د. إبراهيم الهدبان / في بانكوك قيم إسلامية فقدناها

1 يناير 1970 06:25 ص
خرجت في مهمة أكاديمية إلى جامعة «ثاماسات» التايلندية في بانكوك، وهي واحدة من أعرق الجامعات في البلاد وأكثرها تقديراً على المستوى الأكاديمي في مجال العلوم الاجتماعية وخاصة في العلوم السياسية. رافقني في الرحلة كل من الأخ الدكتور عبدالرضا أسيري عميد كلية العلوم الاجتماعية، والأخ الدكتور عبدالله سهر الزميل السابق في الدراسة والحالي في قسم العلوم السياسية. في بانكوك رأينا عجباً... شعب في قمة التواضع والاحترام، وعلى قدر كبير من الشعور بالمسؤولية وحب العمل. الطلاب الذين حاضرنا لهم في جامعة «ثاماسات» والاساتذة الحضور الذين يفوقنا الكثير منهم شهرة جلسوا واستمعوا إلينا ونحن نتكلم عن مجلس التعاون والتحديات التي تواجهه، وعن الأمن الوطني الكويتي، وعن التحول الديموقراطي في دول المجلس، والديموقراطية في الكويت، لمدة ثلاث ساعات متواصلة. الشعب في الشارع في قمة التواضع والاحترام، والأساتذة والطلبة في الجامعة كذلك لا يهتمون بالأزياء ولا بالكشخة، لكنهم يركزون على التحصيل العلمي والاستفادة من الساعات الثلاث هذه إلى أقصى حد. الأخلاق الإسلامية التي علمنا إياها محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام والتي أمرنا بها ديننا الحنيف يطبقها أهل تايلند البوذيون بينما أهملها العديد من أبنائنا وشعبنا في العالم الإسلامي والعربي، وخاصة في الكويت، فالقليل من الطلاب حريص على العلم، والأقل من الموظفين حريص على العمل، وجل ما نعرفه في الكويت هو أن نفتح أفواهنا وندعو الحكومة إلى إطعامنا. لا نريد أن نعمل، ولا نريد أن ندرس لكن نريد أن نبلع دائماً، لدينا درجة من النفاق بحيث نطالب بتطبيق القانون ونحن أول من يخرق القانون. الدكتورة التايلندية سولاك المتخصصة في العلاقات الدولية والحاصلة على الدكتوراه من بريطانيا والديبلوماسية في سفارة مملكة تايلند في الكويت عملت كمرافقة وكأنها أقل من أقل طالبة لدينا في جامعة الكويت مع أنها لم تكن مضطرة لكنه شعور بالمسؤولية دفعها إلى الطيران إلى تايلند فقط لمرافقتنا. الحفاوة التي قابلنا بها معالي السفير الكويتي في تايلند السيد حفيظ العجمي (أبو محمد) جعلتنا نشعر وكأننا أصحاب الدار حيث حرص شخصياً على متابعة محاضراتنا بداية في الجامعة، كما حرص على توفير احتياجاتنا كافة في بانكوك. والشكر موصول إلى الطالب السابق في قسم العلوم السياسية والديبلوماسي الحالي في سفارتنا السيد عادل السريع على حرصه على تسهيل أمورنا. نعم أيها الأحبة يمكن لأي مواطن أن يتعلم من هذا الشعب التواضع والشعور بالمسؤولية والحرص على قيمة العمل لأنها من أصول ديننا الحنيف، كما يمكن أن يذهب الإنسان إلى بانكوك طلباً للعلم والتعلم وليس طلباً للمتعة الحرام كما يفعل الكثير، وصدق عليه الصلاة والسلام إذ قال: «فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته لما هاجر إليه».





د. إبراهيم الهدبان

أكاديمي كويتي

[email protected]