استوعبت المياه وأنقذت الطرق السريعة والمناطق المحاذية لها من الغرق

البحيرات الصناعية... كلمة السر

29 نوفمبر 2020 10:00 م

ليلة الأمطار الغزيرة انتهت على خير، باستثناء بعض التجمعات المائية التي شوهدت في بعض المناطق السكنية، وتحديداً في بعض مناطق محافظة الجهراء ومناطق أخرى متفرقة، إلا أن حركة السير على الطرق السريعة ظلت طبيعية بعكس السنوات الفائتة التي كانت تشهد دائماً اختناقات نتيجة السيول التي تغمرها، والسبب يكمن في البحيرات الصناعية التي تم انشاؤها العام الفائت، حيث استوعبت السيول القادمة من المناطق القريبة من خطوط الطرق السريعة.

وقد عاشت فرق طوارئ وزارة الأشغال العامة، الموزعة على محافظات الكويت الست وخطوط الطرق السريعة، طيلة ليل السبت - الأحد، في حالة استنفار وتأهب، لتجاوز الوضع بأقل الخسائر، حيث بذلت جهوداً كبيرة في تصريف تجمعات مياه الأمطار في بعض المواقع من خلال تنظيف وتسليك مناهيل شبكة مياه الصرف وسحب المياه الزائدة عن طريق تناكر الشفط المخصصة لتلك الأغراض.

وعلى الرغم من نجاح الوزارة بعد تفعيل خطة الطوارئ في اختبار الطرق السريعة التي حافظت على انسيابيتها، بفضل خطة الطوارئ التي تم تنفيذها العام الفائت من سواتر ترابية محاذية لنقاط تجمعات المياه وبحيرات صناعية لتصريف المياه الزائدة إليها، خصوصاً في مواقع الانفاق التي تشكل هاجساً كبيراً لدى هيئة الطرق، إلا أن الوزارة لم تكن على المستوى المطلوب في شأن ما حصل من تجمعات مائية في عدد من المناطق الداخلية في محافظتي الجهراء والعاصمة والتي تفاوتت فيها نسب الأمطار وفق احصائيات محطات الرصد التابعة لإدارة الأرصاد الجوية ما بين 15 و20 ملم.

وعزت مصادر مطلعة في وزارة الأشغال لـ«الراي» تكرار غرق منطقتي الدعية والدسمة للعام الثاني إلى انخفاض منسوبهما عن مستوى سطح البحر، مبينة أن مناطق الدعية والدسمة والشعب البحري وبنيد القار جميعها مربوطة بمجرورين لتصريف المياه تجاه البحر، إلا أنه في حال وجود مد يتوقف عمل تلك المجارير من تصريف مياه، ما يؤدي إلى طفح في مناهيل شبكة تصريف الأمطار في تلك المناطق.

وأوضحت المصادر أن «الوزارة اقترحت في السابق حلاً لمعالجة هذه المشكلة من خلل تركيب مضخات في نهاية تلك المجارير لضخ مياه الأمطار في البحر، وحتى لو تزامن الضخ مع وجود مد بحري، فإن مكائن محطات الضخ ستكون قادرة على تصريف مياه تلك المناطق إلى الداخل عملياً، إلا أن الهيئة العامة للبيئة اعترضت على المقترح خوفاً على تلويث البيئة البحرية وتهديد الكائنات البحرية التي تعيش في تلك المواقع».

وأرجعت المصادر سبب غرق مناطق محافظة الجهراء ومنطقة الفنطاس إلى ضعف عمليات الصيانة التي أجريت لتلك المناطق، مشيرة إلى الوزارة تمكنت بفضل آلياتها وتعاون بقية الجهات التي تضمها لجنة طوارئ الأمطار من تجاوز الساعات الحرجة من قيامها بسحب المياه المتجمعة وتسليك مناهيل شبكة الصرف من العوالق التي أدت إلى انسدادها وتعاون وزارة الداخلية من خلال إدارة المرور في تحويل مسار السيارات بعيداً عن مناطق تجمعات المياه.

سحب مياه وصلة الدائري السادس والسابع

تمكنت فرق طوارئ الهيئة العامة والنقل من سحب تجمعات مياه الأمطار التي تكونت على طريق كبد جهة الوصلة بين الدائرين السادس والسابع.

بحيرة الأحمدي أنقذت الموقف

أنقذت بحيرة الأحمدي الصناعية التي نفذتها شركة نفط الكويت العام الفائت مناطق المنطقة العاشرة وطريقي الملك فهد والفحيحيل ونفق المنقف من الغرق، نتيجة سحب السيول القادمة من الهضبة تجاهها، حيث كانت تصب هذه السيول قبل حفر البحيرة في طريق الفحيحيل ونفق المنقف والصباحية والفحيحيل.

أين وكلاء «الأشغال»؟

لاحظ الكثير من مراقبي الوضع تحرك وزيرة الأشغال العامة الدكتورة رنا الفارس على مواقع التجمعات برفقة مدير مكتبها عبدالله العجمي للاطمئنان على سير الوضع في تلك المناطق، الأمر الذي جعل البعض يتسائل عن دور وكيل الوزارة ووكلاء القطاعات الفنية المعنية، أين كانوا؟

380 بلاغاً

قال الناطق الرسمي باسم وزارة الاشغال عبدالله العجمي ان الوزارة وهيئة الطرق استقبلت ليلة السبت 380 بلاغاً، تم التعامل مع 360 بلاغاً، أغلبها كان انسدادات في شبكة صرف مياه الأمطار، وتجمعات مياه في بعض الساحات والشوارع داخل بعض المناطق».

المحاسبة

استحضر المغردون تغريدة سابقة للوزيرة الفارس قبل توزيرها، وهي تشيد بحاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد بعد إحالته المكتب الهندسي ومقاول معرض دبي الجوي بعد خرير المياه الذي تعرض له نتيجة الأمطار الغزيرة إلى النيابة، حيث تمنت وقتها أن يكون هناك خطوة مماثلة في الكويت.