«من الجميل وجود روح المشاركة من جميع فئات الشعب الكويتي في كل مكان»

فتونا سيد: الديبلوماسية الناجحة تعني الربح للجميع

26 ديسمبر 2020 10:00 م

فتونا سيد، سكرتيرة أولى في القسم الاجتماعي والثقافي في سفارة إندونيسيا، ديبلوماسية شابة، استطاعت التكيف خلال فترة زمنية قصيرة مع تقلبات السياسة، وأعجبت بدور الديبلوماسية في إحلال السلام.

وأرجعت فتونا في لقاء مع «الراي» اهتمامها بالديبلوماسية، إلى بداية عملها كمترجمة، لمشروع دولي حول إعادة تأهيل بعض المدارس في آتشيه، بعد كارثة تسونامي في ديسمبر 2004، لافتة إلى أن ما ألهمها كيف يمكن للديبلوماسية أن تساعد الآخرين وتسهل محادثات السلام.

واعتبرت أن الديبلوماسية عملية تقنية ذات دلالات معينة، ومجموعة من قواعد السلوك تساعد على فهم الآخرين، مع اتباع مبدأ «الربح للجميع»، لافتة إلى وجود 730 سيدة في الخارجية الإندونيسية من بين نحو 1230 ديبلوماسياً.

وأثنت سيد على معاملتها كديبلوماسية في الكويت، حيث لا تواجه أي عقبات على الإطلاق، والديبلوماسيون الرجال يقدمون معاملة جيدة ومهنية في المكاتب الحكومية والهيئات الخاصة.

كما ثمنت روح المشاركة من جميع فئات الشعب الكويتي في كل مكان، معتبرة ما قامت به الكويتية خلال الجائحة دليل على قوتها وشجاعتها وحبها لوطنها.

وفي ما يلي نص اللقاء:

• هل يمكنك أن تخبرينا قليلاً عن نفسك، خلفيتك وما الذي أوصلك إلى مهنة الديبلوماسية؟

- التحقت بوزارة الخارجية بجمهورية إندونيسيا في مارس 2006.

خلفيتي التعليمية هي تخصص لغة إنكليزية وتخرجت من جامعة إندونيسيا في عام 2004.

بدأ اهتمامي بالديبلوماسية أثناء عملي كمترجمة لمشروع دولي حول إعادة تأهيل بعض المدارس في آتشيه، بعد كارثة تسونامي في ديسمبر 2004، أتيحت لي الفرصة لزيارة بعض المدن هناك بعد توقيع اتفاق السلام في آتشيه، أو اتفاقية هلسنكي، في أغسطس 2005.

لقد ألهمت كيف يمكن للديبلوماسية أن تساعد الآخرين وتسهل محادثات السلام.

• حدثينا عن مسيرتك الديبلوماسية؟

- الكويت هي مهمتي الثانية في الخارج، وكانت أول مهمة خارجية لي في سريلانكا، حيث عملت كسكرتير ثالث في السفارة الإندونيسية في كولومبو من 2011- 2013، وكانت تجربة لا تنسى، لقد تعرفت بشكل أفضل على تقدير البيئة والحفاظ عليها في الدولة ذات الأغلبية البوذية، كما تعلمت أيضاً قصة الملك رافان، التي تم سردها كوجهة نظر أخرى لملحمة رامايانا، فعندما كنت صغيرة، كنت أسمع نسخاً مبسطة من قصة رامايانا مرات عديدة، لدرجة أنني أحببت هانومان، بسبب ولائه وإنجازاته غير العادية في مملكة الملك رافان القوي.

• ما التحديات التي واجهتها بصفتك امرأة ديبلوماسية؟

- هناك دائماً تحديات في هذا النوع من المهن، خاصة بسبب جائحة كورونا، ويجب أن نجد طرقاً جديدة للديبلوماسية، حيث لا يمكن التعامل مع هذا الوضع إلا بالتعاون الدولي، لكن لا علاقة لي كامرأة بأي من هذه التحديات، والواقع أن عدد الديبلوماسيات في الخارجية الإندونيسية ما فتئ يتزايد خلال السنوات العشر الماضية. والعدد الحالي 730 ديبلوماسية من نحو 1230 ديبلوماسياً، والوزيرة الحالية للشؤون الخارجية س. ريتنو إل بي مارسودي، هي أول وزيرة للشؤون الخارجية في إندونيسيا.

