ومضات

التطعيم خير من العلاج

29 ديسمبر 2020 10:00 م

مع بدء التطعيم ضد فيروس «كورونا» في كل أنحاء العالم. بدأت دول الخليج - بالتزامن - حملة تطعيم شعبية منظمة. بدءاً من السعودية، والكويت، وعمان.

وما دفع الناس للتجاوب سريعاً في أخذ اللقاح. هو قيام مسؤولين كبار - مثل ولي عهد السعودية، ورئيس وزراء الكويت، ووزراء الصحة في هذه الدول - بالمبادرة في تلقّي اللقاح أمام الناس. ليكونوا قدوة لشعوبهم.

وليعطوا رسالة مفادها أن اللقاح آمن، ومفيد، وأن ما يثار في بعض وسائل الإعلام، والسوشيال ميديا من خطورة هذا اللقاح، وآثاره الجانبية مجرد افتراء، وكذب.

وأن ما يقال على أن اللقاح هو مؤامرة للسيطرة على البشرية من خلال منظمات عالمية.

وأنه سلاح سري لتغيير الشفرة الوراثية «DNA دي أن أي»، وجعل الناس أكثر انصياعاً لأوامر هذه المنظمات التي تهدف للسيطرة على العالم بأسره.

وأنه مؤامرة ويجب عدم أخذه.

وإلا وقعوا في براثن هذه المنظمات العالمية... هذا كلام غير منطقي، وغير دقيق، ناهيك عن عدم مصداقيته.

فالواقع أن «كورونا» جائحة اجتاحت العالم من خلال هذا الفيروس الفتاك.

سواء كان من صنع البشر وخرج عن سيطرتهم، أو أنه ناتج عن فيروسات فتاكة طورت نفسها.

وأن هذا الوباء انتشر بسرعة كانتشار النار في الهشيم.

ساعده في ذلك تداخل العالم مع بعضه البعض، وسهولة، وسرعة وسائل المواصلات.

لكنّه أصبح أمراً واقعاً، ووباء عالمياً عجزت عنه أكبر، وأكثر الدول المتقدمة في صناعة الدواء والرعاية الصحية.

في أميركا، وأوروبا، وروسيا، واليابان.

ولكن تعاون العالم، وتعاضده للقضاء على هذا الوباء.

وتبادل المعلومات الصحية، والجينية لهذا الفيروس ساعد مختبرات، وشركات أدوية عالمية.

عملت بجد ليل نهار ووفق مناهج، وأساليب علمية دقيقة وصارمة.

في التوصل إلى لقاح مُجدٍ، وشافٍ. تصل نسبة نجاحه إلى أكثر من 95 في المئة من دون آثار جانبية تذكر.

وبعد أن مرّ هذا اللقاح بمراحل عدة، واختبارات صارمة وموثقة علمياً على متطوعين.

حتى وصل إلى درجة الأمان، والثقة.

إن «كورونا» مرض.

وتم بحمد الله اكتشاف لقاح له، وقامت دولنا بتوفيره.

فلم يبق إلا أن نثق بالله.

ثم بالمنظمات الصحية، والدوائية ونأخذه.

فإنّ التطعيم خير من العلاج.