مساء الأربعاء صدرت الموافقة على إعادة افتتاح مراكز وصالات الترفيه، وضحى الخميس جاء قرار مناقض بإلغاء الموافقة تحت وطأة الغضب الشعبي... وما بين القرار ونقيضه، شهدت الكويت انتقادات واسعة لصدوره، في ظل الوضع الصحي غير المستقر مع خطر انتشار الفيروس المتحور من جهة، واستمرار إغلاق المدارس والحضانات وحتى المطار من جهة ثانية، لتثمر الحملة، وتقطف تراجعاً من الجهات الحكومية المعنية عن قرارها، وإبلاغ مسؤولي المراكز والصالات بعدم فتح أبوابها أمام الجمهور.
وبين هذا وذاك، تلقت مراكز الألعاب الترفيهية، سواء في المجمعات التجارية، أو المرافق الترفيهية، قرار السماح بلهفة، فعمدت ومنذ مساء أول من أمس، إلى نفض الغبار عن ألعابها ووسائل التسلية فيها، استعداداً لاستقبال الأطفال والباحثين عن الترفيه، فيما انتظر بعضها حتى صباح أمس للاستعداد والفتح، حتى أن بعضها استقبل الرواد من الأطفال، كما وثقت ذلك كاميرا «الراي»، ليأتي القرار المناقض بمنع فتح المحلات ويصيب القائمين عليها بخيبة أمل مع ضياع استعداداتهم.
وعمّمت بعض المجمعات على مراكز الألعاب فيها مساء أول من أمس بأن «الجهات الحكومية المختصة سمحت، بإعادة افتتاح مراكز وصالات الترفيه والتسلية ولعب الأطفال، ما عدا دور السينما، اعتباراً من اليوم الخميس (أمس) من الساعة 10 صباحاً الى 10 مساء، مع الالتزام بجميع الاشتراطات الصحية»، فيما عادت ظهر أمس إلى التعميم بـ «إلغاء السماح بإعادة فتح الأنشطة بناء لقرارات الجهات الحكومية المختصة» أيضاً.
ومع إلغاء القرار، لم تتوقف حملات الانتقاد التي صدرت من اتجاهات عدة، معظمها ذات طابع شعبي، شددت على أن الكويت اتخذت منذ أيام قراراً بتقليص الرحلات الجوية الآتية للكويت، وتأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من تشغيل المطار، وقبلها تأجيل الانتقال إلى المرحلة الخامسة من مراحل العودة للحياة الطبيعية، فكيف يأتي قرار فتح المرافق الترفيهية؟ كما كان للجانب التربوي رأيه وموقفه، حيث انتقد تربويون القرار، في ظل البقاء على إغلاق المدارس والحضانات، لاسيما هذه الأخيرة التي يكون ضبط الإجراءات الصحية فيها أكبر، مع وجود مختصين وتربويين، مؤكدين أن من باب أولى أن يتم فتح الحضانات قبل المراكز الترفيهية، لسببين: الأول ضبط الإجراءات الترفيهية، والثاني أن الحضانات لها أهميتها التربوية والنفسية على صحة الأطفال، كما أنها مراكز عمل للقطاع الخاص، ومن هنا طالبت مجموعة من أصحاب الحضانات الجهات المعنية، بالسماح بعودة فتح الحضانات، منتقدين غياب الرؤية لدى الجهات المعنية في شأن موعد إعاة فتح الحضانات، الذي دفع إلى ابتكار أفكار جديدة للمساهمة في رعاية الطفل.
مسؤولية «الشؤون»
وقال فايز سيف الشمري، وهو صاحب حضانة، إن «التأخر من قِبل وزارة الشؤون بعدم إصدار أي قرار أو تحديد تاريخ للعودة سبب إرباكاً كبيراً، لأصحاب الحضانات، ووضعهم في حرج مع العاملين لديهم، وكذلك مع أصحاب العقارات المستأجرة»، مشيراً إلى أن وزارة الصحة أرسلت الاشتراطات الصحية لفتح الحضانات لوزارة الشؤون، إلا أن الأخيرة لم تبادر لمتابعة تطبيق هذه الاشتراطات.
وأضاف الشمري ان «الحضانات من أهم المؤسسات التعليمية في البلد وهي تساهم في رعاية أكثر من 50 ألف طفل من إجمالي 300 ألف طفل في جميع محافظات الكويت حسب الاحصائيات الرسمية، إلا أن هذا القطاع الحيوي مظلوم لوجوده تحت إدارة وزارة الشؤون التي لم تتحمل مسؤولياتها».