• هل تواجهين أي عقبات كونك ديبلوماسية في الكويت؟

- لا عقبات على الإطلاق، فنظراؤنا الذكور يقدمون دائماً معاملة جيدة ومهنية في كل من المكاتب الحكومية والهيئات الخاصة.

• ما أكثر ما تستمتعين به في حياتك كديبلوماسية؟

- أنا أتعلم الكثير عن مختلف الثقافات والتاريخ، فيمكن أن تكون الديبلوماسية عملية تقنية ذات قواعد ودلالات معينة، ومجموعة من السلوك تساعد على فهم الآخرين، ونحن جميعاً نتبع مبدأ «الربح – الربح للجميع»، بشكل مثالي قدر الإمكان.

• أين ترين نفسك في السنوات المقبلة في حياتك المهنية؟

- في غضون 10 سنوات، أرى نفسي أقود فريقاً بمهام وتحديات مختلفة. وأود أن أرى نفسي أقدم المزيد من المساهمات للوزارة والأفراد، وكذلك أنمو لأصبح شخصاً أفضل، وفي النهاية، عليّ أن أتحمل مسؤولية كل ما فعلته خلال حياتي.

• أخبرينا عن تجربتك في الكويت حتى الآن؟

- قبل مغادرتي لهذه المهمة، قرأت العديد من المقالات عن الكويت نظرياً، لكنني أدركت الوضع تماماً، فقط بعد وصولي إلى هنا في أغسطس 2017، ورأيت مدى تأثير الطقس القاسي على نوع وتصميم برامجي السنوية، وأيضا على ميزانيتي.

وأجد أنه من الجميل وجود روح المشاركة بين جميع فئات الشعب الكويتي في كل مكان، وفي العديد من المواقف، كما إن ثقافة الديوانية هي أيضاً مثيرة جداً للاهتمام ومن الجيد الحفاظ عليها، فهي تشجع أفراد المجتمع على الاهتمام بالقضايا ومعالجتها، كما ان المجمعات والمباني في الكويت أنيقة وأثاثها وديكوراتها مبهجة للعيون.

• كيف ترين دور المرأة الكويتية في المجتمع؟

- أنا أثني على الكويتيات، فهن يمثلن جزءاً كبيراً من المجتمع المحلي، ولهن العديد من الإنجازات، وخلال الأشهر الثمانية الماضية، قرأت مقالات عن المرأة الكويتية وما قدمته من مجهودات في مكافحة الوباء، وهذا يصف مدى دورهن القوي في المجتمع، وشجاعتهن وتصميمهن، والأهم من ذلك كله، حبهن للوطن.

تجربة فريدة القيادة على رمال الصحراء

قالت فتونا «أنا أتوق للذهاب في رحلة إلى مناطق التخييم خلال موسم الشتاء، والقيادة على الرمال في البر الكويتي، فهي تجربة فريدة من نوعها، وأنا أصلي من أجل نهاية هذه الجائحة، حتى نتمكن جميعاً من رؤية جمال الكويت والصحاري فيها».

حتا أحد الآباء المؤسسين وسوتيو مترجم الرئيس

عن مثلها الأعلى الذي شجعها على اختيار المهنة، قالت فتونا سيد «يوجد لدي نموذجان احتذي بهما هما محمد حتا وسعادة السفير ويدودو سوتيو.

حتا هو أحد الآباء المؤسسين لإندونيسيا والنائب الأول للرئيس، تشمل أفكاره السياسية مبادئ عدم الانحياز، وهو العنصر الأساسي في سياستنا الخارجية (المستقلة والنشطة)».

وأضافت «أما الدكتورالسفير ويدودو سوتيو، فهو مصدر إلهام للديبلوماسيين والمترجمين الفوريين، فقد كنت أشاهده في الأخبار الدولية، فهو خدم الرئيس كمترجم فوري باللغتين الإنكليزية والفرنسية، بين 1969-1999، وفي وقت لاحق، شغل منصب سفير إندونيسيا لدى الكرسي الرسولي».