«الراي» تواصلت مع نزلاء المستشفيات يوم «الأضحى» ونقلت معاناتهم

العيد في أعين المرضى: أسرّة حرمتنا السرور

1 يناير 1970 09:11 ص
|كتب فهد المياح وعمر العلاس|

إذا كان التزوار في العيد بين الاهل والجيران ايام العيد من قيم مجتمعنا الاصيلة وفضائل حضنا عليها ديننا الحنيف، فإن هناك فئة كثيرون يغفلون عنها ايام العيد وان كانت زيارتها والتواصل معها اوجب، الا وهم المرضى في المستشفيات، فكم من شاب او طفل، اب او ام، يرقدون على اسرة المستشفيات حال مرضهم او اصابتهم دون قضاء العيد وسط الاهل والاحباب والخروج والنزهة، وبالتالي يحرمون فرحة العيد وهل العيد كما يقولون الا في «اللمة».

«الراي» رأت في هذا العيد ان تتواصل مع المرضى في المستشفيات، لعلنا بذلك نرسم البسمة على وجوههم في هذا اليوم المبارك وننقل مشاعر الاسى التي يعيشونها، إلى جمهور القراء، يشاركونهم في محنتهم، ويعتبرون، لاسيما انهم ضمنوا كلامهم نصائح كأخذ الحيطة والحذر أثناء قيادة السيارة، لان حوادث المرور ادخلت الكثيرين منهم معاناة واجراء عملية او أكثر، وفي ما يلي لقاءات «الراي» مع المرضى:



في الجناح العاشر في مستشفى الرازي يرقد السوري نزيه العواد والذي دخل المستشفى منذ عشرة ايام اثر اصابته بكسر في عظمة الفخذ اثناء عمله في احد منازل منطقة كيفان، حيث يعمل فني كهرباء ويقول عن الحادثة التي تعرض اليها «في البداية كل الشكر لجريدة «الراي» لزيارتها واستغل الفرصة هذه لطمأنة الأهل والاقارب، على حالتي الصحية».

ويضيف «الحمد لله حالتي في تحسن مستمر بفضل الله والعاملين في المستشفى»، متابعا «اما في ما يخص الحادثة فقد كنت منذ عشرة ايام اعمل في احد المنازل في منطقة كيفان واثناء صعودي على السلم المتنقل والمكون من طبقتين وجدت فجأة انفصال الطبقة العلوية التي كنت عليها عن الطبقة السفلية وكانت النتيجة عظمة الفخذ».

ويتابع «اهل المنزل كانوا متعاونين واتصلوا فورا على سيارة الاسعاف التي نقلتني إلى مستشفى الرازي، حيث اجريت عملية تكللت بالنجاح».

وقال «هذا قضاء الله وقدره وفعلا كما يقولون الصحة تاج فوق رؤوس الاصحاء، متمنيا خروجه من المستشفى في القريب ليعود إلى عمله، مطالبا جميع الفنيين من اصحاب الاعمال الانشائية بمزيد من الحذر والحيطة».

وتمنى في نهاية حديثه عيدا مباركا لكل المسلمين في جميع بقاع الارض وان يعود في تلك الايام المباركة إلى حالته الصحية الطبيعية لانه ملّ على حد قوله ان يظل حبيس المستشفى، حيث لم يعتد نومة السرير.

بدر العنزي الذي دخل مستشفى الرازي منذ شهر اثر اصابته بكسر في الحوض والساق وتحرك في فقرات العمود الفقري جراء انقلاب سيارته لسبب خلل فجائي في احد الاطارات قال عن الحادثة التي تعرض لها «الحمد لله على كل شيء لكن نصيحتي لكل الشباب السير في حدود السرعة المعقولة لانني ادركت معنى في العجلة الندامة وفي التأني السلامة».

واضاف «كنت اسير بسرعة معقولة لكن خروج احد اطارات السيارة عن الخدمة فجأة جعلني لا تحكم في عجلة القيادة وحدث انقلاب للسيارة اكثر من مرة ونقلت إلى مستشفى الجهراء، حيث مكثت في غرفة العناية المركزة اسبوعا تقريبا إلى ان تحسنت حالتي».

وتابع «بعد ذلك تم نقلي إلى مستشفى الرازي حيث اجراء عمليتين في الحوض والظهر تكللتا بالنجاح».

واضاف «هناك عملية ثالثة في انتظار اجرائها في الساق، مطمئنا اهله واقاربه ان حالته في تحسن مستمر، مباركا لهم حلول عيد الاضحى المبارك ومتمنيا ان يكون وسطهم في القريب العاجل.

وعاد العنزي ليكرر على اهمية التزام الشباب بالسرعة المعقولة اثناء القيادة، مقدما في نهاية حديثه التهاني لجميع المسلمين بحلول عيد الاضحي المبارك

ويكمل «من لم يعش المرض لا يعرف مقدار نعمة الصحة، وعلى الانسان ان يحمد الله ليل نهار على نعمة الصحة لأن من دونها لن يتذوق طعم السعادة والاعياد».

