حروف باسمة

البروه

11 يناير 2021 10:00 م

تراث جميل بفكره وإشاراته وهديه ومفرداته.

«البروه» هي وثيقة المنزل، ويطلق عليها ورقة البيت، وتحفظ في حافظة مستديرة الشكل تصنع من التنك (الصفيح)، ويطلق عليها القلمة، وعند نطقها يقلب حرف القاف إلى الجيم القاهرية، اطلعت على ورقة جميلة في مضامينها حلوة في عباراتها رشيدة في مراميها مما جاء فيها:

ثبت لدى إدارة التسجيل في الكويت لصدور ورقة من إبراهيم بن الشيخ محمد المزيدي مؤرخة. 11 جمادى الاول 1365 هجري 13/4/1946.

أن مكية بنت محمد المتروك وأولادها قد باعوا على حمود ومحمد وعيسى أبناء سلطان بن متروك (سلطان اليوسف المتروك)، بيتهم في محلة الحاكة المملوك لهم (مكية وأبناء عباس المتروك)، بالشراء من سارة وشريفة ابنتي بخيت بن ماجد بموجب وثيقة التمليك المؤرخة بتاريخ 18 شعبان 1356 هجري 24/10/1937.

المحدود قبله بيت عبدالرضا المطوع، وشرقاً بيت عبدالكريم أبل بمبلغ 1500 روبية قبض الثمن من حمود وإخوانه.

ما أجملها من عبارات، المتأمل لهذه الوثيقة يلاحظ أنه لا يوجد شهود على المبايعة، نظراً للثقة المطلقة التي يتمتع بها أهل هذه الديرة الطيبة.

كما يلاحظ أن بيوت الجيران هي المعالم المهمة التي تحيط بالبيت، الذي اشتملت عليه الوثيقة، وهذا يبين أهمية الجيران وإبرازهم وعلو شأنهم.

ونرى أيضاً أن أبناء هذه الديرة يعتزون بأسمائهم، ويعرفونها، مع العلم بأن الأسماء لا تُعرف إنما يُعرفونها لابرازها والاعتزاز بها.

ما أجملها من وثيقة، كوثائق جميع أهل الكويت، وما تتمتع به من سماحة وثقة.

فتَحيّة لأبناء هذه الديرة واعتزازهم بتراثهم الجميل، والرحمة على الأسماء التي وردت في هذه الوثيقة، والذين رحلوا من أبناء هذه الديرة الرحمة الواسعة والابتهال بالخير المتدفق لهذا الوطن، ولأهله المخلصين الذين يجدون من أجل بنائه وتعميره ويهدي الله الذين يحاولون أن يعكروا الصفو ويكدروا الخاطر، ويجمعهم على كلمة سواء من أجل تقدم هذه الديرة وازدهارها.

حقاً:

هذه آثارنا تدل علينا

فاسألوا بعدنا عن الآثار