بلا حدود

«المتلمس»... والاستثمار الأجنبي

3 نوفمبر 2020 10:00 م

المحن والصعاب تكشف لك عن معادن الرجال ومواقفهم، والأزمات تكشف لك عن قوة الدول وصلابتها، نحن ولله الحمد في الكويت مرت علينا أزمات اقتصادية عدة زعزعت كبرى الدول، وأنهكت الدول الصغيرة، ولكن الكويت تغلبت عليها بفضل الله أولاً وأخيراً جل جلاله الذي نصلي ونركع ونسجد ونصوم ونقوم الليل، ونزكي ونتصدق حمداً وشكراً وإرضاء له سبحانه وتعالى على فضله ونعمه علينا، وعلى أمننا واستقرارنا، وعلى أن منحنا أسرة مثل أسرة آل الصباح الكرام الذين ببصيرتهم وحنكتهم ودرايتهم وبُعد نظرهم وسهرهم وأرقهم، تجاوزنا كل الأزمات الاقتصادية، وخير دليل على ذلك قوة دينارنا الكويتي.

فقوة عملة البلد أو ضعفها تعكس قوة اقتصادها أو هشاشته، وهذا ما يؤكده أحد المنتحرين على عتبات أبواب السياسة في إحدى ندواته حين قال: «إذا أشهرت كل دول العالم إفلاسها فإن الكويت هي آخر دولة سوف تشهر إفلاسها لمتانة اقتصادها وقوة استثماراتها» أ. هـ.

إن الله سبحانه وتعالى يقول عن نفسه: «هو الأول والآخر والظاهر والباطن»،3 الحديد.

الظاهر عز وجل بخيراته وثرواته الطبيعية فوق الأرض مثل الأنهار والبحار والغابات وغيرها، والباطن بخيراته وثرواته الطبيعية داخل الأرض مثل آبارنا النفطية حفظها الله لنا وللعالم، ما يعني إذا كانت هناك قطعة من الأرض تدر علينا نفطاً بمليارات الدنانير، فهل نجازف بها ونعمل فوقها مصنعاً يدر علينا ملايين الدنانير، فقط لكي يطلق علينا دولة صناعية ؟! كل أرض لها طبيعتها وأرضنا لا تصلح لا للزراعة ولا لإقامة مصانع عليها؛ فما بداخلها من ثروات يفوق ما فوقها، في معادلة يرددها الصغار ( الولد يبي حليب والحليب عند البقر والبقر تبي أعشاب والأعشاب عند الفلاح... وهكذا)، فالكل مختص ويكمل بعضه البعض.

بالله عليكم هل سمعتم يوماً أننا تمنينا - والعياذ بالله - جفاف الأنهار؟ فلماذا يتمنى البعض أن ينضب هذا النفط ؟! إن الله سبحانه وتعالى هو موزع الأرزاق وهو أدرى بعباده، وكم من دولة تقاسمنا معها ما رزقنا الله جل وعلا إياه من خير وثروة طبيعية من باطن الأرض. لذا؛ من يلعب على وتر الاقتصاد نقول له استرخِ قليلاً... (وعط الخبز لخبازه).

الفساد... الفساد... الفساد، تلهثون هنا وهناك بفساد الصندوق الماليزي، وفساد ضيافة الداخلية، ونسيتم وتناسيتم فساد أربعين سنة ونحن تحت عباءتكم السوداء المظلمة بوصاياها العشر، نعم نحن لا ننكر بأن هناك فساداً، ولكنه يشكل واحداً في الــمئة من فــســادكم خلال الأربعين سنة الفائتة، نحن لسنا في مدينة فاضلة، ولسنا مــلائكة، والنفس أمارة بالسوء، هناك الصالح وهناك الطالح، فقط ارفعوا أيديكم عنا وابعدوا وصايتكم من علينا، اتركونا نعيش بسلام، لا نريد هرطـــقاتــكم وفلسفتكم نحن نثق بحكامنا وبحكومتنا. (ما نقص مال من صدقة)، فمال الكويت بلد الخير والعطاء إن شاء الله لا ينقص أبداً، لا ترعبوا أبناءنا، لا ترهبوهم في مستقبلهم تفاءلوا خيراً. نحن لا ندري إن كانت صحيفة المتلمس تأمر بقتلنا أو بإنقاذنا ؟