ويضيف «الحمد لله ان وهبنا الصحة والتي ينبغي على الانسان ان يحافظ عليها كما يحافظ على اغلى شيء عنده لأنها بالفعل هي الاغلى».

ويرى ان فرحته بالعيد هذا العام لا تضاهى لكونه نجا من الحادث الأليم الذي تعرض له وبقرب تماثله للشفاء سائلا جميع الاهل والمحبين له الدعاء بأن يتم الله شفاءه.

أما فهد المطيري والبالغ من العمر الثلاثة والعشرين الذي كان ذاهبا الى بر كبد عند وقوع حادث مروري بين مركبته وأخرى وأسفر عن إصابته بكسر في الساق وآخر في الحوض فيقول «أتقدم من خلال جريدة «الراي» بأسمى التهاني القلبية بمناسبة عيد الاضحى المبارك الى والدتي العزيزة وإلى كل الاهل والاصدقاء».

ويضيف المطيري «كل ما أتمناه في تلك الايام المباركة ان اعود سالما معافى الى اهلي»، مقدما الشكر لكل من وقف بجانبه اثناء محنته.

ويتابع ناصحا الشباب بضرورة الالتزام بالقواعد المرورية وعدم تخطي حدود السرعة المسموح بها لما لذلك من اهمية في الحفاظ على حياتهم خصوصا مع تزايد معدل الحوادث المرورية وزيادة ضحايا هذه الحوادث.

ويذكر «الحادثة وقعت بتاريخ 29 اكتوبر الماضي ومنذ ذلك التاريخ أرقد في المستشفى، لكن الحمد لله الامور تسير بشكل جيد وأشعر بتحسن».

ويرى المطيري ان الايام الاولى للحادثة كانت من اصعب اللحظات التي مرت عليه في حياته حيث الآلام كانت شديدة لكن بمرور الوقت بدأت الآلام تخف تدريجيا.

ويشدد المطيري على اهمية التركيز اثناء القيادة لأن الخطأ على حد قوله يمكن يأتي من الغير، مضيفا «من الضروري ان تضع في اعتبارك امكانية خطأ غيرك ومن خلال التركيز بالامكان تفادي هذا».

أما المصري حسام السعيد والمصاب بكسر في الساق جراء سقوط ثقل من الحديد عليه اثناء عمله فيقول «خير الأمور أحمدها عاقبة والحمد لله ان الامور انتهت على خير».

ويضيف «اجريت عملية وتكللت والحمد لله بالنجاح»، مكملا «اعمل في احدى الشركات ودوما نتعامل مع بعض الاثقال الحديدية وحدث ان سقطت احدى القطع الحديدية والتي تقدر بنحو 150 كليو غراما على ساقي فسببت كسرا وتم اجراء اللازم لكن كما هو معروف الكسور تأخذ وقتا خصوصا انه تم تركيب بعض الشرائح الطبية لي».

ويتابع «قدر الله وما شاء فعل وأتمنى الا تترك هذه الاصابة اي اثر عليّ فيما بعد مقدما لأهله وأصدقائه في جمهورية مصر العربية اجمل التهاني بمناسبة عيد الاضحى المبارك سائلا المولى عز وجل ان يعيد تلك الايام المباركة على الجميع بالخير والبركات».

ويذكر «ما اجمل ان تكون سليما معافى فهذه هي السعادة في حد ذاتها»، مضيفا «الصحة بعد هذه التجربة القاسية التي مررت بها لا يساويها شيء».

ويكمل «كم هي لفتة انسانية كبيرة من جريدة «الراي» زيارتنا حيث جميع المرضى هنا بحاجة الى من يخفف عنهم آلامهم»، مضيفا «ان مرضى ومصابي الكسور يقضون معظم وقتهم فوق الأسرة لا يستطيعون الحركة وهذا هو الملل والألم بحد ذاته».

أما الباكستاني باشا والذي أصيب بإصابات بالغة في يده حيث كان يتعامل مع ماكينة لقص الحديد فأعرب عن سعادته بالحالة التي وصلها متمنيا خروجه من المستشفى مشافى ليعود الى اهله في باكستان.

ويضيف باشا ان فرحة العيد بالنسبة لهذا العام تختلف كثيرا لأنها فرحتان فرحة الشفاء وفرحة عيد الاضحى المبارك.

وتمنى باشا ان تنعم بلاده وبلاد جميع المسلمين بالسلام وان يتم الله على الجميع نعمة الصحة والعافية مختتما حديثه بالدعاء ان يتم الله شفاءه.

