رسائل في زجاجة

جوهرة الخليج

18 يناير 2021 10:00 م

إنها الكويت جوهرة الخليج، دولة مانحة لمعظم الدول المحتاجة، ذات شعب مثقف وإعلام بارز بين الدول العربية. دبّ الفساد فيها ونخر الخراب في أجهزتها الحكومية، وأصبح المواطن العادي لديه رؤية مستقبلية أفضل من مستشاري الحكومة.

لم يأتِ هذا الفساد والخراب بمحض الصدفة، ولم يكن هذا الفساد في السبعينات والثمانينات، بل تدرّج في التسعينات من هذا القرن، بعد أن تغيّرت النفوس وتغيّرت التركيبة السكانية من جنسية إلى أخرى، فاستُبدل المخلصون من المدرسين والمهندسين والمهنيين بآخرين اتخذناهم مستشارين، فأصبحنا لا نحرّك ساكناً إلا بفتوى من مستشار، ولا نستطيع أن نصدر قرارات تصبّ في مصلحة الوطن والمواطن إلا باستشارة المستشارين، الذين لا يعرفون طبيعة البلد، وتغيّر كثير من عادات وتقاليد بعض المواطنين بارتكاب جرائم الفساد والرشوة، وجاء التخبّط في إدارة البلد زيادة في تفشي الفساد، فدخلت المخدرات بأنواعها حتى وصلت بين طلبة المدارس من البنين والبنات.

تغيّر بريق الجوهرة من ناصع البياض إلى سواد مظلم، كانت الكويت جوهرة الخليج بشعبها وحكومتها، أين التفوّق العلمي وثانوية الشويخ وجامعة الخالدية، أين التفوّق الرياضي إلى كأس العالم والآسيوي والعربي والخليجي، أين سينما الأندلس وأم كلثوم تشدو بأغانيها، أين مدينة الملاهي وحديقة الحيوان وزيارة حديقة الأحمدي، أين الاحتفالات بكل المناسبات على شارع الخليج العربي، من قِبل طلبة المدارس والهيئات الحكومية، أين حلبة مصارعة الثيران في نادي القادسية والألعاب البهلوانية في الجو وحلبات سباق السيارات الكبير؟

لماذا غابت البهجة والفرحة من وجوه مواطنيها؟، وقد أصبح الترفيه والتسالي عن طريق الموبايل وتطبيقات التواصل الاجتماعي، استبدلنا كل ما هو جميل بكل ما هو قبيح وسيئ، فلا حول ولا قوة الا بالله.

كيف انقلب الحال، يا حسافة عليك يا كويت يا جوهرة الخليج ومنارة العلم والإعلام وأم الثلاث أسوار، كيف وصلت الكويت إلى هذه الدرجة من الفساد والانحطاط ؟!

فالأمل ما زال موجوداً في بعض من رجالاتها الخيّرين، وهم بإذن الله كثيرون والأمل بالله كبير، والغد أفضل بقيادة حضرة صاحب السمو الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو ولي عهده الامين. حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل شر ومكروه... الّلهم آمين.

M. Aljumah

kuwaiti7ur@hotmail.com