حكايتنا مع الفيروس

30 نوفمبر 2020 10:00 م

عاش الكويتيون والمقيمون في الكويت تجارب غير مسبوقة خلال فترة الجائحة، لكن قيادة سفينة الكويت الحكيمة، وخطوات وزارة الصحة الصارمة، استطاعت أن تبرح بها لبر الأمان حتى بات اللقاح على الأبواب.

وسيظل عام 2020 محفوراً في نفوس الكثيرين ممن ضربهم الفيروس وألزمهم الفراش أو خطف منهم حياة أحد المقربين أو أصابهم بهلع خوفاً من هذا أو ذاك.

الفيروس الغامض

أجراس خطر الفيروس الغامض قرعت في نهاية ديسمبر 2019 وبداية يناير 2020 حين عبّرت دول عدة في شرق آسيا عن تخوفها من انتشار فيروس غامض جديد ظهر في الصين، فيما أعلنت الصين رسمياً إصابة 300 شخص بالفيروس، وهو سلالة جديدة من فيروس «كورونا» ويشبه ذلك المتسبب بمرض سارس.

توقعات باسل... تحققت

في مطلع أغسطس 2020، كان لوزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح ثلاثة توقعات عبر «الراي»، تحققت في ما بعد، هي:

- اللقاح هو الحل للعالم.

- الفيروس لن ينتهي وسيكون مثل الإنفلونزا.

- لا داعي للقلق من التطعيمات.

94 مؤتمراً صحافياً لـ «الصحة»

اتخذت السلطات الكويتية عدداً من الإجراءات الاحترازية فور الإعلان عن هذا الفيروس الغامض في عدد من الدول، وبدأت في إجراءات الاستعداد لعودة مواطنيها وغلق المنافذ البحرية والجوية وتشديد الإجراءات الصحية.

ومنذ بداية الأزمة وحتى نهاية نوفمبر الماضي، عقدت وزارة الصحة 94 مؤتمراً صحافياً سواء لمتابعة التطورات وإعلان أرقام الإصابات وتطور الوضع الوبائي في البلاد، أو لتوعية المواطنين بالإرشادات والاحترازات الواجب اتباعها، والتي أدت بحمدالله إلى انخفاض أعداد الإصابات في نوفمبر الماضي.

حظر دخول الصينيين

بداية الحظر كانت مع صدور قرار بمنع دخول أي صيني ومن زار الصين خلال الأسبوعين الأخيرين، إلى البلاد، حتى لو كانت لديه إقامة سارية المفعول.

ونص القرار الصادر من الإدارة العامة للطيران المدني على أنه «يمنع من دخول البلاد كل من يحمل أياً من جنسيتي الصين وهونغ كونغ، وكذلك يمنع دخول من لديه إقامة أو سمة دخول سابقة من جميع الجنسيات ممن كان متواجداً في جمهورية الصين وهونغ كونغ خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك حفاظاً على الأمن الصحي للبلاد وحتى إشعار آخر».

أول 3 حالات

أكدت الفحوصات الأولية التي أُجريت في الكويت لقادمين من مدينة مشهد الإيرانية (في فبراير 2020) وجود ثلاث حالات تحمل نتائج مؤكدة الإصابة بفيروس «كورونا»، فيما ذكرت الوزارة أن الحالات الثلاث، وهي الأولى في الكويت، كانت بين 700 شخص تم إجلاؤهم من مدينة مشهد.

والحالات الثلاثة كانت لمواطن يبلغ من العمر 53 عاماً، والثانية لمواطن سعودي (61 عاماً)، إلّا أن حالتهما الصحية طبيعية ولم تظهر عليهما أعراض المرض، والثالثة من غير محددي الجنسية (21 عاماً)، ظهرت عليها بوادر أولية للمرض.

أول وفاة

سجلت الكويت أول حالة وفاة بفيروس «كورونا» في الرابع من أبريل 2020 لمقيم من الجنسية الهندية يبلغ 46 عاماً، كان يتلقى العلاج لأيام في العناية المركزة.

المراحل الخمس... تداخلت وتشربكت

بسبب تغيّر الأوضاع الصحية، فإن مراحل عودة الحياة التي أعلنتها الحكومة في خطتها الرسمية تداخلت فيها الأنشطة وتم تغيير مواعيدها أكثر من مرة، وذلك وفقاً لرؤية السلطات الصحية والتغيرات الميدانية.

ومع حلول ديسمبر 2020، مازالت الكويت في المرحلة الرابعة ولم يتم الانتقال إلى المرحلة الخامسة، في حين كان من المفترض وفق الخطة «النظرية» أن تعود الحياة لطبيعتها بشكل كامل بين شهري سبتمبر وأكتوبر 2020.

