تركي العازمي / معالجة السلبيات!

1 يناير 1970 04:50 ص
هناك سلبيات كثيرة ظهرت على الساحة الكويتية سواء كانت سلوكية، خدماتية، أو حتى سياسية، وما زال البحث عن طرق معالجة السلبيات في طور المراجعة والتنظير اذا صح التعبير، ولم نستطع الوصول إلى نقطة البداية تجاه المعالجة الصحيحة!

في الدول المتقدمة تكنولوجيا، يتم استغلال التكنولوجيا على النحو المطلوب لتجاوز بعض السلبيات الخدماتية وغيرها، خلاف ما هو معمول به في حكومتنا الالكترونية (حكومة مول) التي تقع في مجمع التحرير!

ان المسألة لم تعد محصورة في ضم الهيئات والوزارات الحكومية في مبنى واحد، انها أبعد من ذلك بكثير، وطموح الشارع الكويتي لم يقتصر على إنهاء المعاملة بل هو حول الكيفية التي يتم تخليص المعاملة وفقها، والعراقيل التي يواجهها المواطن والمقيم في الكويت.

لو أن الحكومة الالكترونية حاولت ربط الجهات الحكومية في جهاز حكومي واحد شامل لوفر على الحكومة الكثير وقلص الدورة المستندية، واختصر الفترة الزمنية التي يدور حول ساعاتها المواطن والمقيم، فالحكومة مطالبة بانشاء جهاز خاص معني بهموم المواطنين والمقيمين، وخلف هذا الجهاز لجان مختصة تبحث في تلك الهموم وتطرح الحلول لمعالجتها.

انها الوسيلة الأفضل في معالجة السلبيات، وكثير من الدول المتقدمة تدفع مبالغ طائلة على البحث العلمي والاستبيانات لقياس رضى العميل (المواطن والمقيم في تلك الدول) وبالتالي تخرج الحلول للهموم قبل أن تتحول إلى مشاكل وقضايا يضطر المتضررون منها إلى البحث عن نائب يتبنى همومهم التي تتحول إلى مواد دسمة تزيد من الاحتقان وتدفع نحو الاستجوابات.

هذا هو السبب الرئيسي الذي أوجد الواسطة، وكثير من الباحثين تطرق إليها، وربط سبب التدهور الذي تعاني منه منشآتنا بالفساد المستشري الذي تتبناه الواسطة لتحول الممنوع إلى مسموح، والخطأ إلى صواب بفضل الاستثناءات... وكله بالقانون بعد تأشيرة «اللا مانع» المشهورة!

فليكن القانون هو «الواسطة» لتجد القضايا طريقها إلى الحل عن طريق معرفة السلبيات من منظور بحثي سليم، فالفرد الواحد على مستوى العائلة الصغيرة لا يستطيع حل مشاكله اليومية من دون الاستماع إلى الأطراف المتضررة، وكذلك الحال بالنسبة للدولة فهي أسر متجمعة مرتبطة احتياجاتها والهموم المصاحبة لها بمؤسسات الدولة، فمن يستمع لهؤلاء الضعفاء... السواد الأعظم، ومن يرفع عنهم آثار التكتلات السلبية التي تبحث عن الصعود للقمة حتى وإن خلفت سلوكياتهم السيئة الضياع للبلد والعباد. والله المستعان!





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]