في الصميم

رحم الله... صباح وقابوس وخليفة

18 نوفمبر 2020 10:00 م

توالى الفقد خلال هذا العام لشخصيات خليجية مهمة، كان لها الأثر الواضح والكبير في التطور والبناء. ما يجعلنا نقول إن هذا العام هو عام الفقد والحزن على رحيل شخصيات تركت بصماتها التي سيخلدها التاريخ.

ففي بداية هذا العام فقدنا السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، ذلك القائد التاريخي الذي لن يتكرر في منطقة الخليج العربي وسلطنة عمان، الذي قاد بلاده بكل حكمة واقتدار منذ بداية توليه المسؤولية، وسار بسفينة السلطنة نحو الأمان والاطمئنان بكل اقتدار، وسط العواصف والتغييرات المفاجئة، تلك التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط، ومن ثم وصلت بلاده إلى اقصى ما يمكن مشاهدته من تطور ونمو ونهضة.

وشهد العام نفسه أيضاً وفاة قائد الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، حيث فقدت الإنسانية والأمة العربية حكيم العرب، الذي كانت له قيمة كبيرة في نهضة دولة الكويت، وهو الذي استكمل المسيرة التي بدأها آل الصباح لأبناء هذا الوطن على المستويات الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وشكّلت الإنجازات التي قدمها الفقيد على مدى حياته العملية الحافلة بالأعمال المميزة نبراساً ومنهجاً وقدوة، فقد كان فقيد الإنسانية لا يخاف في الله لومة لائم، وكانت كلماته موزونة ومتوافقة مع الأفعال الحقيقية للرجال الذين إذا قالوا فعلوا، وإذا فعلوا حققوا الخير الطيب، الذي له بالغ الأثر في حياة الشعوب والأمم.

فلم تكن أمتعته الشخصية في الخزائن، بل كانت في حقائب السفر التي تلازمه دوماً، والتي تحتوي حقيبة ملابس لمواجهة الشتاء، وحقيبة أخرى تتناسب مع الطقس الحار، الأمر الذي يشير إلى جهوده الساعية والدؤوبة لحل المشاكل والخلافات التي تنشأ في العالم، خصوصا الأمتين العربية والإسلامية.

ومع اقتراب العام الحالي من أفوله فقدت مملكة البحرين رئيس وزرائها الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي تُوفي في مستشفى أميركي بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 85 عاماً، ليسدَل الستار على 50 عاماً من الإنجازات.

فقد شهدت البحرين خلال نصف قرن من الزمان تطورات مهمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ويُنسب إلى الأمير الراحل العمل على تخليص البحرين من الاعتماد الفعلي على النفط كمصدر رئيسي للدخل، وتحويلها إلى مركز مصرفي ومالي وواحدة من أكبر منتجي الألمونيوم في الشرق الأوسط، وسعى رحمه الله لسنوات كثيرة إلى جعل البحرين مركزاً مالياً إقليمياً، رغم مواردها النفطية المتواضعة، كما يحتل الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة الحيّز الأكبر من الذاكرة السياسية للبحرين.

وفي الختام، نوجه تعازينا القلبية للأمتين العربية والإسلامية، بفقدنا تلك الشخصيات التي كان لها عظيم الأثر في مختلف مجالات الحياة... والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com