أول وفاة طبيّة

في 8 مايو 2020، أعلنت وزارة الصحة عن وفاة أول طبيب في البلاد بعد إصابته بالفيروس.

ونعى وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح الطبيب الذي يحمل الجنسية المصرية بالقول: «أعزي نفسي وكل الزملاء بوفاة الأخ الدكتور طارق حسين مخيمر، متأثراً بمضاعفات كورونا».

وكان مخيمر (62 عاماً) يعمل طبيب أنف وأذن وحنجرة في الكويت منذ أكثر من 20 عاماً.

تعطيل 4 جلسات برلمانية وتمديد دور الانعقاد

ألقت أزمة فيروس «كورونا» بظلالها على أعمال مجلس الأمة خصوصاً في ما يتعلق بعقد الجلسات، إذ أدت إلى تعطّل انعقاد 4 جلسات في مارس ومايو ويوليو، وآخرها في سبتمبر 2020.

وأثرت الأزمة بشكل مباشر على مجلس الأمة، ما أدى إلى تأخير إنجازاته وإقراره للقوانين بعد تعطيل الجلسات، الأمر الذي أدى إلى مدّ دور الانعقاد الرابع الذي كان من المفترض أن ينقضي في يوليو 2020، من أجل اللحاق بما فات المجلس من جلسات بسبب تفاقم الأزمة الصحية في البلاد.

الكويت الثالثة خليجياً والسابعة عالمياً

في غالبية الأشهر من العام 2020، احتلت الكويت المركز الثالث خليجياً وعربياً والمركز السابع عالمياً في نسبة الإصابات بفيروس «كورونا» قياساً لعدد السكان، وفق مؤشر «وورلد ميتر» الذي يرصد على مدار الساعة الإحصاءات المتعلقة بالفيروس على مستوى العالم.

ووفقاً لمؤشر عدد الإصابات بالنسبة لكل مليون نسمة من السكان، فقد سجّلت الدول الخليجية تقدماً في التصنيف حيث جاءت دولة قطر كأول دولة في العالم بنسبة 43358 إصابة لكل مليون نسمة، في حين جاءت مملكة البحرين ثانياً على مستوى العالم بنسبة 35209.

وجاءت الكويت في المركز الثالث خليجياً والسابع عالمياً، متقدمة على الدول الأعلى إصابة حول العالم مثل البرازيل والولايات المتحدة وكولومبيا وإسبانيا، على الرغم من أنها سجلت إجمالي إصابات أقل من هذه الدول، إلا أن مركزها المتقدم عالمياً مرده إلى نسبة الإصابات قياساً لكل مليون من السكان.

2020 بلا مخيمات

في سبتمبر الماضي، أعلن مدير بلدية الكويت نائب رئيس اللجنة الوزارية لتطبيق الاشتراطات الصحية المهندس أحمد المنفوحي عن صدور قرار يقضي بإلغاء موسم المخيمات الربيعية بشكل نهائي، على أن تتم مراجعته في 15 ديسمبر 2020، لمعرفة تقييم وزارة الصحة للوضع الصحي.

وشملت القرارات أيضاً، إلغاء إقامة المقار الانتخابية للمرشحين لانتخابات مجلس الأمة المقررة في 5 ديسمبر.

الاقتصاد أصيب في مقتل

بيّنت اللجنة المالية في تقرير لها أنّ من ضمن تداعيات أزمة «كورونا» التي رصدتها في القطاع الخاص وسوق العمل محلياً، الانخفاض في عدد زوار متاجر الأغذية ومحلات التجزئة وأماكن الترفيه بنسبة تصل إلى 75 في المئة خلال مايو 2020، وأن 80 في المئة من الشركات غير قادرة على تغطية مصروفاتها الثابتة لأكثر من 6 أشهر، كما أن 26 في المئة من الشركات على وشك الانهيار وشهدت إيراداتها انخفاضاً بنسبة 80 في المئة.

66 في المئة من المصابين... من دون أعراض

أظهرت إحصائية رسمية أن غالبية المصابين بفيروس «كورونا» المستجد في الكويت، لا يعانون من أي أعراض، في حين تتفاوت أعراض المصابين الآخرين في درجتها بين الحادة والمتوسطة والخفيفة.

ووفق إحصائية وزارة الصحة، التي حصلت «الراي» على نسخة منها وتظهر توزيع حالات الإصابة منذ ظهور الفيروس في البلاد بتاريخ 24 فبراير 2020، فإن 34 في المئة من المصابين ظهرت عليهم الأعراض بدرجاتها المتفاوتة، فيما لم تظهر أي أعراض على 66 في المئة منهم.

وأوضحت مصادر مطلعة أنّ «آلية الإفصاح عن عدد حالات الإصابة تختلف من دولة إلى أخرى، طبقاً لمعيار مدى ظهور الأعراض على المصاب من عدمه».