتح تلقائياً النقاش محلياً، هل يمكن أن يتكرر سيناريو التلاعب في بورصة الكويت من نافذة إقراض واقتراض الأسهم، وبمعنى أدق هل تركب بورصة الكويت قطار فوضى «غيم ستوب»؟ وما إذا كانت هيئة أسواق المال تشعر بالقلق من ذلك؟

من حيث المبدأ أشارت مصادر مسؤولة لـ«الراي» إلى صعوبة تكرار استهداف موجة شراء الشركات من خلال اتخاذ المستثمرين المؤسسين صفقات قصيرة مقابلها، مراهنين على تراجعها، موضحين أنه إذا كانت «هيئة الأسواق» أقرّت بالفعل خدمة إقراض واقتراض الأسهم ضمن تعديلاتها الأخيرة، إلّا أنه على أرض الواقع لا توجد حتى الآن أي شركة تقدم هذه الخدمة، وهذا ما تؤكده بيانات الإيداع المركزي للأسهم في الشركة الكويتية للمقاصة.

ويتردد في هذا الخصوص أن سبب عدم توافر خدمة إقراض واقتراض الأسهم محلياً يرجع إلى نسب العمولة التي يبدو أنها لا تُغري الشركات على تفعيل هذه الصفقات، إضافة إلى ذلك فإنه لا يوجد في الكويت صناديق تحوّط، ما يضعف احتمالات فتح معارك بين الحيتان وصغار المستثمرين بشكل كامل أقله حتى الآن، خصوصاً أن خدمة إقراض واقتراض الأسهم غير مفعّلة.

إعادة شراء

وتسمح هذه الخدمة بأن يقوم المستثمرون باقتراض أسهم لا يمتلكونها ثم يبيعونها على أمل انخفاض سعرها، ثم يقومون بإعادة شراء هذه الأسهم، وهو ما يُعرف باسم «التغطية»، بمجرد انخفاض سعرها وإعادة الأسهم إلى الطرف الذي اقترضوها منه في المقام الأول، ما يعاكس الطريقة التقليدية التي يحاول بها المستثمر عادة جني الأموال وهي شراء سهم وهو منخفض وبيعه عندما يرتفع.

لكن ماذا لو قاد مستخدمو أسهم بعض الشركات للصعود بشكل كبير، من خلال إحداث نشاط قوي عبر ما يُعرف باسم غرف الدردشة أو مواقع تجميع الأخبار الاجتماعية «Reddit» مثلما حدث مع«غيم ستوب»؟

توصيات غير مسؤولة

وفي هذا الخصوص نوهت المصادر بأنه لا يوجد في الكويت منصات دردشة مشابهة، مبينة أن «هيئة الأسواق» تشترط لتقديم مشورة تداولات الأسهم أن يكون صاحبها حاصلاً على رخصة من الجهات الرقابية للقيام بهذا النشاط، بما يساعد في تفادي التوصيات غير المسؤولة سواء بيع أو شراء، ولفتت إلى أنه وحسب البيانات المتاحة لم يتقدّم أي شخص أو جهة محلية للحصول على ترخيص تقديم المشورة لعمليات البورصة حتى الآن.

أما بالنسبة لإمكانية استغلال منصات التواصل الاجتماعي النشطة بالأساس محلياً، وتحديداً «تويتر» في إشعال بعض الأسهم من خلال الغمز بمستقبلها؟ أفادت المصادر بأن «هيئة الأسواق» تعي جيداً أهمية الاستخدام الواسع للرسائل المضاربية عبر الإنترنت، وأنها لذلك تراقب نشاط السوق يومياً وتقيمه مع المعنيين، حيث يجري فحص المعاملات غير العادية للتأكد من مطابقتها للقانون.

منصات الترويج

وبيّنت، أنه سبق وأن أحالت إلى النيابة أشخاصاً استخدموا منصاتهم في الترويج لسهم ما بشكل مباشر أو غير مباشر، مشيرة إلى أنه جرى تغريم بعض المحالين للنيابة في هذا الخصوص بالفعل، مع ردهم لمبالغ المنفعة التي حصلوا عليها، مؤكدة أن الناظم الرقابي يسعى وبشكل استبقية دائماً للتضييق على استخدام أي أداة تلاعب أو حيلة في شراء أو بيع الأسهم.

ولفتت المصادر، إلى أنه إذا كان شخص ما ينشر على أحد الحسابات أنه متحمس جداً ويشتري أسهماً في شركة، من أجل إضافة الوقود إلى الارتفاع في حين أنه يبيع تلك الأسهم، فهذا يجعله يواجه تهماً بانتهاك القانون بتهمة التلاعب بالسوق، خصوصاً إذا أدى نشاطه بهذا الشأن إلى خلق فقاعة قد يتسبّب انفجارها في خسائر لبعض المستثمرين.

ماسك يغيب عن تويتر بعد أن أشعل «GameStop»

أعلنت لجنة الأوراق المالية والبورصات SEC يوم الجمعة أنها كانت تبحث في ما حدث عندما قاد مستخدمو غرف دردشة Reddit أسهماً في حفنة من الشركات - بما في ذلك متجر الألعاب غيم ستوب – للصعود بشكل كبير.

وبينما نجح المستثمرون الأفراد في الضغط على مستثمرين مؤسسيين كبار، لا يرجح الخبراء أن أفعالهم ترقى إلى مستوى التلاعب بالسوق، وفقاً لما ذكرته «فايننشال تايمز».

وتراجعت أسهم «GameStop» في تعاملات ما قبل افتتاح أمس الثلاثاء، استكمالاً لانخفاض كبير الاثنين، حيث انخفض السهم 41 في المئة ليخسر نحو 92 دولاراً، والذي أغلق تعاملات يوم الأحد الماضي عند أعلى مستوياته بالقرب من 350 دولاراً صعوداً من 20.

وربط البعض الزيادة الكبيرة في قيمة سهم الشركة بتغريدة من رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، والتي كانت كافية برأيهم لدفع السهم إلى 325 دولاراً بحلول27 يناير.

وأعلن ماسك في تغريدة قصيرة جداً بعد ذلك أنه سيغيب لفترة عن التطبيق، بعد أن أدخل نفسه وسط معركة بمليارات الدولارات على أسهم «GameStop» ليعتبر بطريقة أو أخرى من مناصري صغار المستثمرين.

وعاشت «GameStop» فترات متقلبة جداً وقريبة من حافة الانهيار تقريباً 2020، لكنها حصلت على دفعة جيدة إلى حد ما بعد قيام «مايكروسوفت» بشراء نسبة من الأسهم، الأمر الذي أدى إلى دفعها إلى الاستقرار قليلاً.