مع اتخاذ العالم إجراءات احترازية أكثر تشدداً تجاه السلالة الجديدة لفيروس كورونا المتحوّرة المكتشفة أخيراً في المملكة المتحدة، بهدف تطويق انتشارها السريع، جاء إعلان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن أن «المعطيات الحالية تشير إلى أن السلالة الجديدة تعد أكثر فتكاً من مثيلاتها» لتعطي سبباً جديداً وقوياً لمزيد من الإجراءات الاحترازية التي تتخذ على امتداد العالم، وصولاً للكويت.
وفي هذا السياق، اعتبر طبيب الصحة الوقائية الدكتور عبدالله عادل بهبهاني أن «التحور سمة طبيعية في الفيروسات، وخاصة التي تحتوي على الحمض النووي الريبوزي، حيث إن هناك آلاف الطفرات لفيروس كورونا (سارس 2) إلا أنه يعتبر أقل تحوراً من فيروس الإنفلونزا، ولذلك يستبعد أن تتمخض سلالة جديدة عن تلك التحورات».
و بيّن بهبهاني لـ«الراي» أن «الأبحاث أثبتت فعالية اللقاح ضد طفرة (N501Y) التي يعتقد أنها مسؤولة بشكل كبير عن سرعة انتشار الفيروس في بريطانيا، إلا أنه لم يعلن بشكل قاطع عن مدى الفعالية ضد الطفرة (E484K) التي يعتقد أنها قد تتمكن من التهرب من الأجسام المضادة المحيدة»، إلا أنه خلص إلى أن «مصنعي اللقاحات قد وضعوا في الحسبان تحورات الفيروس وبالتالي تم تصميم اللقاح ليحدث استجابة مناعية واسعة النطاق من نوع Polyclonal antibodies أي أنها تغطي كل نطاق البروتين الشوكي.
وبالتالي يلزم لتعطيل فعالية اللقاح حدوث تغيير كامل في نطاق البروتين الشوكي الأمر الذي يستبعد حدوثه. وحتى لو حدث فإن تكنولوجيا الحمض النووي المرسل (mRNA) تتيح صناعة لقاح جديد في غضون أسابيع قليلة، دون الحاجة لإعادة اختبارات السلامة والفعالية من جديد».
وأشار إلى ما أعلنته شركة موديرنا عن أن اللقاح المضاد لـ«كوفيد-19» لا يزال فعالاً ضد النسختين البريطانية والجنوب أفريقية، حسب دراسات تحييد الأمصال في المختبر التي أجرتها الشركة، مع وجود انخفاض بمقدار ست مرات ضد النسخة الجنوب أفريقية (B.1.351) وبالرغم من ذلك تقول الشركة إنه لا يزال فعالاً ويوفر الحماية، إضافة الى أن الشركة تطور جرعة ثالثة معززة ضد التحور المذكور بمسمى «mRNA-1273.351».
في غضون ذلك، حصل مركز الأبحاث الروسي «فيكتور» على أول صورة في العالم للسلالة البريطانية من فيروس كورونا.
وفي بيان المركز الإعلامي للوكالة الفيديرالية لحماية حقوق المستهلك «روس تريب نادزور»، ذكرت أنها المرة الأولى في العالم التي يتم فيها تصوير السلالة البريطانية لفيروس كورونا، من مريض في ديسمبر الماضي، بعد الحصول على صورة الفيروس تحت المجهر كجزء من دراسة خصائصه.
في السياق ذاته، كشف كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، أن البيانات من بريطانيا حول سلالة كورونا الجديدة تشير إلى أنها «أكثر فتكاً».
وفي حديثه مع شبكة «سي بي أس» الأميركية، قال فاوتشي: «عندما درس المحققون البريطانيون معدل الوفيات لفئة عمرية معينة، وجدوا أنها كانت وفاة واحدة لكل ألف، ثم ارتفعت إلى 1.3 لكل ألف في مجموعة معينة، وهذه زيادة كبيرة، لذا فإن أحدث البيانات تتفق مع ما يقوله البريطانيون».
وأضاف «نريد أن ندرس هذه البيانات بأنفسنا، لكن لدينا كل الأسباب لتصديقها. إنهم (البريطانيون) مؤهلون جدا».