في حين ان عبد الله جاسم (21 عاما) ويعمل في وزارة الداخلية أصيب في قدمه نتيجة انقلاب (بانشي) في منتزه الخيران عندما كان يقوده بسرعة كبيرة فانقلب به ما ادى الى انكسار قدمه اليسرى، مضيفا انه اجرى عملية ووضع لها مسامير لتثبيتها وحالته تتماثل للشفاء مع الوقت.

وأشار الى انه سعيد جدا بتواجد جريدة «الراي» لمشاركة المرضى عيدهم وهذه نقطة متميزة تحسب لها لأن المرضى خصوصا في هذا الوقت يحتاجون الى من يقف معهم ومن يزورهم ويخفف عنهم آلامهم ويشعرهم بأنهم اصحاء وليسوا مرضى لكي يرفع من معنوياتهم.

ودعا جاسم من يقود «البانشي»، في البر خصوصا في هذا الوقت الذي يصادف خروج الكثير من العوائل للتنزه ألا يسرعوا ولا يستهتروا بهذا المحرك الصغير لكيلا يصابوا بأذى، متمنياً بأن يخرج بالسلامة ومن ثم يعود إلى بيته وأهله وربعه لكي يشاركهم فرحتهم.

وقال بهذه المناسبة المباركة أتمنى أن تحل جميع الاشكالات العالقة في البلد وأن يكون هناك تعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية للوصول إلى بر الأمان.

وختم حديثه بالشكر الجزيل إلى جريدة «الراي» وجميع الأطباء والممرضين الذين لم يتوانوا لحظة واحدة عن تقديم المساعدة لجميع المرضى.

وتابع، هذه فرصة لأقدم أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الأمير والحكومة الرشيدة وأهنئ جميع الأهل والأصدقاء سواء في الكويت أو خارج الكويت بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

أنا «واجد زين الحمد لله» بهذه الكلمات تحدث برقاس الهندي الذي يرقد في غرفة 16 في مستشفى الرازي للعظام إلى «الراي» بعد اصابته في يده اليسرى نتيجة مشاجرة مع أحد الأشخاص الذي وجه له ضربة قوية بقطعة خشب ما نتج عنها كسر ذراعه.

وقال: الوضع في المستشفى جيد أتمنى أن أتعافى بسرعة لكي أباشر عملي وفي الوقت نفسه أريد أن أجلس في المستشفى حتى أتحسن، مثمناً الخدمة التي تقدم من إدارة المستشفى بتوفير العلاج والطعام ما يساهم في شفاء المرضى.

وتابع ان هذه الأيام لا تعوض، وكنت أنوي السفر لبلادي لكي أشارك عائلتي الأفراح بهذه المناسبة الكريمة، لكن ما باليد حيلة، أوجه تحياتي وتهنئتي إلى أسرتي وأصدقائي بمناسبة عيد الأضحى المبارك وأقول لهم عيدكم مبارك.

أما المريض محمد علاء مصري الجنسية فيؤكد أن مشاركة جريدة «الراي» فرحة العيد بادرة جيدة، خصوصاً نحن الوافدين المغتربين عن بلادنا للبحث عن مصدر الرزق وتوفير لقمة العيش في الكويت، التي نكن لها كل الحب والتقدير ونعتبرها بلدنا الثاني ومتمنين لها الأمن والأمان.

وقال انني منذ فترة لا تتعدى الاسبوعين وقعت في المنزل على الأرض وأصبت بكسر في قدمي اليمنى، وأجريت لي عملية جراحية، موضحاً انني كنت أتمنى أن أكون في وسط أسرتي وأقاربي في هذا اليوم لأشاركهم فرحتهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وبين انه حزين لكنه يسلم بقدر الله، ودعا الجميع الى ان يكونوا على حذر، مبيناً ان الاجواء هذه الفترة ممطرة وقيادة السيارات على الطرق خطرة.

ووجه تحية خاصة الى الشعبين الكويتي والمصري بهذه المناسبة المباركة على أمل ان يتشافى في أسرع وقت ويعود الى بلده وأهله، لافتاً الى ان هذه المناسبة وغيرها من المناسبات الكريمة لابد أن يكون الشخص بين عائلته.

وقال بهذه المناسبة أقدم أسمى التهاني والتبريكات للشعب الكويتي الكريم بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

أما محمد حارس الذي يعمل عامل نظافة في إحدى الشركات فيقول ان الكسر الذي اصبت به بقدمي اليسرى جاء نتيجة وقوعي من ارتفاع 5 أمتار اثناء العمل.

وأضاف الحمد لله الذي جعل الاصابة عند هذا الحد، مشيراً الى ان بعض المرضى يرقدون معي في نفس الغرفة يعانون من اصابات بليغة جداً وأنا أفضلهم حالا، وأتمنى للجميع السلامة والخروج من المستشفى بأسرع وقت لكي نباشر عملنا ونقوم كذلك للبحث عن مصدر رزقنا الذي فقدناه عدة أيام بسبب الاصابة.