اجتهادات

وزير التربية والإجازات الدراسية!

14 نوفمبر 2020 10:00 م

نشرت «الكويت اليوم» قرار وزير التربية، الذي دخل حيّز التنفيذ، والقاضي بضرورة موافقة جهة العمل لأي موظف راغب في استكمال دراسته الجامعية ودراسات الماجستير والدكتوراه من خلال منحه إجازة دراسية، وإلا أعتبر الموظف دارساً بنظام الانتساب غير المعترف به من قبل وزارة التربية.

وإن كنت ربماً متيقناً أن ما قام به الوزير هو محاولة لكبح جماح موضوع الشهادات العلمية المزوّرة والمضروبة، وكل ساع إلى أن ينال شهادة (بوطق) و(بالقوترا) للحصول على الزيادة المرتبطة بالشهادة والترقية الوظيفية، إلا أننا وكالمعتاد بدلاً من معالجة الخلل من جذوره، نسعى في كل مرة إلى حلول (ترقيعية) لا تسمن ولا تغني من جوع! أتساءل وأسأل وزير التربية هنا: ما ذنب الموظف الذي يعمل في الصباح ويداوم على عمله يومياً، ويستكمل دراسته مساءً في إحدى الجامعات الخاصة في الكويت، من دون أن يؤثر ذلك على مهام عمله وأداء واجباته الوظيفية؟! أتساءل وأسأل وزير التربية أيضاً: ما ذنب المجتهد الساعي إلى استكمال تحصيله العلمي عن طريق الانتساب من خلال الدراسة في إحدى أرقى الجامعات في العالم، التي تعترف هي وغيرها بهذا النظام، الذي يعتبر من وسائل التعليم الأساسية المتبعة على مستوى دول العالم أجمع؟ ولعل الجائحة وما يعانيه النظام التعليمي بسببها، جعلت التعليم عن طريق الوسائل التكنولوجية الحديثة أساساً مهماً في استكمال التعلم والتحصيل العملي والعلمي لمختلف المراحل داخل الدولة وخارجها، ليعطي مثلاً واضحاً ليس به لبس أن نظام التعليم عن بُعد لا شائبة به ولا يختلف عن النظام التقليدي الراسخ في عقلية قياديي التربية! أتساءل وأسأل وزيرالتربية: هل تعلم السبب الحقيقي وراء سعي البعض إلى الحصول على مثل هذه الشهادات؟ وهل تعلم أن الدستور والنظام الكويتي المنظم للعمل في جهات الدولة المختلفة هما السبب في ذلك؟ وهل تعلم أنك مهما حاولت - ما لم تقتلع المشكلة من جذورها - فلن تفلح، كحال من سبقوك، في ذلك؟ لكنني ما أعرفه أنك أنت وأنا والجميع يعلم سبب ذلك! إذا كنت ترغب في الحل الصحيح يا وزير التربية ويا حكومة، اجعل التوظيف والترقية والزيادات مبنية على الأداء والتقييم العادل وحسن العمل وأداء الواجبات، عندها بكل تأكيد ستجد أن الجميع سيطمح إلى الأفضل في القيام بمهامه الوظيفية وزيادة إنتاجيته وتحسين أدائه، وعندها سيُكافأ المجتهد من جهة وستستفيد الدولة من موظفيها من جهة أخرى، وسننسى معها بكل تأكيد السعي الدائم من قبل ضعاف النفوس للحصول على الشهادة المضروبة، وغير ذلك «كلام فاضي»! واللهُ من وراء القصد!