بيئة الطفل غير آمنة
من جانبها، استعرضت زينب الكندري، وهي أيضاً صاحبة احدى الحضانات، أبرز العقبات التي تواجه دور الحضانة، نتيجة الإغلاق المستمر منذ عام، ومن دون موعد قريب لعودتها إلى العمل.
وقالت «لم يتم وضع خطة لعودة الحضانات للعمل حتى الآن، ولا نعلم حتى الآن عن أي خطّة للعودة التدريجية للحضانات ضمن خطة الحكومة في عودة الحياة تدريجياً، مع استعدادنا لاتخاذ جميع الاجراءات الوقائية اللازمة لخدمة الاطفال وذويهم».
وأشارت إلى أن «الأطفال اليوم محرومون من التواصل الاجتماعي، بسبب غيابهم عن المدارس والحضانات، إلى جانب حرمانهم من الوعي الثقافي والتعليمي، حيث يقضون معظم أوقاتهم في السهر أمام التلفاز والنوم صباحاً والسياحة في المولات، وعليه أصبحت بيئة الطفل غير صحية وآمنة».
بدورها، أكدت صاحبة احدى الحضانات، هيا السنافي، أهمية دور الحضانات وما تقدمه من رعاية وتعليم وتقويم سلوك الأطفال، مبينة أنها الجهة الوحيدة القادرة على التعامل مع الطفل في مراحله العمرية المبكرة.
وقالت إن «غياب الحضانات له دور سلبي على صحة الطفل النفسية والفكرية، ودور سلبي أيضاً على الأهل، إذ نرى العديد من أولياء الأمور اضطروا لتقديم إجازات أو استقالات للتواجد مع أطفالهم بالبيت، بالإضافة إلى الضغط النفسي على الطفل لعدم فهمه سبب جلوسه بالمنزل وعدم قدرته على التفاعل المباشر مع اقرانه واصدقائه».
وتابعت: «حالياً نرى الأطفال متواجدين بكثرة في المجمعات التجارية بهدف التسلية بعيداً عن المنزل، وهذا لا يعد حلاً سليماً ولا يصلح لتعويض الطفل عن حضانته وأصدقائه».
وعن عدم إدراج عودة الحضانات للعمل ضمن خطة الحكومة للعودة التدريجية، قالت السنافي: «الحضانات لم يتم إدراجها بأي مرحلة من المراحل الخمس، كما لم يتم إبلاغنا بموعد محدد للفتح من شهر مارس الفائت إلى الآن، ناهيك عن الخسارة المادية والمعنوية لقطاع الحضانات».
صناديق تعليمية للطفل في البيت
شرح فايز الشمري الواقع الذي تعيشه الحضانات بعد إغلاقها، مبيناً أن «الكثير من أصحاب الحضانات توجه إلى التكيف مع هذا الواقع بطرح الكثير من الأفكار للمساهمة في إنقاذ الطفولة، وبدأت الافكار بإعداد صناديق تعليمية ترسل للطفل في البيت ويتم البدء في الخطوات التعليمية مع المعلمة في الحضانة عن طريق وسائل التواصل»، مبيناً أن «هذه المبادرات من أصحاب الحضانات تسعى لإنقاذ القطاع من هذا الانتحار الذي يمارس من بعض القيادات في الحكومة».
متنفس اللعب والتعليم
أكدت زينب الكندري أهمية دور الحضانات وما تقدمه من رعاية وتعليم وتقويم سلوك الأطفال، حيث تقوم الحضانات بأدوار فاعلة ومؤثرة في المجتمع على الصعيد النفسي والاجتماعي للأطفال الذين يحتاجون إلى متنفس للتعلم واللعب، مبينة أهمية تنظيم عمل الحضانات وفق خطة لاستقبال الأطفال بأمان وضمن أكثر طرق الوقاية.
جاهزون لعودة الأطفال
أكدت هيا السنافي قدرة الحضانات واستعدادها لاستقبال الأطفال بأمان وضمن أكثر طرق الوقاية، ولفتت إلى أنه «منذ الايام الأولى لانتشار المرض قامت الحضانات بتجهيز ودراسة الخطط اللازمة للعودة وهناك الكثير من الأمثلة الناجحة في دول الخليج، كما قمنا بإرسالها الى جميع الجهات ذات الاختصاص مثل وزارتي الصحة والشؤون»، مبينة أن الحضانات على استعداد تام لمناقشة هذه الخطط تمهيداً للعودة التدريجية لكن لم يكن هناك أي استجابه أو حتى إعطاءنا موعداً للعودة.