رأي قلمي

الذهنية المنفتحة...!

30 يناير 2021 10:00 م

مع تقدم الثورة التقنية، وسهولة اتصال شعوب العالم بعضها ببعض، وتيسر سبل الانتقال وتشابك المصالح... فإننا في حاجة اليوم - أكثر من أي وقت مضى - إلى نشر ثقافة عريضة تؤمن بوجود التنوع، وتنفتح على التعامل الراقي والعادل معه على أنه تعبير عن رقيّ البشرية وتقدمها، وهو ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة.

وفي هذا السياق،فإن إدارة التنوع هي عبارة عن مجموعة من الإستراتيجيات والسياسات والمفاهيم والقيم والمناهج والبرامج والأنشطة التي تساعد المجتمعات على امتلاك الذهنية المنفتحة، وعلى العثور على القدر الكافي من القواسم والأرضيات المشتركة ما يجعلها تتعايش وتتكاتف على إنجاز حياة مشتركة ومستقرة ومزدهرة.

والذهنية المنفتحة تعني اعتقاد الشخص أنه ليس الأكمل ولا الأفضل، وأن ما لديه من أفكار ومفاهيم ليست صائبة دائماً، وعاداته وتقاليده، فيها ما هو صالح، وفيها ما ينبغي الخلاص منه، حين يعتقد كل شخص ذلك فهذا يعني أنهم قادرون على التعايش والتغافر والتفاهم.

إن تكوين ذهنية منفتحة لدى عموم المجتمع يشكل أساساً عميقاً لقبول التعددية وإدارة التنوع، حيث إن الانغلاق الذهني يفضي إلى التعصب، والتعصب للعرق أو الطائفة الإثنية، هو العدو اللدود للعيش المشترك.

الانغلاق الذهني ليس ذهنياً بالمعنى الدقيق، وإنما هو انغلاق ثقافي، أي تبني أو حمل الطائفة أو الإثنية أو القبيلة... أفكاراً مغلوطة عن نفسها وعن الآخرين، وحمل مشاعر تكبر واستعلاء بالذات إلى جانب مشاعر الكره للآخرين أوالاستخفاف بهم.

لا يخفى على أحدٍ منّا فنحن جميعاً في حاجة إلى امتلاك التفتح الذهني المؤطر بالإطار الشرعي، وهو المشروط بالتحررمن الكثير من الأفكار والانطباعات الموروثة، والتي لم يكن لها من دور سوى المباعدة بين الناس والتمهيد للفتنة والانشقاق والاقتتال، وهذه مهمة إصلاحية وحقوقية وفكرية جليلة!

[email protected]

‏mona_alwohaib@